عبرات شعرية على أطلال امّة مغدورة/عبد الله ضراب الجزائري

***
ما رضيتُ لأمّتي أن تُعاني … من عميلٍ يصدُّ طيفَ الأمانِ
ضقتُ ذَرْعاً من خائنٍ ذي فتونٍ … هبَّ يسعى بفتنةٍ وافتتانِ
غرس الحقدَ والشِّقاقَ ليبقى … صفوةُ الشَّعب عالقاً ويُعاني
رغم حِلمي وعفَّتي واصطباري … قد شحذت بعد الوعيد لساني
هزَّني الوَجْدُ من أُخَيٍّ ذليلٍ … يقتفي غاصبَ الحمى بتفانِي
هزَّني الغدرُ والأذى فأثيرتْ … جذوةُ الهَجْوِ في جِمارِ بياني
حين بادرتُ حاميا لبلادي … هزَّني البَغيُ حانقا ونهاني
حين كَظَّ الفؤادَ جورٌ وبطشٌ … عضَّني البغيُ كي يزيد احتقانِي
حين أشفقتُ أن أُهينَ طريحا … نبحَ الجروُ يَستحِثُّ هواني
حين مِلتُ الى التَّغاضي لصبرٍ …عزم الظُّلمُ أن يهدَّ أماني
حين أغمدتُ ضاربي رغم بطشي … أقبل الغدرُ يَسترقُّ سَناني
أيُّها الحارسُ احترسْ لستُ وغدا … أو سفيها مُذلَّلا للغواني
احرسِ العُهر إن أردت ولكن … احذر الدَّهرَ أن تدوس جِناني
سوف أرميك بالدَّواهي بعزمٍ … ثمَّ تبقى مُعفَّرًا في الهوانِ
سوف أرميك بالقوافي عنيدا … فتردَّى كمثل تلك المباني
عارُك المستمرُّ سوف يُجلَّى … لبنات الرُّؤى بكلِّ زمانِ
سوف تبقى أضحوكة ً بشريَّهْ … تتجلَّى للنَّاسِ في كلِّ آنِ
ربُّك الأمركيُّ هَدَّتْ عُراهُ … صفعات الفُرات والطَّالبانِ
هو وهْمٌ وأنت خوَّانُ شعب ٍ… مُنعتْ نفسه من الجريانِ
إنَّكَ الآن عكس أحداث دهرٍ … بفعالٍ تدعو الى الغثيانِ
سوف يروي التَّاريخ عنك فسادَك … أكثر العارَ والهوى والأماني
إنَّهُ الحقُّ يا عبيد الصَّهاين … فاقرءوا الذِّكرَ أو هدى الطَّبراني
سوف تُخزى بحبِّهمْ ثم تمضي … لعذابِ الجحيم لا للجنانِ
فلْتتُبْ للرَّحيم إن رُمْتَ فوزا … قم تطهَّرْ وقبل مرِّ الأوانِ
امتلئْ بالهدى وبالحبِّ دينا … وانطلق للنَّقا وطبع الحنانِ
وافتحِ القلبَ للإخاء سريعا … وازرعِ البِشرَ في الورى والمكانِ
حرِّرِ الجارَ من قيود الصَّهاينْ … وتحرَّرْ وكن طليق العنانِ
يا اسيراً لِردَّة ٍوتغرُّبْ … أهلكَ الأهلَ بالرَّدى والتَّوانِي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com