قراءة في كتاب “ذرة تراب على جبين عاشق ــ شخصيات فلسطينية معاصرة”

الكاتب والباحث/ ناهـض زقـوت

شاركنا في الندوة التي نظمها صالون نون الأدبي بقراءة كتاب “ذرة تراب على جبين عاشق ـــ شخصيات فلسطينية معاصرة: سير ذاتية” للكاتبة مريم اللبدي، بحضور نخبة متميزة من الكتاب والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي، من بينهم الدكتور محمد صلاح أبو حميدة أمين سر المكتب الحركي المركزي للكتاب والأدباء في المحافظات الجنوبية، والكاتب الشاعر الدكتور خالد صافي، والكاتب الروائي خلوصي عويضة، وراعيتي الصالون الدكتور مي نايف، والأستاذة فتحية صرصور.

**

تمثل الموسوعات الأدبية والثقافية قيمة عليا لدى الشعوب الراقية والمتحضرة بما تمثله من مادة تكشف عن الشخصيات المبدعة والفاعلة في المجتمع، وتكون أداة فخر واعتزاز لدي تلك الشعوب، وفي تراثنا العربي كانت القبيلة تقيم الاحتفالات عندما ينبغ فيها شاعر، لأنه سيصبح صوتها المدافع عنها أمام شعراء القبائل الاخرى، والمتحدث باسمها، والراوي لمجدها وتاريخ عزها وفخرها.

دأب العديد من الكتاب والباحثين من الجنسين في تسجيل سيرة الكتاب والكاتبات والمبدعين والمبدعات، وثمة موسوعات كانت مقتصرة على النساء والمبدعات سواء في المجتمع المحلي أو الإقليمي بشكل عام، وتعد هذه المواد مرجعاً للباحثين في التعرف على الكتاب والمبدعين من وطنهم، ولم تكن فلسطين خالية من أمثال تلك الموسوعات فثمة العديد ممن كتبوا وأرخوا سير كتابنا، وكتبوا عن إبداعاتهم وتجاربهم الأدبية والثقافية.

في سياق هذا المجال البحثي كتبت الكاتبة والناشطة ثقافياَ مريم اللبدي موسوعتها “ذرة تراب على جبين عاشق – شخصيات فلسطينية معاصرة – سير ذاتية”. والتي أهدتها “إلى من يؤمنون بالشغف، إلى القلوب التي تجعل من كل رواية وقصيدة ذكرى خالدة فوق تراب الوطن، إلى الجدارية التي رسمت بموسيقى الناي والأنامل الذهبية”.

مريم هاني اللبدي من مواليد مدينة جنين عام 1987، حاصلة على شهادة تعليم اجتماعيات من جامعة القدس المفتوحة، وعلى عدد من الدورات الثقافية والإعلامية. ناشطة ثقافياً واجتماعياً، وعضو في عدد من الجمعيات والمراكز الثقافية، ولها بعض الأعمال النثرية والثقافية. وللكاتبة مريم اللبدي صفحة إعلامية على الفيس بوك والواتس آب بعنوان (الثقافة مقاومة) ومفتوحتان لكل الكتاب والكاتبات لينشروا فيهما ما طاب لهم من ألوان الأدب والثقافة والموضوعات الأدبية، أو نشر كتاباتهم الجديدة. وقد تابعنا على تلك الصفحتين بداية نشر أسماء الشخصيات الأدبية والثقافية من الذين أدرجتهم في موسوعتها.

وقد أهدتنا الكاتبة نسخة الكترونية من موسوعتها التي لم تنشر بعد ورقياً، وكان لنا شرف أن نكون ضمن الذين سجلت سيرتهم في الموسوعة. وقد استندت في توثيق مادتها على مراسلة الشخصيات لتزويدها بسيرهم الذاتية، ويمكن القول أن المعلومات التي أوردتها الموسوعة عن الشخصية هي معلومات وافية، يمكن الاعتماد عليها في البحث العلمي.

ولم تقتصر موسوعتها على الكتاب والكاتبات، بل اشتمل على إعلاميين وتربويين وفنانين في الموسيقى والفن التشكيلي،  وأطباء كتاب، وأكاديميون، وخبراء في التنمية البشرية، وباحثون في الاقتصاد والسياسة، كما تناولت سيرة بعض الكتاب الذين رحلوا عن دنيانا. لقد عرضت لأسماء لم تكن بارزة في المشهد الثقافي الفلسطيني، ومن هنا تأتي أهمية هذه الموسوعة في كشفها عن مبدعين ومبدعات فلسطينيين في مجالات ثقافية متعددة لم يسلط عليهم الإعلام. ولم تكن كل شخصيات موسوعتها مقيمة في فلسطين بل توسعت لتشمل العديد من الكتاب والكاتبات الفلسطينيين المقيمين في البلدان العربية والأجنبية.

قدمت الموسوعة الواقعة في 327 صفحة، سير 113 كاتباً وكاتبة، وهي مرتبة حسب الأحرف الأبجدية، مع ذكر السيرة وصورة لصاحب السيرة. ولكن ثمة ملاحظات تحتاج إلى الانتباه لها عند إعداد الموسوعة للنشر الورقي، وذلك بالعمل على بناء تصور منهجي لإعداد السيرة الذاتية الخاصة بالشخصيات، وليس التسجيل بشكل عشوائي، كذلك العمل على تلافي الأخطاء المطبعية والإملائية، والعمل أيضاً على تنسيق الموسوعة بشكل أفضل. هذه ملاحظات هامشية لا تؤثر على جوهر الموسوعة وقيمتها العلمية.

كل الاحترام والتقدير للكاتبة مريم اللبدي على الجهد الكبير الذي بذلته في إعداد الموسوعة، ولمن ساهم وساندها في هذا المشروع الذي يعد إضافة نوعية جديدة لمجموعة الكتب التي وثقت لشخصيات فلسطينية، كونه اشتمل على أسماء جديدة لم تذكر في الكتب الأخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com