القدس في أسبوع : قراءة أسبوعية في تطورات المواقف والأحداث في القدس المحتلة/إعداد: علي إبراهيم

“منظمات المعبد” تعلن أن صلاة اليهود في الأقصى “مسموحة”
وتطلق تحضيرات لاقتحام حاشد للأقصى في ذكرى احتلال القدس

كشفت معطيات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن نحو 2260 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى في “عيد الفصح” اليهودي، حيث شهد المسجد الأقصى خلاله أداء المستوطنين صلوات تلمودية جماعية وعلنية، بمشاركة حاخامات، وأعلنت “منظمات المعبد” على صفحاتها في وسائل التواصل الاجتماعي أن “صلوات اليهود في الأقصى باتت مسموحة”، وأن شرطة الاحتلال لم تمنعهم من أدائها، ما فتح شهيتها لإطلاق تحضيرات كبيرة لاقتحام الأقصى في ذكرى احتلال كامل القدس بالتقويم العبري، الذي يتزامن مع الثامن والعشرين من شهر رمضان القادم. وعلى الصعيد الديموغرافي، كشف تقرير لمركز معلومات وادي حلوة أن سلطات الاحتلال هدمت في شهر آذار/مارس 19 منشأة فلسطينية، هُدمت غالبيتها ذاتيًا بضغط من بلدية الاحتلال. وعلى صعيد التفاعل، تُسلط القراءة الأسبوعية الضوء على إطلاق مؤسسة القدس تقريرها السنوي حال القدس 2020، وعلى أبرز مضامينه وتوصياته.

التهويد الديني والثقافي والعمراني

شهد المسجد الأقصى في أسبوع الرصد استمرارًا للاقتحامات الحاشدة بالتزامن مع “عيد الفصح اليهودي”، ففي 31/3/2021 اقتحم الأقصى 309 مستوطنين، نفذوا جولات استفزازية في أنحاء المسجد، وبحسب مصادر دائرة الأوقاف اقتحم الأقصى 1322 مستوطنًا منذ بداية “الفصح اليهودي” حتى 31 آذار/مارس 2021. وفي 1/4/2021 اقتحم الأقصى 938 مستوطنًا، بالتزامن مع اليوم الخامس لعيد “الفصح اليهودي”، بمشاركة عضو “الكنيست” المتطرف عميت هليفي، وشهد الاقتحام أداء المستوطنين صلوات علنية في أرجاء متعددة من المسجد، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. وفي 4/4/2021 اقتحم الأقصى 242 مستوطنًا، بمشاركة عائلات المستوطنين وحاخامات يهود. وفي 6/4/2021 اقتحم الأقصى 142 مستوطنًا، من بينهم 50 طالبًا من معاهد الاحتلال التلمودية، و12 عنصرًا من مخابرات الاحتلال، قاموا بجولات استفزازية في أرجاء المسجد.

وفي سياق اقتحامات المستوطنين، نشر أعضاء في “منظمات المعبد” في 4/4/2021 مقاطع مصور تُظهر أداءهم صلوات جماعية علنية في محيط المسجد الأقصى، بمشاركة حاخامات، وعلق أحد ناشطي “المعبد” بقوله: “لم يعد أحد يعترض، لا الشرطة ولا الأوقاف”، في إشارة إلى حماية شرطة الاحتلال للمستوطنين عند أدائهم الصلوات التلمودية، وعدم قدرة الأوقاف على مواجهة هذه الاعتداءات، ولم تكتف “منظمات المعبد” بما حققته فقط، بل أعلنت صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي في 2/4/2021 أن “صلاة اليهود في الأقصى أصبحت مسموحة”، في محاولة لتحقيق مكاسب على أرض الواقع، ودعوة المزيد من المستوطنين للمشاركة في هذه الصلوات العلنية في الأقصى.

وفي متابعة لما تقوم به “منظمات المعبد”، كشفت معطيات صحفية في 3/4/2021 عن إطلاق هذه المنظمات تحضيراتها لاقتحام المسجد في 10 أيار/مايو 2021 بمناسبة “يوم القدس” وهو تاريخ احتلال كامل القدس بالتقويم العبري، الذي يتزامن في هذا العام مع الثامن والعشرين من شهر رمضان، وفي هذا السياق دعت “منظمات المعبد” المنظمات الشبابية اليهودية والمدارس الدينية إلى مؤتمر تحضيري لتنظيم اقتحام “آلاف الإسرائيليين”، ما يعني أن المنظمات المتطرفة تحاول حشد أعداد ضخمة من المقتحمين، وأشارت في دعوتها أن المؤتمر خطوة مهمة على “طريق عودة شعب إسرائيل إلى جبل المعبد”.

وعلى صعيدٍ آخر من اعتداءات الاحتلال، ركبت طواقم بلدية الاحتلال في 4/4/2021 كاميرات مراقبة جديدة في باب العامود، وتأتي هذه الخطوة في سياق تعزيز قدرات الاحتلال على مراقبة شوارع المدينة المحتلة، وفرض المزيد من السيطرة والتحكم على المقدسيين، ورصد تحركاتهم فيها، خاصة أي عمليات فردية يمكنها أن تُنفذ في المدينة المحتلة.

التهويد الديموغرافي

تتابع سلطات الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 3/4/2021 أجبرت قوات الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله في جبل المكبر، ما أدى إلى تشريد العائلة، ومن بينهم 4 أطفال. وفي سياق الهدم، كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة (أوتشا) في 3/4/2021 أن سلطات الاحتلال هدمت 26 منشأة فلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، ويغطي تقرير “أوتشا” ما بين 16 – 29 آذار/مارس 2021، وأدت عمليات الهدم هذه إلى تهجير 34 فلسطينيًا، من بينهم 15 طفلًا. وحول أعداد المنشآت المهدمة في القدس في شهر آذار/مارس كشف مركز معلومات وادي حلوة عن هدم 19 منشأة في القدس المحتلة، من بينها 14 منشأة هدمها أصحابها بضغط من بلدية الاحتلال.

في سياق مشاريع البنية التحتية الخاصة بالاستيطان، في 4/4/2021 جرفت قوات الاحتلال مساحاتٍ واسعة من أراضي الفلسطينيين قرب العيسوية، وبحسب مصادر مقدسية مطلعة، تأتي عمليات التجريف في سياق التحضير لفتح طريق استيطاني جديد ضمن ما يسمى بمشروع “E1” الذي سيعزل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني.

قضايا:

مع تلاحق الترتيبات لإقامة الانتخابات الفلسطينية، أعلن منسق عمليات حكومة الاحتلال في مناطق السلطة الفلسطينية كميل أبو ركن في 2/4/2021، أنه سيوصي بعدم السماح بإجراء انتخابات فلسطينية في القدس، وأعلن المنسق أن سلطات الاحتلال ستقطع علاقتها مع السلطة الفلسطينية في حال فازن حماس ي الانتخابات. وفي سياق متصل كشفت صحيفة معاريف العبرية أن سلطات الاحتلال أبلغت الاتحاد الأوروبي عدم موافقتها على دخول مراقبين فلسطينيين إلى القدس، متذرعةً بالإجراءات الاحترازية من فايروس “كورونا”.

التفاعل مع القدس

في 31/3/2021 أصدرت مؤسسة القدس الدولية، تقريرها السنوي “حال القدس 2020″، الذي يتناول أبرز الأحداث التي جرت في القدس عام 2020، محاولاً استشراف المآلات والتطورات خلال عام 2021 مع تقديم التوصيات المناسبة للجهات المعنية. وأكدّ التقرير بأنّ عام 2020 يُعد من أسوأ السنوات على الصعيد العربي والإسلامي فيما يتعلق بالتفاعل مع القضية الفلسطينية، وأشار التقرير إلى أنّ عام 2020 شهد ازديادًا في الانفتاح الخليجي على الاحتلال الإسرائيلي، تزامنًا مع فقدان الجامعة العربية لدورها وأهميتها ووظيفتها، وتمثل ذلك بعجزها عن اتخاذ موقف من التطبيع. وبحسب التقرير حاول الاحتلال تحقيق “سيادته” على المسجد الأقصى من بوابة الوباء العالمي، عبر فرضه إغلاقات متكررة، ومساواته بين المصلين أصحاب الحق وبين المقتحمين من المستوطنين، وشهد الأقصى زيادةً في مدد الإغلاق، والمزيد من محاولات التدخل في إدارة المسجد، واستهداف مكوناته البشرية، بل وصل الأمر إلى حدّ تركيب أجهزة صوتية في سياق التحضير لمنظومة إسرائيلية للتحكم بإدارة المسجد الأقصى المبارك. ويؤكد التقرير استمرار عمليات المقاومة في القدس ومجمل المناطق الفلسطينية المحتلة، وقدرة هذه العمليات على إرباك الاحتلال، وضعضعة منظومته الأمنية. ويختم التقرير بتقديم التوصيات إلى الجهات الفاعلة فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا.

وفي سياق آخر من التفاعل، بدأت لجان الحارات في البلدة القديمة في 1/4/2021 بتزيين الحارات والأزقة في البلدة القديمة، بمناسبة اقتراب شهر رمضان، وتأتي هذه الفعاليات في تحدٍ لسلطات الاحتلال، التي تحاول منع أي مظاهر احتفالية لشهر رمضان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com