زيارة تاريخية.. البابا فرنسيس يصل العراق حاملاً رسالة تضامن وأخوّة وسلام

العراق – ووكالات – القدس – ابو انطون سنيورة – المركز الكاثوليكي للدراسات والأعلام – :

 وصل البابا فرنسيس، اليوم الجمعة، إلى العراق، قادمًا من روما، في أول زيارة خارجية له منذ تفشي وباء كورونا، حاملاً رسالة تضامن إلى إحدى أكثر المجموعات المسيحية تجذرًا في التاريخ في المنطقة والتي عانت لعقود ظلما واضطهادات.

ومن مطار  بغداد الدولي، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والبطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، وعدد من المسؤولين العراقيين والكنسيين، بدأت زيارة البابا التي تستمر ثلاثة أيام، وسيلتقي خلالها المرجع الشيعي الكبير آية الله العظمى علي السيستاني.

وتأتي الزيارة غير المسبوقة في وقت يشهد العراق ارتفاعًا كبيرًا في أعداد الإصابات بفيروس كورونا تخطت السبت الخمسة آلاف في يوم واحد، وهو رقم قياسي، فيما تفرض السلطات إغلاقًا تامًا يتزامن مع الزيارة. كما تشهد البلاد توترات أمنية.

وأقلعت طائرة تابعة لشركة أليطاليا تقل البابا ومرافقيه وطاقمًا أمنيًا ونحو 75 صحفيًا من مطار ليوناردو دافنشي في روما، متجهة إلى العاصمة العراقية بغداد في رحلة تستغرق أربع ساعات ونصف الساعة. ونشر العراق آلافًا إضافية من أفراد قوات الأمن لحماية البابا فرنسيس خلال الزيارة التي تأتي بعد موجة من الهجمات بالصواريخ والقنابل أثارت المخاوف على سلامته.

وسيكتفي جزء كبير من العراقيين بمشاهدة البابا من خلال شاشاتهم التلفزيونية، وسيستخدم البابا على الأرجح سيارة مصفحة في تنقلاته على طرق أعيد تأهيلها خصيصًا استعدادًا للزيارة، بالإضافة الى مروحية وطائرة خاصة للتنقلات البعيدة سيعبر خلالها فوق مناطق لا تزال تنتشر فيها خلايا لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي أعلنت القوات العراقية الانتصار عليها وتحرير العراق منه منذ 2017.

وستشمل زيارة البابا للعراق مناطق في شمال البلاد وجنوبها، ومنها النجف الأشرف حيث سيلتقي المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني، وبغداد وأور وأربيل والموصل وقرقوش، سيعبر خلالها مسافة 1445 كلم، في بلد لا يزال فيه الاستقرار هشًا.

وستغيب بسبب التدابير الوقائية من وباء كوفيد-19، الحشود التي اعتادت ملاقاة البابا في كل زياراته، باستثناء قداس سيحييه يوم الأحد المقبل في الهواء الطلق في أربيل في كوردستان بحضور نحو أربعة آلاف شخص حجزوا أماكنهم للمشاركة فيه مسبقًا.

وجرت التحضيرات على قدم وساق لاستقبال الحبر الأعظم خلال الأسابيع الأخيرة، من شوارع العاصمة بغداد الرئيسية وصولاً إلى النجف ومرورًا بأور الجنوبية والبلدات المسيحية شمالاً، حيث رفعت لافتات تحمل صوره مرفقة بعبارات ترحيب.

وتحضيرًا للزيارة، أزيلت آثار ثلاث سنوات من دمار تسبب به تنظيم الدولة الإسلامية من مناطق كثيرة، ولكن أيضًا آثار عقود من الفساد والإهمال أنهكا البنى التحتية، فعبّدت طرق، وأعيد تأهيل كنائس في مناطق نائية لم تشهد زائرا بهذه الأهمية من قبل.

 وغرد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عبر “تويتر”، “يستقبل العراق شعبًا وحكومة قداسة البابا فرنسيس، ليؤكد عمق الأواصر الإنسانية التي كانت بلاد النهرين وما زالت وستبقى محطتها التاريخية للقاء الأديان والأفكار والقيم البشرية المشتركة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com