مسيحيو حيفا يحيون التطواف السنوي “طلعة العذرا” بشكل مختلف
حيفا – القدس – ابو انطون سنيورة – لم يكن التطواف التقليدي “طلعة العذرا” في حيفا يوم الأحد ١٨ نيسان ٢٠٢١ تقليديًا هذا العام، بفعل إجراءات السلامة جراء التخوف من انتشار فيروس كورونا. وللعام الثاني على التوالي، لم تتمكن جماعة المؤمنين من التطواف سيرًا على الأقدام إلى جانب غبطة – البطريرك وأصدقائهم وعائلاتهم، وذلك إحياءً للتطواف الذي جرى عام ١٩١٩ لإرجاع تمثال مريم العذراء، الذي كان قد نُقِل أثناء الحرب العالمية الاولى إلى كنيسة الرعية في المدينة عام ١٩١٤، إلى موقعه في دير الكرمل.
واقتصر التطواف السنوي هذا العام على مسيرة عبر السيارات التي مرّت ببطءٍ من أحياء حيفا، يقودها موكب غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين. وأمام سيارته، وُضِع تمثال العذراء سيدة الكرمل على سطح سيارة قادها الأب عبدو عبدو، كاهن رعية كنيسة القديس يوسف ومنظّم المسيرة منذ عشرين عامًا. على طول الطريق، كان المؤمنون من رجال ونساء وأطفال ينتظرون مرور الموكب على جوانب الطرق ومن نوافذ منازلهم وشرفاتها، لإلقاء نظرة على الموكب والترحيب به، طالبين شفاعة مريم العذراء وحمايتها.
انتهى التطواف في دير الكرمل حيث استقبل جمعُ المؤمنين والجماعات الكشفية في حيفا الموكب والتمثال. وقبل منح بركته إلى جانب رئيس الأساقفة الأب يوسف متى، أشار غبطة البطريرك إلى أهمية الحفاظ على تقليد التطواف خلف تمثال مريم العذراء، كي يرى الجميع “قوةَ الجماعةِ المسيحيةِ في الجليل وحبَّها وجمالَها، في هذا المكان، حول أمّنا العذراء”.
أضاف غبطة البطريرك: “رأيتُ خلال التطواف عددًآ غفيرًا من الناس، خاصةً الأمهات والأطفال، فالأمّهاتِ يفهمْنَ قلبَ العذراء، ونحنُ اليومَ كجماعةٍ مسيحية، نقدّمُ إلى قلبَ أمِّنا مريمَ العذراء جميعَ مخاوِفِنا وتوقّعاتِنا وآلامِنا وآمالِنا. فهي قادرةٌ على حمايةِ عائلاتِنا وأطفالِنا والجماعةِ القويّةِ في الجليل”.
يشارك في تطواف “طلعة العذرا” السنوي في كل عام آلاف المؤمنين من مختلف مدن الأرض المقدسة. وتقول أنّا كرّام من سكّان حيفا، أن مريم العذراء هي المثال الذي تقتدي به في حياتها. فالتطواف اليوم هو شهادةٌ على حبّ الناس لها كبارًا وصغارًا، ورغبتهم في تكريمها. أنا سعيدة لرؤية أنه لا يزال هناك خيرٌ في هذا العالم. آملُ أن يجلبَ هذا التطواف الفرح والسلام إلى قلوبِ جميع الناس، بشفاعة أمّنا مريم العذراء”.
