شهيد قرية القسطل.. الدكتور/ رشاد المدني

عبد القادر موسى كاظم الحسيني شهيد معركة القسطل٠٠٠ القسطل قرية الصمود والاحرار٠٠٠ ستتحرر وسيعود اللاجؤون الى فلسطين٠٠٠٠ اشتهرت القسطل بالمعارك الشهيرة التي وقعت على أراضيها ومن حولها وكانت اول قرية فلسطينية تسقط بعد مقاومة اسطورية رائعة من اهلها وثوارها٠٠٠ سقطت ثم حررت٠٠وسقطت واحتلت مرة ثانية ثم تم تحريرها٠٠٠٠ وفي المعركة الثالثة تغيرت الاوضاع وتمكن الصهاينة من احتلال القرية في التاسع من ابريل سنة ١٩٤٨م وبعدها بيوم واحد أي في ١٠ ابريل سنة ١٩٤٨ ارتكب الصهاينة مجزرة دير ياسين البشعة حيث ارتقى ٢٥٠ شهيدا حسب بعض المراجع المنشورة٠٠ قرية القسطل صغيرة تقع على بعد حوالي ٨ كيلومتر الى الغرب من القدس وترتفع ٨٠٨ أمتار عن مستوى سطح البحر وقد اقيمت القرية على اعلى جبل فيها ويطلق عليه اسم جبل القسطل وتطل القرية على الشارع الرئيسي شارع يافا القدس وبذلك تتمتع بموقع استراتيجي هام ولذلك حاول اليهود الاستيلاء على هذه القرية حتى يتمكنوا من الانطلاق نحو القدس واحتلالها٠٠٠٠ تحيط بأراضي قرية القسطل اراضي قرى بيت نقوبا وقالونيا وعين كارم وصوبا واصطاف٠٠٠ بلغت مساحة اراضي قرية القسطل ١٤٤٦ دونما وبلغ عدد سكانها عام ١٩٢٢ خمس واربعين نسمة ازدادوا الى ٥٩ نسمة عام ١٩٣١م كانوا يقيمون في ١٤ بيتا وفي عام ١٩٤٥م بلغوا ٩٠ نسمة وقدر عددهم عام ١٩٤٨م ١٢٠ نسمة٠٠٠ عاش اهالي القرية في حب وتعاون وعلاقات اجتماعية متينة قوية بحكم قلة عددهم وكان السكان في القرية ثلاث حمائل هي حامولة عدوان وحامولة مطر وحامولة مطير وكان المختار في بداية الاحتلال البريطاني هو الشيخ محمد مطير وبعد وفاته استلم المخطرة ابنه جميل محمد مطير وبعده جاء الحاج ياسين مطر واستمر حتى عام ١٩٤٨م٠٠ووجد في القرية المسجد اسمه مسجد الشيخ احمد الكركي كانت تقام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجمعة والعيدين٠٠٠ عمل معظم السكان في الزراعة ومن اشهر مزروعاتهم الحبوب وكافة الخضروات واشجار الفاكهة مثل العنب والتين والخوخ والتوت واللوز والصبر واشتهرت القسطل بزراعة الزيتون منذ القدم وكان يطلق على شجر الزيتون اسم روماني وعمل بعض السكان في تربية الماشية والاغنام للاستفادة من البانها ولحومها وأصوافها اما البغال والحمير فكانت تستعمل كوسائل للنقل والحراثة٠٠٠٠٠٠شارك اهالي القسطل وثوارها في الثورات واعمال المقاومة ضد الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية وبالرغم من قلة عدد السكان والثوار الا انهم شاركوا بشكل فعال في ثورة ١٩٢٩م ثورة البراق وكذلك في ثورة واضراب عام ١٩٣٦٠٠ وقد وقف الثوار المسلحين من اهالي القسطل وقفوا مع المناضل عبد القادر الحسيني في المقاومة وضد الجيش البريطاني كما شارك الاهالي والثوار مع اهالي وثوار القرى المجاورة في مقاومة القوافل العسكرية الصهيونية والبريطانية٠٠٠ وبسبب اهمية الموقع وأهميته الاستراتيجية اصبحت ألقسطل من المواقع العسكرية الاستراتيجية في الدفاع عن المنطقة وفي مقارعة قوات الاحتلال البريطانية والقوات الصهيونية وأحيانا كان الثوار ينطلقون من جبل القسطل لضرب القوافل على الطريق العام الواصل بين يافا والقدس٠٠ وهنا تنبه اليهود الى ان تأمين مواصلاتهم بين يافا والقدس لا يتم الا عبر استيلائهم على الموقع والقمم المطلة على طول تلك الطريق ومنها القسطل٠٠٠٠ وعندما قام القساطلة وثوارهم رغم قلة عددهم بتجهيز وتزويد قريتهم بالسلاح لحمايتها٠٠ كانوا متحمسين ونشيطين. في الحصول على السلاح ولم تبخل نساء القسطل في بيع مصاغهن من الذهب من اجل ذلك٠٠٠٠٠٠٠٠ الهجوم الاول على القسطل٠٠٠٠٠ لقد خاضت القسطل اكثر من معركة قبل سقوطها وكانت المعركة الاولى في نهاية شهر أذار ١٩٤٨م حيث وصلت الى حدود القرية من الجهة الجنوبية الغربية قوات من العصابات الصهيونية بعد منتصف الليل وهي مزودة بالسلاح والعتاد وكان همها الاستيلاء على أعلى قمة في القرية٠٠٠وكشف امر هذه القوات وجرت معركة شرسة انسحب اليهود بعدها من حيث أتوا وانتهت المعركة قبل الفجر٠٠٠٠ ووقعت المعركة الثانية بعد صد الهجوم الاول وللحيطة والحذر تم عمل استحكامات في القرية وتقرر اخراج النساء والاطفال والشيوخ الى القرى المجاورة مثل قرية بيت سوريك وصوبا ثم حدث الهجوم الثاني٠٠٠ وفعلا في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل شاهد الحراس الفلسطينيين قدوم اليهود من الجهة الجنوبية وكان الجميع من الاهالي والثوار ينتظرونهم بمعنويات عالية والرجال جاهزين للدفاع عن قريتهم٠٠٠٠ وجرت الاشتباكات بين الطرفين٠٠٠ وبسبب اعمال المقاومة الشديدة من قبل الثوار انسحب اليهود مرة اخرى من حيث اتوا وفي طريق انسحابهم قاموا ونسفوا المسجد ودمرت احدى واجهاته وانتهت المعركة مع شروق الشمس٠٠٠٠ المعركة الثالثة٠٠٠ اراد اليهود بذل كل جهودهم من اجل الاستيلاء على القسطل وقبل فجر الثالث من نيسان سنة ١٩٤٨ قامت قوة كبيرة من الصهاينة بمهاجمة القرية من عدة جهات واحتلت بعض المواقع وجرت معركة قوية وضربت القرية بالمدافع الرشاشة وامام هذا المشهد الصعب انسحب المدافعون من القرية وبعد ان تأكد اليهود خلو القرية من الثوار احتلوها٠٠٠٠ردود الفعل لسقوط القرية٠٠٠ هزت حادثة سقوط القرية ابناء فلسطين هزا عنيفا لانها اول قرية عربية تحتلها اليهود وجاء الثوار من كل الجهات من المالحة وعين كارم وبني زيد ورام الله وترمسعيا والبيرة والمزرعة الشرقية وسلوان وابو ديس جميعهم جاؤوا الى القسطل من اجل تحريرها واسترجاعها واستعدت قيادة جيش الجهاد المقدس الاعداد لهجوم مضاد سريع وتقدمت هذه القوات بقيادة كامل عريقات عبر بيت صفافا الى ان وصلت عين كارم وانضم اليها شبابها بقيادة خليل منون وتابع الجميع التقدم باتجاه القسطل وبدأ المجاهدون يقتحمون المواقع ويتقدمون بقيادة كامل عريقات تحت وابل من نيران الصهاينة٠٠٠ استمر وصول النجدات العربية الى القسطل طوال يوم ٥ نيسان ووصل عبدالله العمري على رأس قوة من ابناء بيت صفافا ودار قتال عنيف حتى ساعات الليل وتمكن المجاهدون بعد مقاومة عنيفة٠٠٠٠ وفي الساعة الثانية والنصف من صباح يوم السادس من ابريل اصيب ااقائد كامل عريقات بجراح خطرة وتغيرت الاحوال واصيب الثوار بنوع من الاحباط وأخذت ذخيرة الثوار تقل وحمل الثائر ابراهيم ابو دية كامل عريقات على ظهره الى قرية صوبا بعيدا عن ميدان المعركة ثم عاد الى ساحة المعركة فجمع شمل الثوار وأنهى الفوضى وبث في نفوسهم الحماسة ورفع الروح المعنوية٠٠٠٠٠ ووصل القائد البطل عبدالقادر الحسيني من دمشق فورا وتولى امور ااقتال واعادة تنظيم قوات المجاهدين وبدأ الهجوم العربي على القسطل وفق الخطة والترتيبات التي وضعها البطل عبدالقادر الحسيني ورفاقه يوم السابع من شهر ابريل واستمرت المواجهات والقتال واصيب المناضل القائد ابراهيم ابو دية مع ١٦ من رجاله بجراح واخذ المدافعون المجاهدون يتراجعون من شدة القصف الصهيوني وهنا اندفع عبد القادر لينقذ الموقف ومعه عدد من رفاقه الذين اقتحموا القرية تحت وابل من نيران اليهود واستمر القتال طوال الليل دون ان يتضح الموقف ولما طلع الفجر يوم الثامن من ابريل اعلنت القيادة ان عبد القادر ورفاقه محصورين في القرية فأسرعت النجدات تأتي من كل مكان باتجاه القسطل بقيادة بهجت ابو غربية وظل الموقف غامضا صباح يوم الثامن من ابريل في حين كانت النجدات تصل تباعا واستمر تبادل اطلاق النار وكان من الواضح تفوق اليهود واستخدام الطائرات في اعمال القصف ولكن استطاع المجاهد رشيد عريقات رص الصفوف وتوجيه الجهود لاقتحام القرية وبدا الاقتحام وتحرير القرية من جديد وفر اليهود وهربوا وانسحبوا ٠٠٠٠٠ وعندما تفقد الثوار المواقع وجدوا القائد البطل المغوار عبدالقادر الحسيني شهيدا٠٠٠٠٠ اخذت النجدات تغادر الموقع ووقع حزنا شديدا وفي ظل هذه الظروف السيئة انسحب الجميع وعاد اليهود لاحتلال القرية٠٠٠ هكذا انتصرت القسطل لكنه كان انتصارا ضائعا٠٠ وفي نفس اليوم الذي سقطت فيه القسطل بدأ العدوان ووقعت مذبحة دير ياسين في العاشر من نيسان سنة ١٩٤٨م٠٠٠ رحم الله البطل عبدالقادر الحسيني رحمة واسعة وجعل مئواه الجنة والمجد والخلود لكل الشهداء٠٠٠٠

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com