لقاء تاريخي يجمع البابا فرنسيس بالمرجعية الشيعية السيد علي السيستاني

العراق – المركز الكاثوليكي للدراسات والأعلام ووكالات – القدس – ابو انطون سنيورة – :

 استهلّ البابا فرنسيس اليوم الثاني من زيارته التاريخية إلى العراق بلقاء المرجع الشيعي علي السيستاني بمدينة النجف، في واحدة من أهمّ محطات الزيارة البابوية إلى البلاد.

وعقد الرجلان لقاء مغلقًا لمدة 45 دقيقة، أتى بعد عامين من توقيع البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية مع إمام الأزهر. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية: “بعدما التقى البابا قادة الكنائس الكاثوليكية الجمعة في بغداد، يمد اليد إلى المسلمين الشيعة بزيارته السيستاني البالغ من العمر 90 عامًا والذي لا يظهر في العلن أبدًا، في منزله المتواضع في مدينة النجف على بعد 200 كلم إلى جنوب بغداد”.

وشكل اللقاء مصدر فخر للعديد من الشيعة في بلد يعيش منذ 40 عامًا أزمات ونزاعات، من ضمنها حرب أهلية طائفية دامية بين المسلمين السنة والشيعة. ورفعت في بعض شوارع النجف لوحات عليها صور البابا فرنسيس والسيستاني مع عبارة بالانكليزية “اللقاء التاريخي”.

بيان الفاتيكان

 وجاء في بيان دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، أنّ قداسة البابا فرنسيس التقى في النجف الأشرف، صباح اليوم السبت، آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني. وشدّد قداسته خلال هذه الزيارة الودّية، التي دامت حوالي خمس وأربعين دقيقة، على أهمّية التعاون والصداقة بين الجماعات الدينية، حتى تتمكّن من المساهمة في خير العراق والمنطقة والبشريّة جمعاء، من خلال تعزيز الاحترام المتبادل والحوار.

أضاف البيان الفاتيكاني: “وقد شكّل هذا اللقاءُ فرصةً لقداسة البابا حتى يشكرَ آيةَ الله العظمى السيستاني لأنّه رَفَعَ صوته، مع الطائفة الشيعيّة، إزاء العنف والصعوبات الكبيرة التي شَهِدَتها السنوات الأخيرة، دفاعًا عن الضعفاء والمُضطَّهَدين، مؤكّدًا قدسيّة الحياةِ البشريّة وأهمّية وَحدة الشعب العراقي. وأثناء وداعه لآية الله العظمى، كرّر قداسةُ البابا صلاتَه إلى الله، خالق الجميع، من أجل مستقبلٍ يسودُه السلامُ والأخوّةُ لأرضِ العراق الحبيبة والشرق الأوسط والعالم أجمع”.

بيان مكتب السيستاني

 وأصدر مكتب السيد السيستاني، بيانًا أشار فيه إلى أن اللقاء دار “حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر ودور الايمان بالله تعالى وبرسالاته والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها. وتحدث سماحته عما يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري وكبت الحريات الأساسية وغياب العدالة الاجتماعية، وخصوصًا ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها، ولا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة”.

وأوضح البيان أن “السيد السيستاني أشار الى الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي، وما هو المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة -ولا سيما في القوى العظمى- على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة، كما أكّد على أهمية تضافر الجهود لتثبيت قيم التآلف والتعايش السلمي والتضامن الانساني في كل المجتمعات، مبنياً على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين أتباع مختلف الاديان والاتجاهات الفكرية.”

ولفت إلى أن “السيد نوّه بمكانة العراق وتأريخه المجيد وبمحامد شعبه الكريم بمختلف انتماءاته، وأبدى أمله بأن يتجاوز محنته الراهنة في وقت غير بعيد، وأكّد اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية، وأشار الى جانب من الدور الذي قامت به المرجعية الدينية في حمايتهم وسائر الذين نالهم الظلم والأذى في حوادث السنين الماضية، ولا سيما في المدة التي استولى فيها الارهابيون على مساحات شاسعة في عدة محافظات عراقية، ومارسوا فيها أعمالاً اجرامية يندى لها الجبين”، متمنيًا “سماحته للحبر الأعظم وأتباع الكنيسة الكاثوليكية ولعامة البشرية الخير والسعادة،  وشكره على تجشمه عناء السفر الى النجف الأشرف للقيام بهذه الزيارة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com