الرئيس هواري بومدين من خلال الجيش الوطني الشعبي.. معمر حبار

أنهيت قراءة الكتاب بتمعن شديد صيف العام الماضي، وأعدته لصاحبي فور انتهائي من القراءة،  ووعدته يومها أن أقدّم قراءة. والحمد لله أن وفّق عبده الذليل. والكتاب هو:

  1. Saphia Arezki «DE L’ALN  A L’ANP. La construction de l’armée algérienne 1954-1991», Edition barzakh, Blida, Algérie, deuxième semestre, Mars2018, Contient 388 Pages.

أوّلا: الجيش الوطني الشعب عقب استرجاع السّيادة الوطنية سنة 1962:

  1. حين خرج الأوروبيون المحتلون من الجزائر إبان استرجاع السّيادة الوطنية سنة 1962 تركوا فراغا كبيرا لدى المؤسّسات والإدارات الجزائرية. ماأحدث فوضى باستثناء الجيش الذي كان قويا ومنظّما ولم يتأثّر بهذا الفراغ وبقي متماسكا ومنضبطا بسبب كونه يمتاز بالتكوين والتنظيم. (أقول: وما زال لحدّ الآن الجيش الوطني الشعبي يمتاز بالانضباط والتنظيم).
  2. متوسط عمر الجنود الجزائريين من المتعلّمين هو 26 سنة إبّان استرجاع السّيادة الوطنية سنة 1962، و56 سنة 1992. (أقول: واضح جدّا أنّ نسبة المتعلّمين والجامعيين في صفوف الجيش الوطني الحالي مرتفعة جدّا. وكمثال على ذلك فإنّ نسبة معتبرة من الطلبة الحاملين لشهادة البكالوريا وبمعدل ممتاز وجيّد جدّا يلتحقون بالجيش الوطني الشعبي كالطب مثلا).
  3. نقلت الأستاذة صافية أرزقي عن دبلوماسي جزائري متقاعد بتاريخ: 18 مارس 2014، قوله: مصطلح “BTS” أي “بسكرة(باتنة) تبسة سكيكدة” لاتعني أبدا مناطق جغرافية إما تعني 3 قادة من الجيش الوطني الشعبي برتبة جنرالات يتحكّمون في الجزائر، وهم: B: بتشين (أو بلخير). T: توفيق. S: سماعين عماري. 46
  4. كان جيش الحدود في جهة المغرب أفضل بكثير من حيث القادة والتدريب، والتنظيم، والانضباط من جيش الحدود على تونس. أقول: يفهم الآن لماذا جيش الحدود في وجدة أمسك بزمام الأمور في الجزائر بعد استرجاع السيادة الوطنية. 137
  5. أغلب قادة جيش التحرير كانوا في الحدود وهم الذين أصبحوا النواة الأولى للجيش الوطني الشعبي. 137
  6. قادة الثورة الجزائرية عبر الحدود التونسية استغنوا عن المجاهدين الجزائريين الفارين من الجيش الفرنسي المحتل الذين التحقوا بالثورة باعتبار فرنسا المحتلّة هي التي أرسلتهم. وفي نفس الوقت استقبلهم قادة الثورة الجزائرية في الحدود المغربية وعلى رأسهم بومدين وأصبحوا أوفياء لجيش الحدود، بالإضافة إلى كونهم أحسن من حيث التدريب واستعمال التكنولوجية العسكرية يومها ومنضبطين والطاعة لقادتهم. أقول: هذه العناصر تضاف لقوّة جيش الحدود وللأسباب التي مكّنته من أن يمسك بزمام الجزائر بعد استرجاع السّيادة الوطنية. 138
  7. جيش الحدود الذي زاد من حيث العدد، والقوّة، والكفاءة بعد خط المجرم موريس وخط المجرم شال ابتداء من سنة 1956 هو الذي أصبح النواة الأساسية فيما بعد للجيش الوطني الشعبي.
  8. يعلم الجميع أنّ الجيش الوطني الشعبي إبّان استرجاع السيادة الوطنية ظلّ يعاني ولسنوات ليست بالقليلة من داء الأمية لدى صفوفه خاصّة لدى القادة. ويعود ذلك لظروف عديدة ومنها جرائم رأسها الاستدمار الفرنسي.
  9. بعد انقلاب الطاهر زبيري رحمة الله عليه على بومدين سنة 1967، أزال بومدين منصب قائد أركان خوفا من أيّ انقلاب قادم، ومنح في نفس الوقت سلطات واسعة جدّا لقادة النواحي العسكرية الذين كانوا من “ضباط فرنسا” الذين استعان بهم بومدين منذ 1858-1960 ومابعدها. فأمست بالتّالي لقادة النواحي العسكرية أي “الفارين من المدرسة الفرنسية” المحتلة: القوّة، والسّيطرة، والنفوذ بسبب منح بومدين لهم القوّة، والسّيطرة، والنفوذ.

ثانيا: الرئيس بومدين ومكوّنات الجيش الوطني الشعبي:

  1. يتكوّن جيش التحرير الوطني أيّام الثورة الجزائرية ومن بعد الجيش الوطني الشعبي بعد استرجاع السّيادة الوطنية من العناصر التّالية:
  2. أوّلا: الفارون من الجيش الفرنسي المحتلّ. وهم الأفضل والأحسن من حيث التدريب والتكوين. وأشرفوا بدورهم على تدريب الجنود الجزائريين. وهؤلاء هم الذين تقلّدوا المناصب العليا لدى الجيش الوطني الشعبي.
  3. ثانيا: المتكوّنون لدى الدّول المساندة للثورة الجزائرية، كـ: روسيا، والصين، وتشيكسلوفاكيا، وألمانيا الشرقية.
  4. ثالثا: المتكوّنون لدى الدول العربية كـ: مصر والعراق. وتكوين هؤلاء كان على المدى البعيد أي الاستفادة من خبراتهم بعد استرجاع السّيادة الوطنية. وهؤلاء هم الذين ترأسّوا مدارس تكوين الجيش الوطني الشعبي وقيادة المدارس.
  5. رابعا: المتكوّنون لدى الحدود الجزائرية التونسية، وعبر خبراء من الصين وروسيا وأوروبا الشرقية. وهؤلاء هم النواة والهيكل العظمي للجيش الوطني الشعبي.
  6. خامسا: المتكوّنون لدى الحدود الجزائرية المغربية. وهؤلاء هم النواة للمخابرات الجزائرية.
  7. سادسا: الدفعة الأولى من الضباط الفارين وكانوا من الذين شاركوا في الحرب الصينية، والحرب العالمية الثانية. وكانوا من مواليد سنة 1920 والتحقوا بالثورة وهم في عمر 32 سنة. 123-124
  8. سابعا: الدفعة الثانية من الضباط الفارين كانوا من التلاميذ الذين درسوا بالمدارس الفرنسية العسكرية المحتلة. وقادة الثورة الجزائرية هم الذين طلبوا منهم الفرار والالتحاق بالثورة الجزائرية لتقديم المساعدة الفنية التي تفتقرها الثورة الجزائرية، كـ: اللاسلكي، والهندسة، والنقل العسكري، والعتاد، والتكوين العسكري. 126
  9. ثامنا: استمرّ فرار الضباط الفارين والتحاقهم بالثورة الجزائرية لغاية سنة 1958. ص125. وقد تعرّضوا للاعتقال ومصادرة أملاكهم وأملاك عائلاتهم من طرف المستدمر الفرنسي حين علم بفرارهم. ومنهم من سجن 20 سنة. 125-126. واثنين منهم حكم عليهما بالإعدام. 126
  10. تاسعا: بعضهم فرّ بمبادرة شخصية. 126
  11. عاشرا: الذين فروا وسبق لهم أن قتلوا جنديا فرنسيا محتلا مغتصبا ليسوا كالذين فروا ولم يقوموا بأية عملية والتحقوا بالثورة الجزائرية بطرق سلمية. والذين فروا سنة 1960 والتحقوا بالثورة الجزائرية ليسوا كالذين فروا بعد سنة 1960 والتحقوا بالثورة الجزائرية من حيث المعاملة والرتبة والقيادة. 130
  12. المجموعة الأولى من الضباط الفارين تلقت الدعم من بومدين. والمجموعة الثانية من الفارين تمّ تهميشها من طرف بومدين. 131
  13. كان الفارون يفضّلون الالتحاق بالثورة الجزائرية عبر الحدود التونسية. أقول: لماذا الحدود التونسية دون الحدود المغربية؟ 130
  14. بدأ التكوين العسكري منذ أواسط الثورة الجزائرية.

ثالثا: علاقة الرئيس بومدين بالجيش الوطني الشعبي، وضباط فرنسا[1]:

  1. تتساءل الأستاذة سؤالا غير بريء وتفضّل عدم الإجابة عنه، قائلة: لماذا يتم إخفاء الملف الشخصي لبعض الضباط الفارين أنّهم كانوا في الجيش الفرنسي المحتل وفرّوا منهم؟.
  2. ممّا فهمته من الكاتبة أنّ الذين فرّوا من جيش التحرير الوطني الذين التحقوا بالثّورة الجزائرية احتفظوا بنفس رتبهم التي كانوا يتقلّدونها لدى الجيش الفرنسي المحتل. وتمّ تجميد رتبهم العسكرية حتّى لايكون أعلى رتبة من القادة الجزائريين الذين لم يكونوا لدى الجيش الفرنسي المحتل وكانوا الأوائل الذين التحقوا بالثّورة الجزائرية. وكان هناك نزاعا حول الرتب العسكرية بين الجزائريين الفارين من الجيش الفرنسي المحتل الذين كانوا يرون أنفسهم أفضل رتبة وأحسن تدريب، والجزائريين الذين كانوا يرون أنفسهم أنّهم الأوائل الذين التحقوا وفجّروا الثورة الجزائرية ولم يكونوا لدى الجيش الفرنسي المحتل، وبالتّالي فهم أحقّ من غيرهم بالرتبة العسكرية والقيادة العسكرية.
  3. أعداد الجزائريين الملتحقين بالثورة الجزائرية بعد سنة 1956 تناقص بشكل كبير وواضح. أقول: لماذا؟ للأمانة، الأستاذة لم تتساءل ولم تجب.
  4. كان الجزائريون ينخرطون في الثورة الجزائرية عبر الحدود المغربية والحدود التونسية. وكانت الأسلحة تأتي من الحدود التونسية. أقول: لماذا الأسلحة لاتأتي من ناحية الحدود المغربية؟ للأمانة، الأستاذة لم تطرح السؤال ولم تجب عنه[2].
  5. من الأسباب التي دفعت قادة الثورة الجزائرية للاستعانة بالجنود الجزائريين الفارين من الجيش الفرنسي المحتل هي: أوّلا: يملكون الكفاءة والمهارة وحسن التدريب والتمكن في الجانب الفني، والقدرة على التحكم في التكنولوجيا العسكرية يومها. ثانيا: فضّلت القيادة العسكرية الاستعانة بجزائري ولو فار من الجيش الفرنسي المحتلّ على جندي قادم من الشرق أو الغرب.
  6. من عظمة الثورة الجزائرية أنّها لم تستعن بجنود عرب أو عجم أو غرب ضدّ الاستدمار الفرنسي المدعوم من القوّة الأطلسية الضاربة. والجزائر يومها لاتملك غير الصدور العارية والأرجل الحافية والبطون الخاوية.
  7. ومن عظمة الثورة الجزائرية وهي المحتاجة لكلّ شيء أنّها طلبت مساعدات مادية حدّدتها مسبّقا ولم تطلب أبدا الدعم من حيث الجنود. وأكّدت على أنّ مالديها من جنود وهم قلّة مقارنة بالجيش الفرنسي المحتل يكفيها.
  8. ليس من مهام المقال أن يتطرّق لحالات فردية -إن وجدت-، فتلك حالات تبقى في الجانب الفردي ولا تمثّل الثورة الجزائرية وليست بطلب منها.
  9. لم تكن هناك فتوى لجلب الجنود العرب والعجم والغرب لقتال الفرنسي المحتل المستدمر البيّن كفره. والجزائر يومها بحاجة للمدد من حيث العتاد والرجال.
  10. في نفس الوقت يجنّد -اليوم- الشباب العربي والمسلم لسفك دماء إخوانه وجيرانه في سورية، والعراق، واليمن، وليبيا. وإرضاء لسلطانه العربي، وخليفته المسلم الأعجمي، ومذلّه الغربي. فيقتل الأخ بيد الأخ، وتحتل أرض الأخ بيد الأخ، وتحرق دار الجار بيد الجار. وكلّ هذه الجرائم في سبيل سيّده العربي، والأعجمي، والغربي.
  11. ما أعظم الثورة الجزائرية: لم تستعن بعربي، ولا أعجمي، ولا غربي لمحاربة المحتل المجرم السّفاك الجلاّد المستدمر الفرنسي، وهي الفقيرة المحتاجة للعتاد والرجال. وما أصغر العرب والترك والإيرانيين والغربيين حين استعانوا وما زالوا بالعرب والمسلمين لسفك وقتل الأبرياء من العرب والمسلمين وحرق بلدانهم واحتلالها بأيدي أبنائها وإخوانهم.
  12. الدولة والمجتمع والجيش كغيرهم من الهياكل والتنظيمات يقوم على التكامل فيما بين العناصر التي تكمّله. ولا يمكن بحال أن يقوم عنصر بمفرده مهما أوتي من عناصر القوّة. وعظمة الجيش، والدولة، والمجتمع في التكامل فيما بينهم وفي حماية بعضهم ومساندة بعضهم بعضا.

رابعا: الرئيس هواري بومدين وجيش الحدود:

  1. جيش الحدود الموجود عبر الحدود هو النواة فيما بعد للجيش الوطني الشعبي. 133
  2. سمح قادة الثورة الجزائرية للجزائرية بالمشاركة في تثبيت خط المجرم موريس والمجرم شال على أن يقدّموا جزء من راتبهم الذين يتقاضونهم للثورة الجزائرية كمساهمة منهم. 134
  3. خط المجرم موريس والمجرم شال خنق الثورة الجزائرية منذ سنة 1958 بسبب منع تدفق المال والسّلاح والمجاهدين. وفي نفس الوقت حمى جيش الحدود من التدمير. أقول: وهذه -في تقديري- من عوامل سيطرة جيش الحدود على الجزائر لأنّه كان قويا ولم يصطدم بالجيش الفرنسي المحتل. 134
  4. ونتيجة الخطين انخفض بشكل كبير وابتداء من نهاية سنة 1957 داخل الجزائر. وفي نفس الوقت ارتفع بشكل كبير على الحدود الجزائرية. 135
  5. كان من النتائج أيضا نشوب صراع بين جيش الداخل وجيش الحدود. 136
  6. قاعدة كريم بلقاسم وبومدين هي: نفضّل الاستعانة بجزائريين ولو تخرّجوا من الجيش الفرنسي المحتل على أجانب جاؤوا من المشرق أو المغرب رغم الحرب الباردة بين المعسكرين. 139
  7. إنشاء خط المجرم موريس وخط المجرم شال كان من وراء إنشاء جيش الحدود 1957-1958. أقول: وبالتّالي كان من وراء النواة الأولى للجيش الوطني الشعبي. 144
  8. خطّ المجرم شال وخط المجرم موريس الذي أقامه الاستدمار الفرنسي ابتداء من سنة 1956 لفصل جيش التحرير الوطني عن الشعب الجزائري المؤيّد للثورة الجزائري، كانت له انعكاسات منها: حرمان المجاهدين داخل الجزائر من المدد من حيث السّلاح، والمجاهدين، والمال. وفي نفس الوقت ارتفع جيش الحدود بشكل كبير جدّا، خاصّة بعد انضمام الجنود الجزائريين الفارين من المدارس الفرنسية المجرمة المحتلة، وانضمام الشباب الجزائري بعد إضراب سنة 1956. واستقبال بومدين لكم هائل من الجنود الفارين من المدارس الفرنسية المحتلّة المجرمة بعد تمّ طردهم من الحدود التونسية، وتنظيمهم ضمن صفوفه، ووفائهم له، وأصبحوا فيما بعد القوّة الضاربة التي اعتمد.

خامسا: الأمية لدى جيش التحرير الوطني والجيش الوطني الشعبي:

  1.  تحدّثت الأستاذة عن مشكلة الأمية التي ميّزت جيش التحرير الوطني ومن بعد الجيش الوطني الشعبي غداة استرجاع السيادة الوطنية سنة 1962.
  2. نقلت الأستاذة تقريرا فرنسيا يصف عبره عبد الرحمن بن سالم، وهو قائد أعلى في هيئة الأركان ابتداء من سنة 1964، ومدير مدرسة شرشال حتّى سنة 1969، بـ”: “تقريبا أمّي ويتحدّث الفرنسية بشكل سيّئ”. 181، وعليه أقول:
  3. المقصود بـ “الأمّي” في نظر فرنسا : “هو الذي يتحدّث اللّغة الفرنسية بشكل سيّء”.
  4. أضيف: لم يتم بعد تصنيف قادة وضباط الجيش الوطني الشعبي الذين يتحدّثون باللّغة العربية الفصحى.

سادسا: الطلبة والثورة الجزائرية:

  1. قالت الأستاذة: من بين 600 طالب على مستوى الجزائر يومها، التحق عُشْر 1/10 العدد أي 60 طالب فقط بالثورة الجزائرية، و5 منهم فقط تمّ إرسالهم للصين وروسيا للتدريب.
  2. أقول: تابعت بتاريخ: الأربعاء: 28 ربيع الثاني 1436هجري، الموافق لـ 18 فيفري 2015 محاضرة للمجاهد يوسف الخطيب[3] أمدّ الله في عمره ورزقه الصحة والعافية. وقرأت عن التحاق الطلبة بالثورة الجزائرية، فاعتقدت حينها أنّ الجزائر كلّها طلبة وكلّهم التحق بالثورة الجزائرية جرّاء الأعداد الضخمة التي قدّمت !

سابعا: العوامل السّلبية التي أثّرت على وحدة وقوّة وتماسك الجيش الوطني الشعبي:

  1. ذكرت الأستاذة أنّ هناك عوامل أساسية أثّرت وبشكل بالغ على وحدة وتماسك وقوّة الجيش الوطني الشعبي عقب استرجاع السّيادة الوطنية سنة 1962، وهي:
  2. الأمية الطاغية التي ميّزت قادة وضباط الجيش الوطني الشعبي غداة استرجاع السّيادة الوطنية سنة 1962.
  3. حرب الرمال التي فرضها المغرب على الجزائر سنة 1963، ولم تكن يومها الجزائر مستعدة لخوض هذه الحرب، وقد خرجت منهكة من حربها ضدّ أقوى دولة أطلسية يومها وطيلة 1954-1962، ناهيك عن ما قبلها من 120 سنة من الاستدمار الفرنسي.
  4. إعدام القائد العسكري الشاب شعباني رحمة الله عليه سنة 1964.
  5. انقلاب 19 جوان 1965.
  6. محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها الطاهر زبيري بتاريخ: 14 ديسمبر 1967.
  7. أضيف: قرأت في بعض المصادر -لاتحضرني الآن- أنّ بومدين أقام انقلابه العسكري ضدّ بن بلة لأنّه كان يرى فيه التبعية الذليلة لعبد الناصر، وعبد الناصر كان يريد من بن بلة أن يكون التّابع له، فرفض بومدين هذه التبعية وقاد الانقلاب. وفي هذا الكتاب الذي بين يديك تذكر الأستاذة أنّ السبب الرئيسي لانقلاب بومدين أنّ بن بلة عيّن الطاهر الزبيري قائد أركان، وكان يومها بومدين في زيارة لروسيا أوائل سنة 1965. مايعني أنّ رئيس الجمهورية بن بلة لم يستشر وزير الدفاع بومدين. وما يهم القارئ المتتبّع -لحدّ الآن- أنّه الآن أمام رأيين لانقلاب 19 جوان 1967 في انتظار آراء أخرى. أقول الآن وأضيف: أزعم أنّ محاولة انقلاب الطاهر زبيري التي قادها سنة 1967 تعود لهذه الحادثة في انتظار نفيها، أو تأكيدها.

ثامنا: كيف تعامل الرئيس هواري بومدين مع ضباط فرنسا؟:

  1. قرّب الرئيس هواري بومدين رحمة الله عليه إليه “الفارين من المدرسة الفرنسية” المحتلة كما تسميهم الكاتبة أرزقي صافية، و”ضباط فرنسا” بالتعبير الجزائري.
  2. عارضه المجاهدون حين استعان بهم. ودافع بومدين عن موقفه من الاستعانة بالفارين بقوله وبالفعل: إنّهم أكثر كفاءة، وإنّكم أيّها المجاهدون تحتقرون غيركم ولا تأخذون الأمر من غيركم. وأفضّل أن أستعين بجزائري ومهما كان تكوينه من أن أستعين بأجنبي.
  3. أقول: لايوجد من المعارضين للرئيس بومدين أيّ أحد من “الفارين من المدرسة الفرنسية المحتلّة”، وكانوا له الدعم، والسند. مايعني أنّ الذين ربّاهم وتبناهم -أقول رباهم وتبناهم- بومدين كانوا له الأوفياء بل أشدّ الأوفياء له. ونجح بومدين في هذه النقطة أيّما نجاح.
  4. منح بومدين “للفارين من المدرسة الفرنسية المحتلّة” مراتب عالية ومناصب سامية، ماجعل المجاهدين يعارضون بومدين بشدّة لتوجّهه هذا، ويتشبّث بومدين بموقفه للأسباب أعلاه.
  5. استعانة بومدين بـ”ضباط فرنسا” بالتعبير الجزائري وبـ “الفارين من المدرسة الفرنسية” بتعبير الأستاذة يعود لسنة 1958، أي بعد تنصيب فرنسا خط المجرم شال، وخط المجرم موريس، وبعدها سنة 1960. أقول: كان بومدين -في تقديري- بعمله هذا يفكّر فيما بعد استرجاع السيادة الوطنية سنة 1962، وفي طرق الهيمنة، والسيطرة. وحين لم يستطع السيطرة على المجاهدين استعان بالفارين ليكونوا -في تقديري- له السند، والظهر، والوفاء وقد كانوا فعلا. ماجعل المجاهدين يغضبون منه كلّما أصرّ على الاستعانة بهم.

تاسعا: الرئيس بومدين يردّ جميل مصر. والجزائر تشكر تونس، والمغرب، ومصر وكلّ من ساعدها:

  1. أقول: فضل المغرب وتونس على الثورة الجزائرية من حيث التكوين كبير وكبير جدّا. ونظلّ بدورنا نقدّم كلّ الشكر والثناء لجيراننا وأحبّتنا وإخواننا في تونس والمغرب على المجهودات الكبيرة العظيمة لمساندة ودعم الثورة الجزائرية وتكوين رجالها وقادتها. راجين أن نردّ لهم الصنيع الحسن أيام الثورة الجزائرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com