من تآمر على دولنا العربية يسعى لتصفية القضية الفلسطينية

عبر السنوات الماضية تعبنا وأُرهقنا ونحن نطالب بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، ولكن السامعين غياب، فنرى ان هناك حوارات ولقاءات في عواصم عدة، ولكن النتيجة استمرار الانقسام، ويزداد تأثيره السلبي على شعبنا الفلسطيني بأكمله سواء اكان في داخل الوطن او في الشتات!

والمؤلم ان هذا الانقسام تفشى ليصل الى داخل الفصيل الواحد، وفي مقدمة هذه الفصائل والقوى الفلسطينية “فتح”، التي هي كبرى القوى الوطنية، والعمود الفقري للنضال الوطني المشروع. ويحاول كثيرون استغلال هذا الانقسام ليحقق المزيد من الضعف لهذه الحركة، وليضعف بالتالي الشعب الفلسطيني بأكمله.

الانقسام ليس لصالح احد، هو داء مرفوض، وهدفه اضعاف كل اطرافه، وهذا يعرفه ويدركه ويؤمن به الجميع، ولكن حتى يومنا هذا لم نستطع تجاوز الانقسام، اذ ان كل واحد منا يفضّل مصالحه الذاتية على مصالح الوطن. وهذا بحد ذاته امر خطير ومرفوض، وستكون تبعاته سيئة جدا على الجميع، وليس فقط على المنقسمين!

في الفترة الاخيرة طلعت علينا الرباعية العربية بمشروع أو خطة تهدف الى تحقيق المصالحة داخل فتح، وبين فتح وحماس، واذا لم تتحقق المصالحة، فان العرب سيكونون مضطرين الى اتخاذ الاجراءات المناسبة لحل القضية الفلسطينية، أي بمعنى آخر التفاوض بالنيابة عن شعبنا وفرض الحلول التي تخدمهم، علنياً!

لقد أصبح الانقسام هذا الذي نعيشه “شماعة” تعطي من خلالها الدول العربية الفرصة للتفاوض مع اسرائيل، وفرض حلول علينا.. واصبح الانقسام هو المبرر للتهرب العربي من التزاماته تجاه الشعب الفلسطيني، واصبح العذر لاسرائيل وآخرين للتطبيع من أجل ايجاد حل للقضية الفلسطينية.

منذ سنوات، والمبادرة العربية للسلام “نائمة” وموضوعة في “الدرج”، وبقدرة قادر خرجت لتطفو على السطح، واصبحت اسرائيل معنية فيها بشروط وأهمها:-

  • شطب بند حق العودة منها كاملاً.
  • التطبيع العربي قبل الانسحاب.
  • التفاوض مع اسرائيل حول تطبيق هذه المبادرة، وبالنيابة عن الشعب الفلسطيني لانه منقسم على ذاته!

أي أن اسرائيل تسعى الى “تعريب” الحل، وترفض تدويله، فغالبية العرب موالون لاميركا، وبالتالي لن يخرجوا عن رغباتها وعن طلباتها، ولن يعادوا اسرائيل. وكذلك غالبية قادة العرب الحاليين دعموا الارهاب وساهموا في المؤامرات التي يواجهها عالمنا العربي من اجل شرق أوسط جديد يكون تحت امرة وسيادة اسرائيل.

نتنياهو، رئيس وزراء اسرائيل المتطرف، صار يتحدث عن المبادرة العربية لانه يدرك وضع العالم العربي الآن، وقد يستخدم العرب أيضاً لضرب القيادة الفلسطينية، أي يحول الصراع من فلسطيني اسرائيلي، الى فلسطيني عربي، وبالتالي يبقى الوضع على ما هو عليه، ولن يقدم أي تنازل، بل بالعكس يستغل الوقت لمضاعفة الاستيطان وتوسيعه في الضفة الغربية والقدس والجولان!

كل مساعي اسرائيل تنصب على تفتيت العالم العربي واضعافه، فهو يعاني من ازمات ومؤامرات، واسرائيل مسرورة لان هذه الاوضاع تصب في صالحها.. كما انها اليوم تسعى الى دق اسفين الشقاق بين الفلسطينيين والامة العربية! مستغلة الانقسام السيء الذي يجب ان يرحل في أسرع وقت!

ان الانقسام يجب ان يعوض بوحدة وطنية، فهل يجب أن نتصالح ونوحد أنفسنا تحت ضغط لغة التهديد، أو بمبادرة عربية أو بتدخل خارجي؟

أليس من العيب أن نعطي المجال للرباعية العربية أن تتدخل في شؤوننا الداخلية، وتطالبنا بالمصالحة ورص الصفوف وتحقيق الوحدة الوطنية؟

أليس من المؤلم أن نبقى منقسمين على أنفسنا، وان نعطي المجال للآخرين للتدخل في قضايانا؟

لقد طالبنا، ونطالب حتى يومنا هذا، بضرورة تحقيق المصالحة ورص الصفوف، فالمؤامرة على قضيتنا كبيرة، يريدون تصفيتها، يريدون شطبها، يريدون التنازل عنها.. يريدون كل السوء لها، وللاسف بتحريض من اسرائيل، وكذلك لصالح اسرائيل.

نَشم رائحة مؤامرة جديدة على قضيتنا، هذه المؤامرة تأتي استثمارا واستغلالا لما يحدث في وطننا العربي من دمار وتدمير وسفك دماء لتقسيمه وتجزئته واضعافه. وللاسف فان من ساهم ويساهم في دعم المؤامرة ضد سورية وبقية أقطارنا العربية، هم نفس القادة العرب الذين يريدون ويرغبون في تحقيق المصالحة الفلسطينية، وفي مواصلة التطبيع مع اسرائيل تحت شعار “فاوض وطالب”! أي أن نواياهم مشكوك فيها.. وهي جزء من مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية.

نطالب شعبنا بالوحدة، ونطالبه برص الصفوف، فانقسامنا وفر المجال للتآمر علينا، ولا بد من العمل سويا من اجل التصدي لهذه المؤامرة الخطيرة.

9/8/2016

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com