القراءة فريضة تنشط الذاكرة وتمنع الإصابة بالزهايمر

______

بقلم
د.سيد حسن السيد
الخبير الدولي للإتيكيت
وآداب السلوك الإسلامي
_______

اذا كان الله جل شأنه وعلاه حينما انزل القرآن الكريم بدء بتنزيل سوره العلق مع تكرار كلمه “أقرأ” مرتين علي نبينا الصادق الأمين خاتم المرسلين ( عليه الصلاه والسلام) لتأكيد اهميه القراءه وفوائدها العديده عملا
بقوله تعالي” اقرأ بأسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق أقرأ
وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم
الانسان مالم يعلم” وبذلك فان
الله تعالي جعل القراءه فريضه لتثبيت العقيده وتقويه الايمان بوحدانيته عز وجل كما ان القراءه هي الوسيلة الاجدي للتعلم الذي ينير العقول ويمحو الجهل والطريقه المثلي لتنميه الثقافات واكتساب المعارف ولقد أثبتت الدراسات العلميه التي اجريت مؤخرا بأمريكا وبريطانيا أن القراءه تنشط الذاكره وتمنع القلق والاكتئاب و الاصابه بالزهايمر.
واذا كان الله تعالي قدجعل القراءه فريضه فأن تلك الفريضه ألان اصبحت غائبه في ظل المتغيرات العصريه التي أدت الي عدم الاهتمام بالقراءة والاطلاع بقدر ما كان يحدث قديما في عصر الرواد المبدعين من الكتاب والادباء والشعراء والمؤلفين حينما كان الكتاب خير جليس وافضل انيس و كانت القراءه للجميع واستعاره الكتب من المكتبات العامه متاحه لكل من يرغب في الاطلاع من المثقفين كما ان احدث اصدارات الكتب التي كانت تباع بأرخص الاسعار جعلت ارفف مكتبات المنازل مكتظة بمختلف انواع الكتب الدينيه والادبيه والتاريخيه والعلميه والقصص والروايات – ومحفزا لجميع افراد الاسره علي القراءه والاطلاع ومشجعا علي تنميه الثقافات واكتساب العديد من المعارف في مختلف المجالات مع نشر الوعي الثقافي داخل الأسرة

حقا ان مبيعات الكتب والصحف والمجلات الورقيه الان قد تراجعت بعد ظهور المواقع الالكترونيه وشبكات التواصل الاجتماعي وتحول بعض الكتب الورقيه الي الكترونيه الا ان ذلك لا يجب أن يكون مبررا للاقلال أو الامتناع عن
الاطلاع مع تفضيل مشاهده فديوهات اليوتيوب التي يتم عرضها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي تلك التي ينشغل الكثيرين بمتابعتها بشغف دون غض البصر عما قد يتم تقديمه من موضوعات تحمل اما مفاهيم او اراء مغلوطة أو معلومات خاطئه أو أفكار متطرفة او مشاهد مخله للذوق اومنافيه للاداب العامه التي يتعمد إظهارها بعض اليوتيوبر بفديوهاتهم للحصول علي اكبر كم من المشاهدات من اجل جلب الأموال كنوع من التسول الافتراضى دون مراعاه ما قد يترتب علي ذلك من آثار سلبيه كالانفلات السلوكي وتدهور الاخلاق واهتزاز القيم علي الرغم من وجود فيديوهات لبعض الأشخاص المثقفين الاخيار المخلصين أصحاب التجارب الناجحه والآراء الصائبه وفيديوهات اخري خاصه بالدعاه والخبراء المتخصصين وأهل العلم والمعرفه الصالحين وللاسف الشديد لم تحظي تلك الفديوهات بكم كبير من المشاهده رغم أنها تتناول موضوعات تستحق كل التقدير والاحترام لاحتوائها علي علوم نافعه ومعلومات قيمه وتوعيه وإرشادات وتوجيهات ناصحه تحمل قيم ومبادئ ومثل عليا صادقه وهدفها تنوير العقول ونشر الوعي الثقافي ابتغاءا لمرضاه الله لا نيل اعجاب ملايين المشاهدين من اجل جلب الاموال والتربح

ان الفقر المادي لايعيب الفقير
ولا ينتقص من قدره طالما
كان صالحا وشريفا حيث أن الغني هو غني النفس والتحلي بمكارم
الاخلاق أفضل من التسول لجني الأموال

حقا ان ثقافه الفقر خير من فقر الثقافه الذي اصبح يعاني منه مدمني النت الذين يملون القراءه والاطلاع رغم أن لديهم فرص عظيمه متاحه بين أيديهم أن احسنوا استغلالها كأستخدامهم للتكنولوجيا الحديثه لتثقيف أنفسهم حتي يتمكنوا من تطوير ذاتهم وتنميه مهاراتهم لتحقيق امانيهم واحلامهم بدلا من هدر أوقاتهم فيما يضرهم اويسيئ اليهم وحتي لا يشعرون بالإحباط وعدم الرضا ويصابون بالقلق والاكتئاب

أن القراءه هي أهم الوسائل لتنميه
الثقافه واكتساب المعرفه حيث أن
قراءه المطبوعات بمختلف أنواعها
تتيح للقارئ الحريه الكافيه للتخيل
وتصور المعاني وفهم التلميحات
والرموز المحيطة والتعبيرات

أن القراءه عمليه فكريه يتفاعل
القارئ معها فيفهم ما يقرأ ويقيمه
و ينقده ايضا و يستطيع أن يستفيد منه في حل مايواجهه من مشكلات كما يمكنه أن ينتفع بالتجارب السابقه في المواقف الحيوية التي يتعرض لها لذلك فان القراءه هي الوسيلة الاجدي والأقرب والاوثق لتحصيل المعرفه وتنوير العقول وبناء الشخصيه وزياده القدرة علي الاستنتاج والحكم علي الاشياء والاشخاص حقا ان الثقافه تنمي الوعي وتهذب السلوك وتطور الذات والمثقف هو الانسان المشحون بالمعارف والقادرعلي العطاء و التفكير السليم وإبداء الاراء الصائبه و التحاور مع الغير في كثير من الموضوعات الهامه والحيويه كما ان لديه الاستعداد للابتكار والإبداع وكثيرا ما يكون مهموما بالقيم والمبادئ والحقوق الانسانيه النابعه من تعاليم الاديان ومتمسكا بالمثل العليا وواعيا بما يدور بكل ما حوله من أحداث وملما بقضايا العالم
ومن الحقائق التي لا يجب التغافل
عنها أو تجاهلها ان ليس كل متعلم مثقف لكن المثقف يجب أن يكون لديه قدرمن التعليم .
ولقد ضرب لنا المثل الاعلي في ذلك الكاتب والأديب والشاعر والصحفي الكبير ( عباس محمود العقاد) الحاصل علي جائزه الدوله التقديرية الذي اكتفي بحصوله علي الشهاده الابتدائيه ولكنه كان محبا للقراءه والاطلاع واستطاع أن يثقف نفسه بتفسه ولقد اثري المكتبه العربيه بمؤلفاته التي تجاوزت ال١٠٠
كتاب حتي صار من أهم كتاب القرن
العشرين البارزين

حقا ان التعليم من خلال الحصول علي شهادات علميه ينير العقول ويمحو الجهل ويحارب التخلف الا ان الثقافه ليست لها حدود لانها تفتح الكثير من الآفاق من اجل اكتساب المعارف والتجارب والخبرات وتنميه المهارات الفنيه والسلوكيه

أذا كان العلم في تطور دائم و مستمر و الأحداث تتغير والمستجدات تتجدد والمستحدثات تتوالي بسرعه
فائقه والأحوال تتبدل والآراء والرؤي تختلف فأن المتعلم مهما حصل علي اعلي درجات علميه يجب عليه أن يكون مثقفا حتي يستطيع ان يتفاعل ويتعامل مع تلك المتغيرات العصريه وتكون لديه القدره علي
الحكم علي الأشخاص والأشياء كما يجب أن يكون علي علم و درايه بالمستحدثات مع اخذ ما ينفعه وترك ما يضره منها ولاسيما أنه اصبح يعيش في زمن التكنولوجيا الحديثه المتقدمه بما فيها من إيجابيات وسلبيات .
كم من دارس اكاديمي كلاسيكي يتباهي بحصوله علي اعلي الدرجات العلميه والشهادات الممنوحة له ولكن أفكاره العلميه مازالت تقليدية متجمدة وخاليه من الإبداع والابتكار مع عدم محاولته للتجديد لأنه غير مثقف

اذا كانت الثقافه هي سر الإبداع والشعوب المبدعه المنتجه والمصدره للتكنولوجيا اصبحت الرائده في هذا المجال فأن الشعوب التي مازالت تعاني من فقر الثقافه ستظل هي التابعه لانها المستهلكه لتلك التكنولوجيا التي غزت العالم باكمله

ليتنا نعود أطفالنا منذ الصغر علي
القراءه والاطلاع من خلال متابعتهم اثناء استخدامهم للموبيل والتابلت مع ضروره التحاور معهم لمناقشه مايقراونه وذلك بأسلوب ودي هادئ ومشوق لتحبيبهم في الاطلاع من اجل تنميه وعيهم الثقافي

حقا ان القراءه فريضه تثبت العقيده
وتمحو الجهل وتنمي الثقافه وتقي من الأمراض النفسيه وتلك هي الحكمه الإلهية من ذكر كلمه “أقرأ” كنوع من الإعجاز اللفظي والعلمي الوارد بالقرأن الكريم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com