زمن الشيطنة للكاتب شفيق التلولي ( دراسة سيميائية)/ شهناز غازي أبو شبيكة- فلسطين – غزة

ملخص

يهدف هذا البحث إلى الوقوف على سيميائية الغلاف، والعنوان، والشخصيات، داخل رواية (زمن الشيطنة) للكاتب الفلسطيني شفيق التلولي ([1])، ودور ذلك في تشكيل الفضاء الروائي من خلال السيميائية . وقد استخدمت الباحثة السيميائية، بغية الوقوف على فهم جديد للنص الأدبي وتأويلاته، والطريقة التي جسد من خلالها الكاتب الثقافة السائدة في المجتمع الفلسطيني، والقواعد التي حكمت هذه الثقافة، والكشف عن علامات دلالية غير مرئية داخل الواقعة المباشرة، من خلال الالتقاط الضمني والمتواري خلف الأحداث.

This study aims at examining the semiotics of cover, the title, and the characters within the novel (The Time of Demonization) by the Palestinian writer Shafiq Al-Talouli and the role of that in shaping the narrative space through semiotics. The researcher used semiotics in order to find a new understanding of the literary text and its interpretations, and the way in which the writer embodied the prevailing culture in the Palestinian society, the rules that governed this culture, and the disclosure of semantic signs invisible within the immediate event, through the implicit and hidden discourse behind the events.

 

مدخل:

تعد السيميائية من أبرز الاتجاهات النقدية الحديثة التي تعالج النص بأدوات نقدية ولسانية سعياً وراء الدلالة وإنتاج المعرفة .

 السيمياء لغة : هي لفظ مشتق من الفعل ” سام ” مقلوب الفعل ” وسم ” والسُومة، والسِّيمة، والسِيماء، والسيمياء : العلامة وسوم الفرس : جعل عليه السِيمة، وجمعها سِيم ” (لسان العرب: ابن منظور، جمال الدين، مادة وسم:2159 )([2])، وقال أبو بكر بن دريد : ” قولهم عليه سِيَما حسنة، معناه علامة، وهي مأخوذة من وَسَمْتُ أَسِمُ، والأصل في سِيما وسِمْىَ، فحُوِلت الواو من موضع الفاء، فوضعت في موضع العين ” (تاج العروس من جواهر القاموس: الزبيدي، سيد محمد مرتضى الحسيني، طبعة حكومة الكويت،1965، تحقيق: عبد الستار أحمد فراج، 32/432)([3]) .

أما عن السيمياء في القرآن الكريم فقد جاءت لفظة سيمياء في عدة آيات نذكر منها قوله تعالى : ﴿ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾(الفتح:29) كذلك قال تعالى : ﴿تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾ (البقرة: 273) وتفسيرها من صفرة الوجه، ورثاء الحال . تؤكد الآيات السابقة أن مفردة ” السيمياء ” بمعنى العلامة، وأنها كما يقول فيصل الأحمر: ” تتطابق مع ما ذكره ابن منظور في معجمه لسان العرب، حيث يقول: ” الدلالة التي حملتها هذه اللفظة في القرآن هي نفسها الدلالة التي ذكرها ابن منظور وهي العلامة “( معجم السيميائيات : الأحمر، فيصل،ط1، 2010، ص30، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، الجزائر)([4]) .

السيميائية اصطلاحاً :

ليس الوقوف على مفهوم المصطلح بالأمر اليسير أو الهين، فهذا العلم كان موضع خلاف في اللغات والثقافات المختلفة، وذروة الخلافات تجاوز التسمية أو المصطلح إلى المفهوم والتطبيق، حيث نجد أن المدرسة الأوروبية تطلق مصطلح (السيميولوجيا)، بينما تطلق المدرسة الأمريكية مصطلح (السيميوطيقيا)، وإذا كانت المدرسة الشكلانية في الاتحاد السوفيتي سابقا ترتضي مصطلح السيميوطيقيا، فإن معظم العرب آثروا مصطلح (السيميائية) . هذه الاختلافات في التسميات جعلت من هذا المصطلح مصطلحاً شائكاً، حتى هذه الأيام، وإذا كانت الدراسات المغربية تميل نحو مصطلح السيميائية، فإن بعض هذه الدراسات يتجه نحو السيميولوجيا، وبعضها الآخر يطلق مصطلح السيميوطيقا.

وعلى الرغم من تعدد المفاهيم للسيمياء، فإنها لم تخرج جميعها على كونها العلامة، فهي:” ذلك العلم الذي يبحث في أنظمة العلامات سواء أكانت لغوية، أم أيقونة، أم حركية، وبالتالي فإنها تبحث في أنظمة العلامات غير اللغوية التي تنشأ في حضن المجتمع(بناء المعنى السيميائي في النصوص والخطابات: جميل حمداوي، 2013، ، دار الألوكة للنشر، الرياض،4) ([5]) .

           ومنذ بدايات التفكير بالسيميائية ذهب فرديناند دو سوسير إلى أن: ” اللغة نظام من العلامات التي تعبر عن الأفكار، ويمكن تشبيه هذه بنظام الكتابة، أو الألفباء المستخدمة عند فاقدي السمع والنطق، أو الطقوس الرمزية، أو الصيغ المهذبة، أو العلامات العسكرية، أو غيرها من الأنظمة، ولكنه أهمها جميعاً، ويمكننا أن نتصور علماً موضوعه دراسة حياة العلامات في المجتمع مثل هذا العلم، ويكون جزءاً من علم النفس الاجتماعي، وهو بدوره جزء من علم النفس العام، وسأطلق عليه علم العلامات([6])     . )” Semiolog الاتجاه السيميولوجي ونقد الشعر كامل: عصام خلف،ط1، 2003، 17، دار فرحة للنشر والتوزيع، مصر)

أما بيرس الفيلسوف الأمريكي فبدأ في الإجابة عن “هل بإمكاننا  أن نفكر بدون دلائل؟” وانتهى إلى  جعل السيميوطيقا  دراسة لجميع المعارف الإنسانية، لذلك نجد هذا العلم يبحث في أنظمة العلامات سواء كانت لغوية، أو غير لغوية(بناء المعنى السيميائي في النصوص والخطابات، 4).([7]) . وقد اهتم (رولان بارت Roland Bart / 1915 _ 1980) بالدلالة إلى درجة قصوى، فذهب إلى أن السيميائية “بإمكانها أن تسدي خدماتها لبعض العلوم، وتصاحبها في طريقها، وتقترح عليها نموذجاً إجرائياً ” (: درس السيمولوجيا: رولان بارت،ط2، د.ت، 25،دار توبقال للنشر، الدار البيضاء)([8])، لكن ذلك لا يمكن أن يتم بغير اللغة ” إذ إن كل نظام دلائلي يمتزج باللغة “( مبادئ علم الأدلة : رولان بارت :ط1، 1987، ص28، دار الحوار، سورية) ([9]) . فاللغة هي التي تحقق للوجود الإنساني عالم المدلولات، وإنتاج المعنى، ولهذا ذهب إلى أن السيميولوجيا هي التي تشكل فرعاً من اللسانيات، وليس كما ذهب دي سوسير الذي كان يدعو إلى إدماج اللسانيات في قلب السيميولوجيا( التأويل بين السيميائية والتفكيكية: إيكو، امبيرتو، ط2، 2002، ، ص52، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء)([10])

    والحق أن رصد تاريخ السيميائيات ليس بالأمر الهين، ذلك بأنها تضرب بجذورها في أغوار الماضي السحيق، وبناء على ذلك فإنها لم تنشأ مع بيرس، ولا مع دي سوسير، بل تعود  إلى بدايات الوعي الإنساني والفكر اليوناني القديم مع كل من أفلاطون، وأرسطو، والرواقيين، إلا أن هذه البدايات كانت عبارة عن أفكار متناثرة هنا وهناك، وتفتقر إلى إطار نظري تنتظم داخله .

وتعد السيميائية منظومة نقدية يسترشد بها القارئ في التعامل مع النصوص الأدبية في أثناء البحث عن البنى الكامنة في أعماق هذه النصوص، والكشف عن تجلياتها، على أن النص الشعري فيه مخزون من البنى المفتوحة أمام القارئ، والتي تحتاج إلى ممارسة نقدية واعية في تفكيك شفرات النص، وعلاماته الغامضة، حيث إن ” الكلمات الظاهرة ليست إلا قناعاً يُخفي سراً باطنياً لا ينكشف إلا لمن امتلك القدرة على حل شفرته ” (السيميائية وفلسفة اللغة: امبيرتو إيكو،ط1، 2005، ص24، المنظمة العربية للترجمة، بيروت- لبنان) ([11])

وهنا تتضح فعالية هذا المنهج في تحليل النص الأدبي، ودوره في الكشف عن المعنى، حيث يعد النص حاملاً لأسرار كثيرة، يستفز من خلالها المتلقي، ويدعوه للبحث عنها وفك رموزها، والكشف عن أسرارها الخبيئة، وهنا تظهر قدرة السيميائية على إنارة قضايا ثقافية، ونقدية، وفكرية أسهمت في إثارة مخيلة المتلقي لتُحدث أثراً جمالياً من خلال تنويع الرؤى المنهجية، والبحث عن الرؤى الكامنة في النصوص الأدبية، وبالتالي مكنت هذه الثقافة المعرفية في حقل السيميائية النقاد العرب من إقامة جسر تواصل بين الخطاب النقدي العربي والخطاب النقدي الغربي، دلالة على عمق الوعي العربي بالعلامة وطرق إنتاجها، ودلالاتها، وهذا ما سنلحظه من خلال توظيف هذا المنهج في بيان سيميائية الغلاف، والعنوان، والشخصيات .

ملخص الرواية :

رواية (زمن الشيطنة) هي عمل روائي للكاتب الفلسطيني شفيق التلولي التي صدرت عن (مكتبة كل شيء) بحيفا عام 2018م، وقد جاءت ثمرة لنشاطاته في عالم المعرفة والثقافة، وعكست مواقفه ووعيه السياسي، والفكري، والاجتماعي، وجسدت انتماءه لجذوره الزمانية والمكانية.

تحفل هذه الرواية بالقضايا الوطنية مشتبكة بالقضايا الاجتماعية والسياسية في ظل نضال الشعب في فلسطين، إنها رواية ذات قدرة كبيرة على طرح ما تسكت عنه أقلام كثيرة. فهي تعالج قضية الحصار والغربة، ووقعها في المجتمع الفلسطيني، وما يتعرض له المنفي من ظلم في ظل الظروف السائدة في ذلك المجتمع، والتي تداخلت مع واقع الحصار المرير الذي تمثل في الرواية محوراً موازياً ومهماً، وتظهر من خلالها مواقف أفراد المجتمع، وتباين آرائهم واختلافها.

فقد اهتمت الرواية بأحد مبعدي بيت لحم وهو خالد المالح، الذي أبعده الاحتلال الصهيوني إلى غزة، هو وست وعشرين آخرين بعد حصارهم داخل كنيسة المهد، على أمل أن يعودوا إلى بلدهم بعد عامين، لكن كعادة الاحتلال تنصل من هذه الوعود وبقي خالد في غزة التي كان قد زارها وهو في العاشرة من عمره وقت زواج عمته سارة، والتي مات زوجها حسن وأجبرت على الزواج من أخيه علي، الذي كان مثالاً للطغيان والظلم؛ فماتت مرضاً وقهراً ، وقد عاش خالد المالح حياة نضالية مقاومة؛ إلا أن الحب قد طرق قلبه مرتين وفي كلاهما لم يكن ليظفر بمحبوبته، ففي حبه لسالي كان فارق الطبقات الاجتماعية والغنى سبباً للفراق، أما حبه لروزيت المسيحية فقد حُكم عليه بالفشل بسبب اختلاف الديانات، أما أبيه لخالد فقد مرض ومات قهراً وشوقاً له فلم يستطع رؤيته،  فالرواية شاهد حي على مرحلة حساسة من مراحل النضال الوطني، وحصار كنيسة المهد في بيت لحم، والعلاقة بين المواطن الفلسطيني ووطنه، ووجع النفي وإن كان على جزء من ترابه الوطني، وما يتعرض له المنفي من ظلم في ظل الظروف السائدة في ذلك المجتمع، والتي تداخلت مع واقع الحصار المرير الذي تمثل في الرواية محوراً موازياً ومهماً .

سيمياء الغلاف :  

حرص الجنس البشري منذ بدايات تواجده على سطح الأرض على نقل أفكاره والتعبير عن ما يجول في نفسه، من عواطف وأحاسيس مستعملاَ في ذلك طرق وأساليب مختلفة، وقد كانت الصورة أكثر التصاقاَ بحياة الإنسان . حيث بدأ الكثير من الروائيين في العصر ومع تقدم الشكل الطباعي للغلاف، يتبارون في جماليات صورة الغلاف ودلالاته، فهو العتبة الأولى للنص، وإن الأشكال الهندسية واللوحات التشكيلية بألوانها خصوصاَ لوحة الغلاف لا تأتي اعتباطاَ؛ بل هي علامات إشارية تشع دلالات تربط بالمتن بشكل أو بآخر، وفي بعض الأحيان تكون اختزالاً له . والسؤال الآن هل الأديب أو الكاتب الروائي هو من يصنع صورة الغلاف أم الناشر؟ فمن البديهي للفنان التشكيلي أن يقرأ الرواية أو القصة حتى يقدم صورة غلاف متلائمة مع أحداث الرواية، وهنا في رواية ” زمن الشيطنة ” الذي قام بتصميم صورة الغلاف هو الفنان ” فايز السرساوي” . فعندما ننظر إلى صورة الغلاف نراها لوحة فنية تحوي مجموعة من الرسوم، والخطوط، والألوان، وكل رسم أو خط أو لون له مدلوله الخاص، وهذه الأنساق المجتمعة  تُخْرجْ لنا دلالات ترتكز إلى خلفية ثقافية، وتعبر هذه الدلالات عن تجربة واقعية داخل الرواية(السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها: سعيد بنكراد،ط3، 2012، ص35، دار الحوار، اللاذقية، سورية)([12]) .

ومن هنا ” صار الاهتمام بمجموعة النصوص التي تحفز المتن وتحيط به من عناوين، وأسماء المؤلفين، والإهداءات، والمقدمات، والخواتم، والفهارس، والحواشي، وكل بيانات النشر التي توجد على صفحة غلاف الكتاب وعلى ظهره “( مدخل إلى عتبات النص دراسة في مقدمات النقد العربي القديم: بلال عبد الرازق، 2000، ص21-22، ، افريقيا الشرق، المغرب)([13])

وبالنظر للرواية ومن الوهلة الأولى نلحظ أن لوحة الغلاف الذي يعد أهم عتبة يواجهها المتلقي بلا إطار أو تحديد؛ وذلك ليدلل على توق الفلسطيني والكاتب بشكل خاص في الحرية ورفض القيود التي سيطرت على المناضل الفلسطيني، وربما أراد الكاتب أن يجعل النهاية مفتوحة أمام المتلقي ليضع ما يوافق تفكيره ورؤيته من خلال قراءته لهذه الرواية . أما لونها الرمادي فجسد الفوضى والفلتان الذي يحيط بالفلسطينين على مر الزمن، وأشار إلى أولئك الذين اغتالوا الربيع وكتبوا خريف الموت، وباح اللون الرمادي بالوحدة، والفقد، والتيه، والضياع الذي وصل إليه شعبنا الفلسطيني؛ فكان الرمادي رمزاً” للهم والحزن العميق ” (الألوان: كلود عبيد،ط1، 2013، ص115، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، لبنان) ([14]) ، وإذا ما توغلنا قليلاً في وسط صورة الغلاف نجد ذلك المستطيل الذي يحوي شكلين غير واضحين المعالم؛ ليدلل على النفاق والضياع، فهو السجن الذي فُرض على المبعدين التلحميين داخل وطنهم، والذي تلون باللونين الأسود والأحمر، فالأحمر دماء الشهداء الزكية فهو “رمز للدم والثورة “( اللغة واللون: أحمد مختار عمر، ط2، 1997، ص211، عالم الكتب للنشر والتوزيع، القاهرة) ([15])، أما الأسود فهو أسود الغضب المسيطر على الفلسطيني نتيجة الأحداث التي فرضت عليه في هذه الفترة، أيضاً هو ” لون الحداد والظلم، حيث وصفت الفتن والظلم بالسواد “( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام: جواد علي، (د.ت)، ط2،ج5،ص324، دار العلم للملايين، لبنان)([16])، فجسد اللون الأسود حالة الحزن والظلم التي سيطرت على الشعب الفلسطيني . وبعد رصد الألوان لفت انتباهي موقع اسم الكاتب (شفيق التلولي) الذي يتربع في قمة الفضاء الغلافي معلناً حضوره الفكري، والفني، والايدولوجي من خلال رصده للأحداث المسيطرة على الساحة الفلسطينية، ولونه باللون الأسود؛ ليدلل على قوة وثبات واعتزاز هذا المبدع، أما عنوان الرواية فكان بخط أكبر ويتوسط صفحة الغلاف بلونه الغامق الذي يأسر النظر والتفكير، ثم كرر الكاتب في الصفحة الثانية عنوان الرواية في آخر الصفحة وكررها للمرة الثالثة في الصفحة رقم ثلاثة مع تكرار اسم الكاتب ومن وجهة نظري أن هذا التكرار يعد استطراد، ثم نجد الكاتب قد بدأ روايته بكلمات تجعلنا نسترجع أفكارنا وواقعنا المحتوم، فبدأ بـ (أما قبل) أي أن للحكاية جذور نبدأ منها .

ثم انتقل بنا الكاتب في الصفحة التاسعة لنجد الإهداء، فقال : ([17])

إلى مبعدي كنيسة المهد

 من قضى وارتقى

 ومن ظل على قيد الأمل

 يحلم بالعودة إلى بيت لحم(رواية زمن الشيطنة: شفيق التلولي،ط1، 2018، ص9، مكتبة كل شيء حيفا، فلسطين)

نلحظ أن الإهداء كُتب بشكل رأسي وبعبارات مختصرة محفوفة بالأمل رغم الحزن في المنفى، وهذا يبرز خيط من التفاؤل عند الكاتب شفيق التلولي .

ثم انتقل الكاتب للشكر والذي خص به المبعد فهمي كنعان .

   أما إذا نظرنا لصفحة الغلاف من الخلف نجد أن الكاتب قد وضع صورته الشخصية ليؤكد عمله ويعتز به، وكتب بعض الكلمات تجسد مدى اليأس الفلسطيني من الأحداث المسيطرة عليه، ونجد في نهاية صفحة الغلاف توقيع الناشر (مكتبة كل شيء- حيفا وتاريخ النشر 2018م) .

سيمياء العنوان :

لقد نظرت مختلف القراءات السيميائية إلى العنوان بوصفه عنصراً جوهرياً في تأسيس حركية النص، كونه يشكل عتبة النص التي يمكن أن نلج من خلالها عالمه، حيث يعد المفتاح الإجرائي له، فالنص بلا عنوان فاقد للهوية، وعليه فالعنوان للنص ” كالاسم للشيء به يعرف وبفضله يتداول ويؤسس سياقاً دلالياً، يشار به إليه، ويدل به عليه، يحـمل وسم كتابه، وفي الوقت نفسه يسمّى العنوان علامة من الكتـاب جعلت عليه ” (العنوان وسيميوطيقا الاتصال الأدبي: محمد فكري الجزار،ط1، 1998م، ص15، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة)([18]). فالعنوان في الحقيقة مرآة مصغرة لكل ذلك النسيج النصي، وهذا يعني أنه علامة ضمن علامات أوسع هي التي تشكل قوام العمل الفني، باعتباره نظاماً ونسقاً يقتضي أن يعالج معالجة منهجية، أساسها أن دلالة العلامة مرتبطة ارتباطاً بنائياً لا تراكمياً، ” فالعنوان يتحول من كونه علامة لسانية تشير إلى المحتوى العام للنص إلى كونه لعبة فنية وحوارية بين التحدد واللاتحدد، بين المرجعية المحددة وبين الدلالات المتعددة، وذلك في حركة دائبة بين نصين متفاعلين في زمن القراءة “(سيميائية العنوان في روايات محمد جبريل: علي رحماني، كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، قسم الأدب العربي، جامعة بسكرة، الملتقى الدولي الخامس، السيمياء والنص الأددبي) ([19]) ، إن العنوان الذي يلتصق به العمل الروائي قد يكون صورة كلية تحدد هوية الإبداع، وتجمع شذراته في بنية مقولاته التي تعتمد الاستعارة أو الترميز، وهذه الصورة العنوانية قد تكون فضائية يتقاطع فيها المرجع مع المجاز . فإذا تأملنا الغلاف وجدنا أنه يظهر التعيين الجنسي (رواية) في أول الصفحة من الجهة اليسار على شكل عنوان فرعي مكتوب بأحرف صغيرة على عكس العنوان الأساسي الذي كُتب بأحرف بارزة كبيرة؛ دلالة على أهمية بعده الأيقوني ومركزيته في إبراز دلالات الرواية، فالتعيين الجنسي (رواية) هو بيان إيضاحي يؤكد مدى احترام العمل الإبداعي لخصائص الجنس الروائي وسماته بطريقة جمالية وفنية .

ونلحظ أن العنوان يتطلب من المؤلف وقتاً واسعاً من التأمل والتدبر لتوليده وتحويله ليصبح بنية دلالية وإشهارية عامة للنص الروائي، فيكون العنوان معلقاً كالثريا في رأس الصفحة فلا شك أن المؤلف أفرغ فيها جهداً كبيراً؛ لأن صياغة عنوان أي عمل إبداعي جزء من الكتابة الفنية؛ نظراً لما للعنوان من أهمية على المستوى الإعلامي أولاً، وعلى المستوى الفكري ثانياً، وعلى المستوى الجمالي ثالثاً .

ويمكننا القول أن رواية (زمن الشيطنة) تتلخص في العنوان  فالكاتب وضع عنواناً شيقاً غريباً يهز النفس للتفكير بمغزاه، فنلحظ هيمنة الإسمية على البنية التركيبية؛ لتعطيه السلطة، والقوة المركزية في الحسم، والتقرير، والإقناع، وكأن التلولي قد اقتنع بأن الواقع الفلسطيني واقعاً تعيساً مضطرباً غير متزن، كأنه يؤكد أنه زمن الشيطان المتقلب، وجاء بلونه الأسود؛ ليدلل على حالة الحزن، والفقد، والتيه المسيطرة على شخصيات الرواية من بدايتها حتى نهايتها، فمن بداية الرواية أُبعد خالد عن  أبيه وأمه من بيت لحم إلى قطاع غزة بعد أن كان قد فقد حبه الأول (سالي)، وقد استشهد العديد من أصدقائه في حصار الكنيسة، وتلاه فقد سارة لزوجها حسن، ثم موت سارة بمرض السرطان، ثم استشهاد محمود وهو حبيب روزيت الأول ، ثم سفر صديقة شريف، ثم هجرة روزيت معشوقة خالد بطل الرواية فكل هذا الفقد والتيه المسيطر على شخصيات الرواية أجبر الكاتب أن يكون عنوانها ذا لوناً أسود قاتم . وعلى الرغم من هذا السواد والضياع المسيطر على العنوان إلا أن الأمل سيظل مستمر فقال خالد : ” بين شمس الأصيل واكتمال القمر اختفت روزيت ، وانزوت خلف شفق تبدد وظلت أمامي كنجمة شاردة تلعن الظلام وبدر أفتقده كلما حل المساء، أحب هذا الشفق لأنه ربما سيحملها إلي ذات عودة أو يحملني إليها ذات هجرة”( رواية زمن الشيطنة،190) ([20]).

سيمياء الشخصيات :

تعد الشخصيات اللبنة الأساس للرواية، حيث يمكن أن تكون الشخصية هي البناء الأول الذي تستند إليه الرواية، إذ يخرج المتلقي بعد قراءة الرواية بذكريات لا تُمحى عن شخصياتها ، حيث يقول ” أيان وات ” : ” إن أهمية الرواية تكمن في قدرتها على تحديد معالم شخصياتها وتصوير محيط هذه الشخصيات تصويراً مفصلاً ” (بانوراما الرواية العربية الحديثة: سيد حامد النساج، ط2، 2007، ص19، مكتبة غريب) ([21]) ، أما بارث فيقول : ” إن الشخصية هي نتاج عمل تأليفي، وهي بمثابة دال؛ لأنها تتخذ عدة أسماء تلخص هويتها، أما بمثابة مدلول لأنها مجموع ما يقال عنها بواسطة جمل متفرقة في النص ” (بنية النص السدي من منظور النقد الأدبي: حمد الحميداني، ط3، 2000م، ص50-51، المركز الثقافي العربي، بيروت)([22]) . ومن هنا فقد اعتبر الباحثون الشخصية أنها الأداة التي يعبر بها الروائي عن الواقع الذي يعيشه . فالشخصية ” هي كل مشارك في أحداث الرواية سلبا أو إيجابياً” (البنية السردية في الرواية: عبد المنعم القاضي، ط1، 2009م،ص68، دراسة في ثلاثية خيري شبلي (الأماني لأبي علي حسن) عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية للنشر والتوزيع، مصر)([23]) .

وتشير القراءة المتمعنة لرواية (زمن الشيطنة) إلى أن من أهم مكوناتها ومرتكزاتها الأساسية صورة الشخصية الروائية التي تتضافر مع مكونات روائية أخرى: كالفضاء والإيقاع، والامتداد، والتلقي؛ لتكون عملاً روائياً يمكن نعته برواية (الشخصية)، إذ تهيمن شخصيات الرواية على الأحداث، الأمر الذي جعل من تلك الشخصيات العنصر الأقوى، إذا ما قورنت بسائر العناصر الروائية الأخرى. ومن هنا فإن سيمياء الشخصيات تظهر من خلال سيميائية الأسماء، والوظيفة السردية لهذه الشخصيات، وبناء الشخصية الداخلي والخارجي، إن الدراسة المتأنية لسيميائية الشخصية يمكن أن يصبح محدداً أساسياً للمادة الحكائية، لتلاحق الأحداث داخل الرواية، وتصبح هذه الدلالات بذلك عنصراً فاعلاً في تطوير الرواية وبنائها، وفي طبيعة الشخصيات وعلاقات بعضها ببعض، ودور ذلك كله في تشكيل الفضاء الروائي، وسنتناول كل شخصية من شخصيات الرواية على حدة .

خالد المالح : هو الشخصية الرئيسة لصناعة الأحداث في الرواية، فقد بذل الكاتب كل جهده لتصويرها وسبر خفاياها وبيان صفاتها وسماتها المتعددة، فشخصية خالد تتمتع بصفات عاطفية، وانفعالية، وفكرية، فهو أحد مبعدي كنيسة بيت لحم يتمتع بقدر عالٍ من الثقافة والرزانة ” طويل القامة ذو بشرة سمراء هادئة، يمتلك شعراً خروبياً ناعماً كثيفاً، يصففه إلى الخلف ويفرقه من الوسط ، عياناه رمادية تظللهما أهداب قوسية ، له ابتسامة ساحرة كلما ارتسمت من بين شفتيه لمعت أسنانه البيضاء وانجلت غمازتان ساحراتان ” ( الرواية، 45)([24]) .

لقد اختار الكاتب هذا الاسم لشخصية خالد؛ ليحمل مجموعة من الدلالات المحددة، فنحن نعلم أن للتسمية في التراث العربي سمات ودلالات تحدث عنها الجاحظ في أكثر من موضع . ولا أظن أن اختيار الكاتب لهذا الاسم (خالد المالح) كان اختياراً عفوياً؛ بل عن قصد، بحيث يشير من خلاله إلى دلالات معينة، فشخصية خالد المبعد عن بلده المنفي في وطنه شخصية عصية على الانكسار أبية في وجع الظلم، فكان رمزاً للشموخ، والثبات، والتمرد، والعنفوان متحدياً الواقع صامداً في وجه العذابات كصموده في وجه المحتل، فمن صغره وهو يتصدى للجنود الصهاينة فيقول : ” كان أبي لا يمنعني من ذلك لكنه كثيراً ما كان ينصحني بعدم التهور، وضرورة إكمال تعليمي كأكبر وأهم رسالة نضالية، حتى اعتقلت بتهمة إلقاء “الملولتوف” على جيش الاحتلال، وكنت أصغر معتقل في حينه “( الرواية،99) ([25]) ، وكان والده يشد أزره ويشجعه على المقاومة، ففي حصار المقاومين داخل الكنيسة، داهموا بيت خالد؛ ليجبروا أبوه على مناداته وتسليم نفسه ومن معه عبر مكبرات الصوت، فيقول خالد : فما زالت كلمات أبي التي أطلقها عبر مكبرات الصوت محفورة بذاكرتي : “لا تسلموا أنفسكم ، عار عليكم إن استسلمتم”

أما عن تفكيره وقناعته الثقافية منذ صغره فجسدها غيرته على عمته سارة، فقد رفض قرب خطيب عمته (حسن) منها فقد أظهر لهما غضبه وغيظه، فقالت له عمته: “والله وكبرت يا خالد وصرت تغار على عمتك”(الرواية،50) ([26]).

أما عن محافظة خالد على الدين، والعادات، والتقاليد فظهر أكثر عندما توجه مع الجامعة للمهرجان، فيقول: ” بيد أن الشباب العرب طلبوا توزيعهم وفقاً للجنس، أي الذكور مع الذكور والإناث مع الإناث … وضعوا أمامنا كؤوس النبيذ التي يقدحونها ويرتلون فوقها دعاء السبت ” القيدوش” رفضنا قدحها واحتسائها لأن ذلك يعد تطبيعاً ولا يعقل مشاركتهم طقوسهم التلمودية، فقلت لهم لم نأتِ لنقيم علاقات طبيعية معكم “(الرواية،80-81) ([27]).

لكن هناك حياة خالد الخاصة التي عاشها بين عذابات الحب الذي لم يكتمل فقد أحب فتاة تسمى سالي من طبقة غنية، تعمل محاضرة في جامعته، لكن أهلها لم يوافقوا على ارتباطها به رغم ذلك الحب، فيقول خالد: ” لكنها فوجئت بالرفض المطلق من والدتها وأخويها الذين هددوها بالتبرء منها إن حصل هذا؛ ذلك لأنه لا يعقل أن تتزوج ابنة أبي الذهب من أحد الموالح حتى وإن سكنوا المدينة فهم لاجئون”( الرواية،87-88) ([28]) . ويكمل : ” آآآه كم ذبحني هذا الرد من أهل سالي، فقد فشل تتويج حب أفسدته نعرة أرستقراطية، قتله أصحاب المال المطبق على قلوبهم الصماء” (الرواية،88)([29]) .

 أما عن الأمل في استمرار الحياة لأن الحياة هي الحب ، فالقلب الذي أحب سابقاً حتماً من الممكن أن يحب مرة أخرى طالما أن القلب ينبض، فهذا حب روزيت يلهب قلب خالد فيقول :” وعاد آب غزة اللاهب يلهبني ثانية كما حب روزيت الذي ذاع صيته بين زملائي المبعدين وكاد ينتشر في أنحاء المدينة فلم نعد نمارسه خلسة وتوجساً وخيفة، انتقلنا من أثير الهواتف الليلية المثيرة إلى اللقاءات المباشرة الأكثر سخونة”(الرواية،120) ([30]) . إلا أن هذا الحب لم يتمه الزواج بل كساه الفراق بسبب اختلاف الديانات، فيقول خالد : ” لكن قدرنا أن تقف في وجهنا تلك الثقافة التي ورثناها لتحول بيننا “(الرواية،170) ([31]) . فرغم كل هذه الهفوات والصدمات التي تعرض لها خالد إلا أنه بقي صامداً خالداً قوياً في وجه الظلم فكان له حظاً من اسمه الذي أطلقه عليه الكاتب .

روزيت حنا صليبا : فتاة مسيحية الديانة ذات عينين لوزتين زرقاوين تموجان كالبحر تحت سماءٍ صافية، قوامها ممشوق شعرها كستنائي ناعم كثيف(الرواية،17) ([32]) . تشبه بجمالها خاتيا الجورجية فهي أيقونة قديمة معتقة، عشقها خالد المالح ما أن حطت قدماه على أرض غزة في معرض اللوحات لصديقه شريف فيقول خالد في وصفها: ” بدت أمامي كما لو أنها لوحة عتيقة في متحف يوناني، خط تقاطع وجهها ريشة فنان إغريقي بارع، فنان مات عشقاً وظلت روحه عالقة بهذه اللوحة الخالدة في سفر الأساطير القديمة “(الرواية،ص17) ([33])  .

وبكل هذا الجمال الذي يستحق العشق؛ لما تحمله من أنوثة جذابة وآيات الحسن والجمال، وظلال روحها الخفية الهادئة العذبة، وقلبها الدافئ الممتلئ رقة وحنان؛ إلا أن القدر أبى إلا أن يكسر قلبها الرقيق، فما أن أحبت صديقها محمود إلا أنه قد  استشهد ملبياً نداء الوطن ” مات محمود ولم يبق لي غير أوراق الخريف المتساقطة من شجر حديقتنا، وحلم لم يكتمل، وآخر كلماته عن المحبة والحياة ” (الرواية،ص42) ([34]) ، هذا ما قالته روزيت لتطوي صفحة حبها الأول . أما حبها لخالد فلم يكتمل ووقف أهلها وأخيها إلياس في وجه هذا الحب؛ بسبب اختلاف الديانات، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها حاربت لأجله فأشارت عليه أن تبقى معه، فقالت: ” لا خيار أمامي إلا أن أتصل به وأعرض عليه البقاء معه، والزواج منه دون موافقة أهلي حتى لو تطلب الأمر هروبي هذه الليلة منهم، وكيف نهرب وأين ؟ ليس المهم كيف وأين ، المهم أن أظفر به وألا أخسر هذا الحب الكبير فخالد يستحق هذه التضحية”(الرواية189) ([35]) ؛ فانتهى الحب بسفرها على متن مركب، وخالد يلوح لها على أمل اللقاء . كذلك جسد الكاتب روزيت التي توحي بالجمال، والفتنة، ومعاني الورود إلا أنها تعرضت لفقد حبيبيها مرتين : مرة بالاستشهاد، وأخرى بالهجرة والحرمان والابتعاد.

سالي :

فتاة غاية في الرقة والجمال، هادئة طيبة القلب رقيقة المشاعر، بشوشة الوجه دائمة الابتسام، متواضعة جداً تحب الخير للجميع، نشيطة ومرحة ذات روح خفيفة ذكية متفوقة وكثيرة الاطلاع، ذات وجه طفولي خالي من أي ألوان المكياج ، ذات بشرة سمراء تفيض بالنعومة، تخرجت من جامعة خالد بامتياز وعملت معيدة؛ لتميزها أعجب بها خالد من اللحظة الأولى، هي من عائلة أبو الذهب الثرية ولوالدها حضور سياسي واقتصادي كبير على مستوى الضفة، فوجئت سالي بالرفض المطلق لزواجها من خالد من والدتها وأخويها الذين هددوها بالتبرء منها إن حصل وتزوجت خالد لأنه من طبقة أقل منهم ثراء، ” ذلك لأنه لا يعقل أن تتزوج ابنة أبي الذهب من أحد الموالح حتى وإن سكنوا المدينة، فهم لاجئون على حد تعبيرهم الذي فاجأ سالي” ، ويقول خالد : ” أين المالحة من عائلة أبي الذهب ؟! آآآه كم ذبحني هذا الرد من أهل سالي !”(الرواية87-88) ([36]) ، ثم أُجبرت سالي على تقديم استقالتها، وزُوجت من أحد أقاربها الأثرياء قبيل حصار كنيسة المهد لينتهي الحب الذي ديس بأقدام من امتلأت قلوبهم بالحجارة  .

سارة : عمة خالد مثقفة تحب القراءة وحيدة الجد ووصيته، كان خالد معجب بشخصيتها جداً ورجاحة عقلها، وقوة بصيرتها، وحُسن تصرفها، وتدبيرها للأشياء(الرواية،51) ([37]) ، أحبت صديقها في الجامعة حسن من غزة وبعد حب دام أربع سنوات جاء حسن ليفي بوعده وطلبها للزواج فوافق أخيها أبو خالد على الزواج، وعاشت سارة  حياة هادئة مع زوجها حسن، وبالرغم من ذلك إلا أن الحياة لم تتركها سعيدة  حتى وقعت تحت وطأة الظلم، فأصاب زوجها حسن مرض السرطان الذي قضى عليه، فتحولت حياتها إلى جحيم مع إصرار أم حسن على زواجها من إبنها (علي) الذي أمضى في المعتقل ثلاثة أعوام، حيث هددتها بأخذ أولادها إن رفضت الزواج من أخو حسن، وكان (علي) نقيض حسن بالمعاملة والأخلاق حيث كان ” شديداً غليظاً ومختلفاً عنه في طباعه الشريرة، وطالما حدثها حسن عنه وعن سوء معاملته له على الرغم مما كان يقدمه له، فقد كان يعطف عليه بصفته أكبر منه سناً، لكنه لم يلق منه أي احترام، وبعدما تزوج منها أخذ يطالبها بتسجيل الأرض التي اشترتها وأخيه باسمه، ولم يكتفِ ببيع بيت العائلة بعدما توفيت والدته وشراء شقة صغيرة والاستيلاء على حق أبناء أخيه في ذلك البيت، فرفضت عمتي لكنه ظل يضايقها كثيراً)(الرواية،62)([38]) ، وظلت سارة تحت الظلم حتى أصابها ذات المرض اللعين الذي أصاب زوجها حسن من ذي قبل، أما زوجها (علي) فلم يرحمها ومنعها من رؤية ابنها حتى تتنازل عن حقها في بيت العائلة وتكتب أرضها باسمه لولا تدخل الأقارب والأصدقاء الذي أجبروه على السماح لها برؤية ولدها وما أن رأت ابنها حتى سكت كل شيء في جسدها الذي يضج بالوجع، سارة الجميلة التي يشي اسمها بالسرور والفرح والحبور كما بدأت حياتها بالحب، وانتهت بالفقد والتيه والظلم والضياع والموت أخيراً .

محمود الأسمر : شاب وسيم جداً متوسط الطول، جدي للغاية له كريزما خاصة، ذو شعر أشقر كثيف، عيناه عسليتان غامقتان تشعان بريقاً ساحراً وتجويرة تتوسط ذقنه، يشغل منصب رئيس اتحاد الطلبة في جامعة روزيت، وكان من أبناء حركة فتح ممن لا يقبل بالأعمال المشينة، فهو مرآة السلطة النزيهة؛ حتى ولو حاول بعض رجالاتها إفساد هذه النزاهة، كان محمود شجاعاً جريئاً ملبياً لنداء الوطن، فالوطن لا يدركه غير الأحرار، سكن في مخيم جباليا، مخيم الصمود والتحدي، تعرف على روزيت وكان سبباً في رجوع مال أخيها إلياس له بعد أن تعرض لعملية نصب، وبدأ حبه لروزيت الذي لم يدم طويلاً ،حيث أنه استشهد في بداية انتفاضة الأقصى ملبياً نداء الوطن، فقد اختار التلولي اسم محمود ليكون رمزاً للحمد، والشكر والرضا، وزاد على ذلك أخلاقه الحسنة وتضحيته فداءً للوطن .

علاء : شهيد من شهداء كنيسة المهد ،عمل ضمن أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية في بيت لحم، استشهد عندما صعد إلى مكان الاقتحام في محاولة منه لإطفاء النيران التي اشتعلت في غرفة الخورانة، فقنصه قناصاً صهيونياً في وجهه أدت إلى استشهاده على الفور، نلحظ أن الكاتب قد اختار اسم علاء الذي يشي بالعلو والرفعة، والشرف، وأي شرف ورفعة أكثر من أن يكون شهيداً ملبياً نداء وطنه .

صابر: أحد المطاردين المطلوبين للاحتلال الصهيوني، وهو قائد من قادة كتائب شهداء الأقصى، أذاق الويل للاحتلال الإسرائيلي خلال انتفاضة الأقصى، ومضى بين أزقة المخيم مناضلاً، اعتقل في مخيم الدهيشة في لبنان فترة غير وجيزة، حيث هزم بروحه برودة الجدران الصماء، ونقش اسمه على حيطان الزنازين، وكتب بالقيد أنشودة الحرية، والخلاص، والانعتاق، ورسم على محياه ابتسامة هادئة لا تغيب، ثم أُطلق سراحه بعد مجيء السلطة إلى أرض الوطن، وقد اختار الكاتب اسم صابر ليكون رمزاً للصبر والتحمل ، فانتهى به الصبر لينال الشهادة في حصار كنيسة المهد ويُلف بذلك الثوب ناصع البياض “والذي قد رآه والده في المنام يرتدي ثوباً أبيض، ووجهه يشع نوراً لتتحقق الرؤية، إذ على غير العادة كان الشهداء يلفون ببطانية أو ما يتوفر في الكنيسة من قماش، إلا أننا وجدنا يومها ثوباً ناصع البياض وتم لفه به “(الرواية،127) ([39])

أبو شرار: من رجالات الحكومة معروف بفساده وسبل جلب المال له من جيوب الناس، خصوصاً التجار من خلال أساليب عدة لإيقاعهم في حبائلهم؛ لكنه وجد من يوقفه عند حده وتلجيمه بمناصرة الختيار الرئيس ياسر عرفات، فأصبح أبو شرار خانعاً يقدم الاعتذار ويعيد المال لمن أخذه منه بالنصب والاحتيال قبل ايداعه في السجن، وإقالته من وظيفته، فجاء اسم (أبو شرار) رمزاً للظلم، والشر، والبطش، والقوة، فهو من المتنفذين في السلطة يمارس الفساد وابتزاز الناس ومشاركتهم قوتهم واقتسامهم أرزاقهم .

أبو الذهب : من أثرياء البلد له حضور سياسي كبير مناضل قديم، آوى جد خالد المالح وغيرهم من القرى المهجرة بفعل النكبة، وقد وفق الكاتب باختيار اسم عائلة أبو الذهب لأنه رمزاً للغنى والثراء السيادة .

العرافة:  ذكرها الكاتب في عدة أحداث في الرواية فهي صوت المستقبل الذي قتل، سكنت قريبة من مقبرة المدينة، وهي التي تنبأت بمجيء الختيار صاحب الكوفية السمراء، الذي يلوح بيده من على شرفة مدرسة الفالوجا،  فذهل الناس عندما نادى المنادٍ مكبراً ومهللاً احتفاء بعودة ياسر عرفات،” فأصبحت العرافة ملاذاً للحالمين بوطن جميل خالٍ من الفتن ولعنة من شيطنوه بعد رحيل الختيار”(الرواية،46) ([40])، كان خالد يزورها بين الحين والآخر فأخبرته “أن الطريق إلى هذه المدينة معبد بالآلآم وينتهي ببيت مهجور، وأنه ليست المسيح لكي يحمل صليب القيامة “(الرواية،64) ([41]) ، وصدقت رؤيتها عندما تأكد فراقه مع روزيت بسبب ديانتها المسيحية، فانتهى صوت المستقبل برصاصة لعينة قضت عليه .

 ومما سبق نلحظ أن المرأة في الرواية قد تعرضت للعذاب، والظلم، والاضطهاد، بدأً من العمة سارة التي يشي اسمها بالسرور، والفرح، والحبور، والتي بدأت حياتها بالفرح، والحب، وانتهت بظلم مع زوجها الثاني المجبرة عليه؛ فماتت قهراً، وسالي التي أجبرت على ترك حبيبها خالد والزواج من أحد رجالات طبقتهم المرفهة، أما روزيت التي توحي بالجمال، والفتنة، ومعاني الورود تعرضت لفقد حبيبيها مرتين : مرة بالاستشهاد وأخرى بالهجرة، والحرمان، والابتعاد، ونهاية العرافة التي غرقت بدمائها  بتلك الرصاصة اللعينة، فقد جسدت المرأة في الرواية أرضنا الفلسطينية المغتصبة المحاصرة، الفاقدة لأقل حقوق الحرية، ولكن أبت الشخصيات إلا أن تربط معادلات العادات والتقاليد إن كانت دينية أو اجتماعية أو طائفية  بشوكة ميزان الوطن الأسمى منا جميعاً .

أبعاد الشخصيات :

إن رسم الشخصيات القصصية وتصويرها عملية ليست هينة سهلة، لذا يلجأ الكاتب إلى وسائل وأدوات لرسم شخصياته بدقة وعناية منها تصوير الشخصية من خلال سلوكها وتصرفاتها بلمسات خفيفة في أثناء السرد والحوار والصياغة الفنية. ومن مجموع هذه اللمسات الدقيقة يتبين للمتلقي أن الكاتب قد ركز على هذه الأبعاد بشكل مفصل فقد اهتم بالأبعاد الأربعة وهي :

البعد الخارجي

البعد النفسي

والبعد الفكري

والبعد الاجتماعي

أما البعد الخارجي أو المادي: ويراد به البعد الجسمي الجسدي، والملامح والقسمات، مثل: طول الشخصية، ولون بشرتها، وملامح الوجه، وحركة العينين. حيث يرمي البعد المادي إلى دلالات اجتماعية أو اقتصادية من وراء هذا الرسم، كما أن القوة الجسدية لها أهميتها فهي تسند الحق، وتحقق العدل بعيدا عن الظلم، فضلاً عن ذلك فإن للبعد  المادي تأثيراً عميقاً في نفس المتلقي وأفكاره فتدفعه لرسم صورة الشخصية في مخيلته والعيش معها .

ويبرز السارد الملامح الخارجية للشخصيات وذلك عن طريق تقنية الوصف؛ ليبين ملامح الشخصية التخيلية ويقترب بها أكثر من واقعيتها. فجاءت شخصيات التلولي  مقبولة وكأنها شخصيات واقعية ويرى السارد ضرورة تحديد ملامح بعض الشخصيات الخارجية ومثال ذلك ما قاله خالد واصفاً ملامح شخصية روزيت الخارجية ” روزيت ذات العينين اللوزيتين الزرقاوين اللتين تموجان كالبحر تحت سماء صافية “(الرواية،17)([42]) وكذلك وصف ملامح الشخصية الرئيسة خالد المالح فقال السارد” طويل القامة ذو بشرة سمراء هادئة يمتلك شعراً خروبياً ناعم كثيف عيناه رمادية تظللها أهداب قوسية …”( الرواية،45) ([43])

البعد النفسي:

ويقصد به اللوحة النفسية للشخصيات أو ما يدور في أعماقها من مشاعر وانفعالات وتكشف ملامحها النفسية إن كانت قلقة متوترة، أو مطمئنة هادئة مستقرة، إيجابية متفائلة أو شريرة سالبة، متشائمة. ومن أمثلة ذلك الوصف الداخلي لشخصية محمود الذي جاء مباشرة على لسان السارد : ” كان محمود شجاعاً جزئياً لا يقف عند حدود عمله المجتمعي والنقابي فقط”(الرواية،30) ([44])

البعد الفكري:

ويراد به الانتماء الفكري للشخصية أو عقيدتها الدينية، وهو ما يؤثر في سلوكها وتصرفاتها ورؤيتها ومواقفها من قضايا عديدة. وتمثل ذلك برفض فكرة الزواج بين روزيت المسيحية وخالد المسلم رغم ذلك الحب الكبير الذي جمع بينهما ، فتقول روزيت : ” إن كان الأمر كذلك فثمة مشكلة كبيرة؛ لأن هذا سيضعني في موقف لا أحسد عليه أمام عائلتي حيث غالباً ما سيرفضون فكرة ارتباطي بمسلم وخاصة وأن أخي إلياس متعصب وغالباً لا يقبل بذلك بالمطلق؛ فكثيراً ما كان يرفض فكرة الزواج ممن يدين بديانة غير ديانته مع أنه يؤمن بالتعايش المشترك بين الأديان … وأذكر يوم أن أغضبه زواج صديقه اللبناني ميشيل من مسلمة بعد أن أحبها وغير ديانته حيث انتهت علاقتهما إثر هذا الزواج ولم يعد يلتقيه”(الرواية،42) ([45])

البعد الاجتماعي:

ويعني انتماء الشخصية إلى فئة معينة أو طبقة اجتماعية بعينها، لهذا البعد صلة قوية بالقيم السائدة في المجتمع، وبصورة النظام السياسي والاقتصادي فيه. ويتمثل ذلك بالرفض المطلق من أم سالي وأخويها لزواجها من خالد المالح لأنه ليس من طبقتهم وهددوها بالتبرء منها إن حصل وتزوجت خالد لأنه من طبقة أقل منهم ثراء، فيقول السارد ” ذلك لأنه لا يعقل أن تتزوج ابنة أبي الذهب من أحد الموالح حتى وإن سكنوا المدينة، فهم لاجئون على حد تعبيرهم الذي فاجأ سالي” ويقول خالد : ” أين الالحة من عائلة أي الذهب ؟! آآآه كم ذبحني هذا الرد من أهل سالي !”(الرواية،22) ([46])

إن هذه الأبعاد هي أساس البناء الفني لرسم الشخصية، ويرجع هذا الاهتمام إلى مدى وجود الشخصية داخل النص وتحركها تبعاَ للعلاقات التي تربطها بالشخصيات الأخرى، وتميزها عن بعضها. فقام الكاتب برسم الشخصية على أساس فهم هذه الشخصية وقدرتها على أداء تصرفاتها في ظروف محددة ومعينة، والكشف عن هذه الملامح له دوره الفاعل في تحبيب هذه الشخصيات إلى المتلقى، أو تعميق أثرها في نفوسهم، فمع وضوح الملامح والقسمات تتهيأ في النفس أرضية القبول أو الرفض، هذه الأرضية هي التي تشكل العامل الأساسي في رسم معالم هذه الشخصيات، ومن ثم اختيار الاسم المناسب لكل شخصية، فتكرار ملامح الشخصيات في رواية زمن الشيطنة يفضي إلى انطباع معالم هذه الشخصيات وأسمائها في ذهن المتلقي انطباعا قويا لا ينفك عنه، هذه الانطباعات تصل إلى حد تكوين صورة متكاملة المعالم والملامح عن الشخصية الروائية الفاعلة .

وفي نهاية البحث أتمنى زوال زمن الشيطنة، وقتل ذاك الشقي الذي اصطاد الغيمة العابرة، وأن يفيق الدراويش من هذا الوهم ! وأن يلقى المقاوم سرج أدهمه؛ ليركب خيله ويجلي هذا الظلم والظلام، فلن يصلح العطار ما أفسده أشباه الفرسان؛ إلا أن يخرج إبليس المتشيطنين من سروجهم .

نتائج البحث :

  • لقد جسدت صورة الغلاف في رواية (زمن الشيطنة) شوق الفلسطيني للحرية، وحالة الفقد والتيه والضياع التي وصل لها الشعب الفلسطيني .
  • رمز اللون الأحمر في صورة الغلاف لدماء الشهداء الفلسطينيين، أما اللون الأسود فقد جسد حالة الحزن والظلم التي سيطرت على الشعب الفلسطيني.
  • لخص عنوان الرواية متنها، وجسد واقع الفلسطيني التعيس المضطرب.
  • هيمنت الإسمية على البنية التركيبية، ومنحته سلطة وقوة في الحسم والتقرير بالتأكيد على أن هذا الزمان زمن الشيطان المتقلب .
  •  استطاع الكاتب شفيق التلولي في الرواية معالجة قضية سياسية بقالب اجتماعي، وعبر صياغة أدبية راقية، جمعت أحداثاً مهمة شهدتها القضية الفلسطينية من خلال شخصية واحدة.
  •  هيمنت شخصيات الرواية على الأحداث؛ مما جعل  تلك الشخصيات العنصر الأقوى في الرواية .
  • جسدت المرأة في الرواية أرضنا الفلسطينية المغتصبة المحاصرة، الفاقدة لأقل حقوق الحرية، ولكن أبت الشخصيات إلا أن تربط معادلات العادات والتقاليد إن كانت دينية أو اجتماعية أو طائفية  بشوكة ميزان الوطن الأسمى منا جميعاً .
  • لجأ الكاتب إلى وسائل وأدوات لرسم شخصياته بدقة حيث صور الشخصية من خلال سلوكها وتصرفاتها بلمسات خفيفة في أثناء السرد والحوار والصياغة الفنية، بإبراز الأبعاد الأربعة( البعد الخارجي، والبعد النفسي، والبعد الفكري، والبعد الاجتماعي) .

 

المصادر والمراجع :

     القران الكريم :

  • الأحمر، فيصل: 2010، معجم السيميائيات، ط1، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، الجزائر .
  • إيكو امبيرتو:2002، التأويل بين السيميائية والتفكيكية، ط2، ترجمة : سعيد بنكراد، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء .
  • إيكو امبيرتو: 2005، السيميائية وفلسفة اللغة، ط1، ترجمة أحمد الأصميعى، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، لبنان .
  • بارت رولان: د.ت، درس السيمولوجيا، ط2، ترجمة : عبد السلام بنعبد العالي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء .
  • بارت، رولان: 1987، مبادئ علم الأدلة، ط1، ترجمة : محمد البكري، دار الحوار، اللاذقية، سوريا.
  • بنكراد سعيد:2012، السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، ط3، دار الحوار، اللاذقية، سورية.
  • التلولي، شفيق: 2018، رواية زمن الشيطنة، ط1، مكتبة كل شيء حيفا، فلسطين.
  • حمد الحميداني: 2000، بنية النص السدي من منظور النقد الأدبي، ط3، المركز الثقافي العربي، بيروت .
  • حمداوي، جميل: 2013، بناء المعني السيميائي في النصوص والخطابات، دار الألوكة للنشر، الرياض.
  • رحماني، علي: 2018، سيميائية العنوان في روايات محمد جبريل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، قسم الأدب العربي، جامعة بسكرة، الملتقي الدولي الخامس (السيمياء والنص الأدبي)
  • عبد الرازق بلال: 2000، مدخل إلى عتبات النص دراسة في مقدمات النقد العربي القديم، افريقيا الشرق، المغرب.
  • القاضي، عبد المنعم زكريا: 2009، البنية السردية في الرواية، دراسة في ثلاثية خيري شبلي (الأماني لأبي علي حسن)،ط1، عين الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية للنشر والتوزيع، ط1، 2009م.
  • عبيد، كلود: 2013، الألوان (دورها، تصنيفها، مصادرها، رمزيتها، دلالتها)، ط1، مراجعة وتقديم: محمد حمود، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، لبنان .
  • علي، جواد : 2001، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ط2، ج5، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان .
  • عمر، أحمد مختار:1997، اللغة واللون، عالم الكتب للنشر والتوزيع، ط2، القاهرة .
  • كامل، عصام خلف: 2003، الاتجاه السيميولوجي ونقد الشعر، ط1، دار فرحة للنشر والتوزيع، مصر.
  • محمد فكري الجزار: 1998، العنوان وسيميوطيقا الاتصال الأدبي، ط1، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة.
  • ابن منظور، جمال الدين : لسان العرب، مادة (وسم)، دار إحياء التراث العربي، ط1، بيروت، لبنان 1988م.
  • النساج، سيد حامد : 2007، بانوراما الرواية العربية الحديثة، ط2، مكتبة غريب.

([1])  كاتب الرواية هو شفيق عبد العاطي محمد التلولي، كاتب وروائي، وناشط سياسي، ولد في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في 24/12/1966م، عضو الإتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين عام 2015، عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين عام 2018م، وأمين لجنتي المالية والعلاقات الداخلية بالاتحاد،عضو المجلس الوطني الفلسطيني عام 2018م صدر له “على ضفاف القلب” نصوص شعرية عام 2014م، ورواية “نصفي الآخر” عام 2016م ، و”العصافير تأتي باكرا” قصص عام 2017م، ورواية “زمن الشيطنة” عام 2018م، ونصوص شعرية بعنوان “على مرمى غيمة” عام 2020،.

ابن منظور، جمال الدين : لسان العرب ، مادة (وسم)، ص2159  ([2])

([3]) الزبيدي، سيد محمد مرتضى الحسيني :  1965م، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق : عبد الستار أحمد فراج، طبعة حكومة الكويت، 32/432..

([4]) الأحمر، فيصل : 2010م، معجم السيميائيات،  ط1، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، الجزائر، ص 30 .

([5]) حمداوي، جميل : 2013م، بناء المعنى السيميائي في النصوص والخطابات، دار الألوكة للنشر، الرياض ، ص4.

([6]) كامل، عصام خلف : 2003م، الاتجاه السيميولوجي ونقد الشعر، دار فرحة للنشر والتوزيع، مصر، 2003، ص17.

([7]) ينظر: حمداوي، جميل : بناء المعنى السيميائي في النصوص والخطابات، ص4.

([8]) بارت، رولان : درس السيمولوجيا، ترجمة : عبد السلام بنعبد العالي، ط2، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، د.ت، ص25 .

([9]) بارت، رولان : 1987م، مبادئ علم الأدلة، ترجمة : محمد البكري، ط1،  دار الحوار، اللاذقية، سوريا، ص28 .

 ([10])ينظر : إيكو، امبيرتو : 2002م، التأويل بين السيميائية والتفكيكية، ترجمة : سعيد بنكراد، ط2، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ص52 .

 ([11]) إيكو، امبيرتو: 2005م، السيميائية وفلسفة اللغة، ترجمة: أحمد الأصميعي، ط1، المنظمة العربية للترجمة، بيروت- لبنان،  ص24

([12])  بنكراد، سعيد: 2012م، السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، ط3، دار الحوار، اللاذقية، سورية، ص 35.

([13]) عبد الرازق، بلال : 2000م، مدخل إلى عتبات النص , دراسة في مقدمات النقد العربي القديم، افريقيا الشرق، المغرب، ص21-22.

([14]) عبيد ، كلود : 2013م، الألوان (دورها، تصنيفها، مصادرها، رمزيتها، دلالتها )، مراجعة وتقديم : محمد حمود، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، لبنان، ص 115 .

([15]) عمر، أحمد مختار : 1997، اللغة واللون، عمر، أحمد مختار : اللغة واللون، عالم الكتب للنشر والتوزيع، ط2، القاهرة  ص211.

([16]) علي، جواد: (د.ت)، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار العلم للملايين، ط2، ج5، بيروت، لبنان ج5، ص 324 .

([17]) التلولي، شفيق : 2018م، رواية زمن الشيطنة، ط1، مكتبة كل شيء حيفا، فلسطين، ص9 .

([18]) الجزار، محمد فكري : 1998م،  العنوان و سيميوطيقا الاتصال الأدبي ، الهيئة المصرية العامة للكتاب،القاهرة ، ص 15 .

([19]) رحماني، علي : سيميائية العنوان في روايات محمد جبريل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، قسم الأدب العربي، جامعة بسكرة، الملتقى الدولي الخامس ( السيمياء والنص الأدبي) ص1 .

([20])  الرواية ، ص 190 .

([21]) النساج، سيد حامد : 2007م، بانوراما الرواية العربية الحديثة، ط2، مكتبة غريب، د.ت ، ص19 .

([22]) الحميداني، حمد : 2000م، بنية النص السدي من منظور النقد الأدبي، المركز الثقافي العربي، ط3، بيروت، ص51- 50.

([23]) القاضي ، عبد المنعم : 2009م، البنية السردية في الرواية ، ط1، دراسة في ثلاثية خيري شبلي (الأماني لأبي علي حسن) عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية للنشر والتوزيع، مصر، ص68.

([24])  الرواية ، ص 45 .

([25])  الرواية ، ص 99 .

([26])  الرواية ، ص 50 .

([27])  الرواية ، ص 80-81 .

([28])  الرواية ، ص 87- 88 .

([29])  الرواية ، ص 88 .

([30])  الرواية ، ص 120 .

([31])  الرواية ، ص 170 .

([32])  الرواية ، ص 17 .

([33])  الرواية ، ص 17 .

([34])  الرواية ، ص 42 .

([35])  الرواية ، ص189 .

([36]) الرواية ص 87-88

([37])  الرواية ، ص 51 .

([38])  الرواية ، ص 62 .

([39])   الروية ، ص 127 .

([40])  الرواية ، ص 46 .

([41])  الرواية ، ص 64 .

([42])  الرواية ،ص 17 .

([43])  الرواية، ص 45 .

([44])  الرواية ، ص30 .

([45])  الرواية ، ص43 .

([46])  الرواية ، ص 22 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com