ملوك الطوائف.. نبيل عبد الرازق

كان يسمي سويسرا الشرق بمساحة لا تتجاوز (10450 كم)،

، منارة الشرق وواحة الحرية بتعدد الطوائف والأديان..

بموقعه الجغرافي من خلال التقاء الشرق بالغرب ثقافيا ،،

شموخ جبال الأرز والتي يصل عمر بعض أشجار الأرز فيها إلي أكثر من (1500)سنة والتي تكتسي بالحلة البيضاء في فصل الشتاء حتى يظن الزائر أنها جبال روكي في أمريكا الشمالية

بسهل البقاع الشاسع والذي يفصل الجبال الشرقية عن الجبال الغربية ويعتبر من الأراضي الخصبة والمنتجة للمزروعات من خضار وفواكه..،،

لبنان الجميل ذو تركيبة اجتماعية تكاد تكون فريدة بفسيفساء نوعية من خلال شعبه باختلافهم الأيدلوجية فهناك المسيحيين من الطائفة المارونية والروم الأرثوذكس والكاثوليك والأرمن والسريان

والمسلمين من سنة وشيعة والدروز وهذا التنوع والاختلاف والعيش المشترك كان مصدر فخر ورقي ونموذج مشرق للعالم بأسره..

نهر الليطاني والعاصي والدامور والزهراني والبارد وسهل عكار وطرابلس والساحل وشويفات وجباله الغربية والشرقية والينابيع تزيد من جماله وتميزه بشعبه المثقف الواعي والحر..،، بابنائه المميزين جبران خليل جبران  ولن تنتهي القائمة بفيروز من مبدعين في المهجر والوطن باسماء لا حصر لها،،

بكل هذا التنوع البيئي والجغرافي والسكاني الرائع …نراه اليوم يحترق!!!!

إنه الصراع علي السلطة يا ساده بين مكوناته الطائفية …

تنتصر ثقافة الطائفة والحزبية علي ثقافة العيش المشترك ووحده الآلام والآمال…

إن حالة  الصراع الموجودة علي أرضه هي امتداد لصراعات إقليمية بين قوي دوليه  لم نكن لنراها   واقعا علي أرضه لولا أن  طغت المصلحة الحزبية الضيقة علي حساب مصلحه المواطن والوطن..

إن محاوله استغلال قاده الأحزاب والطوائف هذا التنوع لخلق أعداء وهميين  من خلال التحريض وزرع بذور الفتنة والكراهية واللعب علي وتر الدين والطائفة والمذهبية  ما هو إلا  للسيطرة عليهم  والاستقواء  للمساومة والابتزاز..

انهيار الاقتصاد متمثل بسعر صرف الليرة اللبنانية وإعداد البطالة المرتفعة  والغلاء  الفاحش في الأسعار لمعظم المنتجات وانعدام فرص العمل للشباب  وعدم الاستقرار الأمني نتيجة لاغتيالات والاحتجاجات لهي مؤشرات قوية تدفع الدولة اللبنانية باتجاه التصنيف لتصبح (فاشلة)،،،

وهذا بكل تأكيد هو الحصيلة لحالة عدم الاتفاق والتوافق بين المكونات السياسية علي اختلاف توجهاتها علي المصلحة العليا للشعب اللبناني…والتي تتجلي في عدم المقدرة علي تشكيل الحكومة للقيام بدورها في خدمة مواطنيها..

ان حالة التخوين والتشكيك وفقدان الثقة بين الحركات والأحزاب والقوي اللبنانية وخاصة حالة عدم التوافق بين المكلف بتشكيل الحكومة الرئيس سعد الحريري  من جهة ومؤسسة الرئاسة المتمثلة بالرئيس ميشيل عون أوصلت الجميع إلي طريق مسدود،،

إن بقاء لبنان يرزح تحت وطأة التناحر والصراعات التي هي بعيدة كل البعد عن مصلحه الشعب اللبناني لهي نتيجة طبيعية  لحالة الفساد وتعدد مراكز القوي والمصالح والتدخلات الخارجية وتغليب المصالح الشخصية والحزبية علي حساب مصلحة لبنان الوطن ..

إن ما أوصل لبنان إلي ما هو عليه الآن بالإضافة لكل ما  ذكر لهم ملوك الطوائف..

أنهم الوصفة السحرية للتشتيت والتفريق وإضعاف العام لمصلحه الخاص..

هم بقايا استعمار هالك ….

لا خلاص الا بالدولة المدنية لكل مواطنيها وبالنظام العلماني والتخلي عن المحاصصة علي أساس طائفي وحزبي غيب العقول وأهدر الطاقات،،،

ولينتصر صدي صوتها الملائكي  لبنان الكرامة والشعب العنيد،،

فليكن للشعب اللبناني كلمته …

بالخلاص من هذا الإرث الفاسد وعلي رأسهم ملوك الطوائف…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com