الحق بالعمل.. د. سلامه أبو زعيتر

إن تقدم ورقي أي مجتمع وتحضره ورقي الإنسان فيه مرتبط أساسًا بالعمل، لكونه الوسيلة الوحيدة التي تضمن تحقيق الأهداف والخطط التنموية ، والأصل أن يكون الهدف هو توفير فرص عمل منتجة للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لا أن يختصر بإحداث فرص عمل جديدة استهلاكية غير منتجة لمجرد التشغيل وتخفيف نسب البطالة، إذ أن فرص العمل غير المنتجة لم يعد لها جدوى في تحسين البنية الاقتصادية وتطوير سوق العمل، ولكي نحقق النمو لابد من ظهور نمط جديد للعمل والتشغيل وخاصة في ظل التطور التكنولوجي واتجاه العالم الجديد نحو المعرفة والرقمنة، وهذا يتطلب معرفة تقنية وفكرية للشباب والخريجين بالحداثة والعصرنة وماهية الأنماط الجديدة للعمل غير التقليدية ؟؟!! بحيث يتطور لديهم أنماط التفكير والإبداع، من خلال تحسين مهاراتهم وقدراتهم الفنية والمهنية، وتوجيههم نحو للابتكار للمشاركة باستحداث أنواع جديدة من العمل بما يواكب كل ما هو جديد، ويتناسب مع التحولات والواقع والظروف ….

فالعمل يشكل المصدر الرئيسي لاي تقدم اقتصادي واجتماعي، والعنصر الأساسي للتراكم والبناء الاجتماعي والاقتصادي، وهو حق وواجب ويشكل هوية وشرف وميزة أخلاقية تساهم في تكوين شخصية الإنسان، وحفظ كرامته، والواجب أن تتعاون كل الجهات ذات العلاقة، وخاصة الحكومة لخلق فرص عمل تنموية للشباب..

أخيرً ا إن الحق بالعمل احد الحقوق الأساسية للإنسان وقد نصت عليه التشريعات الدولية والعربية والمحلية، ويجب العمل ضمن خطة إستراتيجية لاستحداث فرص عمل جديدة ومواكبة العصرنة، والأنماط الجديدة للعمل في ظل التطورات وموائمة التعليم وسياساته مع احتياجات سوق العمل الجديدة وإلغاء كافة التخصصات للمهن التي تلاشت بفعل التطورات والمستجدات والمتغيرات على العمل تباعا للتكنولوجيات والتقنيات الحديثة…

* عضو الأمانة العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com