هكذا اغتال الموساد العالم الإيراني محسن فخري زادة

القدس المحتلة- البيادر السياسي:- كشف موقع ايلاف السعودي عن تفاصيل عملية اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة، إذ تشير المعلومات إلى ضلوع خمسة عناصر من وحدة “كيدون” في الموساد بعملية الاغتيال، وإلى أن كل العناصر الذين شاركوا في التخطيط والاسناد والتنفيذ كانوا من الإسرائيليين، مكثوا في إيران أشهرًا عدة، وقد خرج عدد منهم من إيران.

ونقل الموقع عن مصادر خاصة به قولها ” قضت الخطة الأساسية باغتيال زادة في بيته، لكن استقر الرأي على عملية مركبة لتجاوز أمر السيارة المصفحة حيث قام المهاجمون بتفجير سيارة جيب لإيقاف الموكب الذي أقل زادة، وليتسنى لفريق الهجوم اغتياله في سيارته مع حارسه الشخصي.

ويقول مسؤول سابق في جهاز أمني غربي لـ “إيلاف” إن الاختراق في تحديد هوية وأماكن تواجد زادة حصل قبل أكثر من ستة اشهر من خلال عمليات استخبارية مشتركة بين عدد من الدول المعنية ببرنامج ايران النووي.

بعد الاختراق وتحديد أماكن تواجد العالم رقم واحد في برنامج ايران النووي، قامت عناصر من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) بمراقبته بشكل متواصل.

ادخل العناصر إلى إيران من أماكن مختلفة لعدم توفير أي ربط بين أفراد المجموعة والذين يقدر عددهم بـ 12 عنصرًا، جميعهم من الإسرائيليين. فإسرائيل ما عادت في السنوات الأخيرة تعتمد على عملاء محليين في تنفيذ العمليات، بل تستقى منهم المعلومات بأشكال مختلفة لا أكثر، بينما يتولى التخطيط والتنفيذ عناصر إسرائيلية تحسبًا للتسريب وحماية لعملائها في ايران الذين يتلقون من “إسرائيل” مبالغ مالية كبيرة ويحظون بالحماية ويتم أحيانًا تهريبهم خارج إيران للعيش في دول أخرى بهويات مختلفة.

وراقب عناصر الموساد زادة أشهرًا ودرسوا تحركاته وأماكن تواجده في طهران وفي أماكن أخرى كانت منها مدينة آبسرد التي يمتلك فيها فيلا للنقاهة والاستجمام والراحة بحسب التقارير التي وردت من طهران.

كانت خطة الموساد الأولى تقضي باغتيال زادة داخل بيته في آبسرد إلا أن صعوبة العملية وتعقيدها بسبب طبيعة الحي الذي يسكنه والحراسة المشددة هناك جعلت الخطة تتغير إلى عدد من الخطط بما فيها قنصه عن بعد عند نزوله من السيارة بجانب البيت,

إلا أن الخطة الأخيرة كانت تقضي استهداف موكبه المؤلف من ثلاث سيارات، اثنتان منها متشابهتان ومصفحتان.

يقول المسؤول السابق إن عناصر وحدة النخبة في الموساد “كيدون” (الحربة) هم الذين قاموا بالتخطيط وتنفيذ العملية باسناد لوجستي إسرائيلي من الجو بطائرة مسيرة من دون طيار حلقت في أجواء المنطقة وشوشت على الاتصالات بين سيارات موكب زادة. واستخدم أفراد الطاقم الإسرائيلي أجهزة اتصال خاصة تعمل بواسطة الأقمار الصناعية لتجاوز تعقب اتصالات الحرس الثوري لهم.

يضيف المسؤول أن الطاقم قام بجولات عديدة في الطريق الذي يسلكه زادة إلى مدينة آبسرد بشكل مستمر أيام الجمعة والأعياد والعطلات. ومن تحليل المعطيات والتعقب قررت المجموعة أن أفضل يوم للقيام بالعملية هو الجمعة وفي الصباح حيث تكون الحركة على الطريق خفيفة، خصوصًا في شارع الخميني الواسع الذي به مساران في كل اتجاه.

جهز افراد فريق الاغتيال سيارة جيب مليئة بالمتفجرات وركنوها إلى جانب الطريق في نقطة معينة لا تثير الشبهات. وكانوا قد تدربوا على العملية مرات عدة، حيث ركنوا سيارة فارغة وانتظروا. ولما لم يقم احد بالتوقف او فحص السيارة ركنوا السيارة المفخخة قبل ثلاثة ايام من العملية.

من جهة أخرى، انتظر أفراد القوة الضاربة في سيارة رباعية الدفع في الجهة المقابلة لسير موكب زادة مع أسلحة رشاشة وكاتمة للصوت. عند مرور اول سيارة للموكب قام الطاقة بتفجير السيارة المفخخة، قتوقف موكب زادة وخرج الحرس من سيارة زادة وفتحوا أبواب السيارة.

في هذه الأثناء، قامت المجموعة الضاربة المكونة من أربعة عناصر بالتوجه سريعًا إلى سيارة زادة وإطلاق النار عليه بشكل كثيف ما أدى إلى مقتله ومقتل حارس وجرح آخرين.

استغرقت العملية من تفجير السيارة إلى الاغتيال دقائق قليلة بعدها لاذ المنفذون بالفرار في السيارة رباعية الدفع والتي تحمل لوحة أرقام تابعة لحرس الثورة الإيراني، ثم اختفى المنفذون بعد أن توجه كل منهم إلى منطقة مختلفة. خلال اقل من ست ساعات كانوا قد عبروا حدود إيران إلى دول أخرى قريبة.

يقول المسؤول السابق إن العملية كانت معقدة وصعبة، لكن إصرار إسرائيل على تشويش وإنهاء برنامج إيران النووي جعل العملية ممكنة وبدون أي خطأ حيث لم يصب اي من المهاجمين الخمسة بأذى، ولم يتم تعقبهم ولا كشفهم.

يضيف المسؤول أنهم لم يتركوا وراءهم أثرًا تدل عليهم أو على طريقة دخولهم إيران ومكوثهم فيها لعدة أشهر بمساندة سبعة عناصر آخرين تواجدوا للإسناد في أماكن قريبة جدًا من مكان العملية وهم أيضا غادروا إيران.

من جهة أخرى تقول مصادر إسرائيلية مطلعة أن تعليمات صدرت فور الإعلان عن اغتيال زادة إلى كل السفارات والقنصليات ومكاتب المصالح الاسرائيلية حول العالم بضرورة أخذ أقصى درجات الحذر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com