قداس احتفالي في مئوية تكريس البطريركية اللاتينية لسيدتنا مريم سلطانة فلسطين

دير رافات – شمال غرب  القدس – ابو انطون سنيورة – حيت مئوية تكريس أبرشية البطريركيّة اللاتينيّة تحت حماية مريم العذراء سلطانة فلسطين، الشفيعة الأهمّ والأكبر للبطريركيّة اللاتينيّة وللكنيسة في الأرض المقدّسة، وذلك في القداس الاحتفالي الذي ترأسه النائب البطريركي للاتين في القدس وفلسطين، المطران بولس ماركوتسو،  صباح أمس الاحد الأحد  في المزار المُشاد على اسمها الطاهر في بلدة رافات، شمال غرب مدينة القدس وقد اقتصر القداس الاحتفالي على المطارنة والقاصد الرسولي والاباء الكهنة بدون مشاركة المؤمنين من مختلف الرعايا من الارض المقدسة حسب تعلمات وزارة الصحة بسبب كورونا.

وبدء  ببتهاجٌ آخر حمله احتفال هذا العام، كونه أتى غداة تعيين قداسة البابا فرنسيس رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا (55) عامًا، ظهر أمس أول السبت بطريركًا جديدًا للبطريركيّة اللاتينية في القدس، ليكون بذلك البطريرك العاشر من بعد إعادة تأسيس البطريركيّة اللاتينية عام 1847، لينتهي بهذا التعيين فترة شغور الكرسي البطريركي اللاتيني الأورشليمي منذ أربع سنوات.

وشارك في القداس الذي أقيم في كنيسة المزار المريميّ، القاصد الرسولي في القدس المطران ليوبولدو جيريللي، والنائب البطريركي للاتين في الناصرة الأب حنا كلداني، ورئيس المعهد الإكليريكي البطريركي الأب يعقوب رفيدي، وعدد من الكهنة والراهبات، وفرسان وسيدات القبر المقدّس. فيما أحيا ترانيم وخدمة القداس طلبة المعهد الإكليريكي في بيت جالا. وحالت الظروف الصحيّة جرّاء جائحة كورونا دون مشاركة جموع المؤمنين من مختلف الرعايا المنتشرة على امتداد الأرض المقدسة كما هو معتاد سنويًا.

 النائب البطريركي للاتين في القدس وفلسطين المطران بولس ماركوتسو، مترئس الاحتفال المئوي

وقبل القداس، ألقى أمين سر البطريركيّة اللاتينية الأب إبراهيم شوملي كلمة أشار فيها إلى أنّ البطريرك لويجي برلسينا قد دعا في 15 تموز 1920، بمناسبة دخوله الرسمي إلى كاتدرائيّة بازيليكا القبر المقدّس، إلى تكريس الأبرشية لمريم العذراء بلقب “ملكة فلسطين” لأوّل مرّة. وقال: إن “أمنا العذراء تحمل في قلبها أهل الأرض المقدسة، وتدعونا إلى علاقة قويّة مع ابنها يسوع. تنبهنا على التحديات الكبيرة في هذا الوقت الصعب، إلى أهمية معرفة يسوع والعمل بما يريد: افعلوا ما يأمركم به”.

وأشار إلى العلاقة الخاصة “بين مريم العذراء سيدة فلسطين وجمعية فرسان القبر المقدّس، خلال فترة حبريته ذكّر البابا يوحنا بولس الثاني فرسان وسيدات القبر المقدس بأن يكونوا شهودًا ليسوع في حياتهم اليوميّة، وأن يواصلوا عمل الجمعيّة في الأرض المقدّسةـ تحت حماية السيدة العذراء سيّدة فلسطين”. وختم الأب شوملي كلمته طالبًا من “العذراء القديسة دعم كل عمل من أعمال الإنجيل، وتعزيز الحوار في السعي لتحقيق السلام الذي لا يستطيع العالم أن يقدّمه”.

الأب فراس عبدربه يعلن الإنجيل المقدس خلال القداس

وألقى المطران ماركوتسو عظة القداس، أشار فيها إلى سببين للبهجة والسرور في هذا اليوم، الأول هو الاحتفال بمئوية تكريس البطريركيّة اللاتينيّة للعذراء مريم سلطانة فلسطين، أما الثاني فهو تعيين رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا بطريركًا وراعيًا لهذه الأبرشية. وشدد النائب البطريركي اللاتيني بأنّ احتفال اليوم هو مناسبة لكي يجدّد مسيحيو الأرض المقدسة تكريسهم وثقتهم بمريم العذراء؛ سلطانة فلسطين، والأم ومثال الأخوّة لجميع سكان أرضنا المقدسة، من مختلف الأديان.

وقال: “قبل مائة عام، وبعد الحرب العالميّة الأولى، عاشت الأرض المقدسة صعوبات سياسية واجتماعيّة واقتصاديّة، تتجاوز بكثير مع ما نشهده اليوم جراء الجائحة. ففي عام 1920، قام البطريرك برلسينا بالدخول الاحتفالي إلى كنيسة القيامة، وكرّس نفسه والأبرشيّة للسيد المسيح وأمه البتول تحت لقب سلطانة فلسطين. حيث قال: ’إلى خير هذه البلاد المقدسة التي تستقطب اهتمامات العالم كلّه، أنا أريد أن أكرّس نفسي الآن بكل صدق ومحبّة إلى السيد المسيح بشفاعة مريم العذراء. وأنا متأكد من أن بركة الله ستمطر نعمه الغزيرة على هذه البلاد وجميع سكانها، على هذه الكرمة التي زرعتها يمناه الإلهيّة. وأنا الآن أضع بكل ثقة الأبرشية وسكانها تحت حماية مريم العذراء القديرة، تحت لقلب سيدة فلسطين”.

المطران ماركوتسو يلقي عظة القداس الاحتفالي

وبعد ختام القداس، وجّه القاصد الرسولي في القدس وفلسطين، وسفير الكرسي الرسولي في إسرائيل، المطران ليوبولدو جيريللي، كلمة هنأ فيها، باسم قداسة البابا فرنسيس، بمناسبة مئوية تكريس أبرشيّة البطريركيّة اللاتينية للعذراء سيدة فلسطين، متمنيًا أن تحمي المسيحيين وجميع سكان الأرض المقدسة. وقال: لدينا اليوم بداية جديدة، حيث قام الحبر الأعظم بتعيين بطريرك جديد للكنيسة اللاتينية، هو البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا.

وأشار إلى أن التشابه الكبير بين ما تمّ قبل مائة عام واليوم. فقد كان لويجي برلسينا مدبرًا ليصبح من بعدها بطريركًا. وفي ذلك عينه، كانت الأوضاع العامة غير مستقرة بسبب نهاية الحرب العالمية الأولى، أما في يومنا الحاضر فلدينا جائحة كورونا. ودعا سيادته أن نوكل البداية الجديدة هذه تحت حماية العذراء. وقال: لنساعد البطريرك الجديد كي يبني الوحدة والمحبة في رعايانا، ولنتعاون معه لبناء الالتزام والثقة في الإكليروس، ولنتعاون معه في بناء حوار مع الكنائس الشقيقة ومع المسلمين واليهود، ولنتعاون أيضًا في بناء سلام بين فلسطين وإسرائيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com