عبد الله الحوراني.. حكاية وطن.. الكاتب والباحث/ ناهض زقوت

في الذكرى العاشرة لرحيل المناضل المفكر عبد الله الحوراني، نكشف لكل الأوفياء في هذه الذكرى أننا أنجزنا كتابا يتناول سيرة حياة الراحل الكبير بعنوان (حكاية وطن .. عبد الله الحوراني حكاية لا تنتهي) يقع في 250 صفحة من القطع الكبير، تناول مسيرة حياته من الميلاد إلى الوفاة، رحلة حياة امتدت من عام 1936 إلى عام 2010 وما بينهما من أحداث ووقائع وتجارب وصراعات وانجازات وعلاقات وصداقات. وذلك وفاء منا لمن يستحقون الوفاء.

لم ينشر بعد ونأمل نشره في العام القادم.

**

في التاسع والعشرين من كل عام يصادف صدور قرار الأمم المتحدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني. في هذا اليوم غادرنا المناضل القومي والوطني المفكر عبد الله الحوراني (أبو منيف) في عام 2010. بعد رحلة كفاح ونضال طويلة بدأت من غزة موطن اللجوء من المسمية، إلى رئاسة هيئة الإذاعة والتلفزيون في سوريا، وإلى المدير العام لدائرة الأعلام والتوجيه القومي في منظمة التحرير، وصولا إلى عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وترأس الدائرة الثقافية بالمنظمة، ليستقيل منهما على إثر اتفاق أوسلو، ويعود إلى قطاع غزة ليعمل بين اللاجئين مسؤولا عن دائرة اللاجئين في منظمة التحرير، ويؤسس تشكيل اللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين بقطاع غزة، وبعد مقال “داني روبنشتاين” (الحوراني يفجر القنابل المنسية في مخيمات اللاجئين)، يغادر أبو منيف دائرة اللاجئين قسريا، فيتجه لتأسيس المركز القومي للدراسات والتوثيق، ليكون عنوانا لإحياء الذاكرة الفلسطينية، وحاملا لهموم وقضايا الأمة العربية.

وبعد رحيله وتخليدا لذكراه يصدر القرار الرئاسي بتغير اسم المركز إلى مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق، ليواصل المركز مسيرة الراحل في حفظ أفكاره ومبادئه التي رسخها فينا، فأصبح المركز عنوانا للوحدة الوطنية، وقبلة للكتاب والباحثين والمثقفين، وشعلة في إعادة الاعتبار للثقافة الفلسطينية التي أهدرتها السياسة، ومؤكدا على حماية الذاكرة الفلسطينية، وليصبح أهم مركز سياسي ثقافي ليس في قطاع غزة فحسب، بل في ربوع الأراضي الفلسطينية، وامتدت شهرته لتغطي الٱفاق العربية والدولية.

وفي ليلة الرابع من أيار/ مايو عام 2019  غيبت الطائرات الحربية الاسرائيلية جدران مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق، ولكنها لم تغيب ما زرعه مركز عبد الله الحوراني من أفكار وكتابات وندوات ولقاءات وأمسيات، فما زال حاضرا في وجدان كل انسان في قطاع غزة.

رحم الله ابا منيف، الذي قاتل من أجل اللاجئين والقضية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، ودافع عن قومية القضية الفلسطينية، وقضايا الأمة العربية.

حلم بقبر في تراب المسمية، إلا أن قدر الله لم يخيب أمله، فدفن في مقبرة مخيم البقيعة بالأردن بين رفات من أحبوه من اللاجئين الذين دافع عن حقوقهم في العودة إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948 بكل أمانة وصدق.

في ذكراه العاشرة، عزاؤنا بما تركه من إرث ثقافي وسياسي، قرأ فيه المستقبل ليعلم الأجيال القادمة أن فلسطين أكبر من كل الأحزاب والتنظيمات، وأن فلسطين لا تعود إلا بوحدتنا وصدق عملنا من أجلها.

رحم الله المناضل الكبير عبد الله الحوراني (أبو منيف).

المدير العام السابق لمركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق – فلسطين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com