هل تنجح حكومة غزة في تقديم نموذج أفضل ؟.. مصباح أبو كرش

✒نلمس في الآونة الأخيرة حرصًا كبيرًا من قبل حكومة غزة على تحسين جودة الأداء الحكومي وتطويره بشكل عام؛ وهنا فعلى كل شرائح المجتمع الغزي القيام بدعم  فرص نجاح هذه المحاولات واحتضانها بشكل شعبي إيجابي ..

✒إن الإشادة بمثل هذه المحاولات والخطوات الحكومية الساعية للتطوير والحرص على دعم المسئولين عنها ونخص بالذكر هنا قيادة العمل الحكومي الجديدة وعلى رأسها رئيس لجنة المتابعة الحكومي الأستاذ عصام الدعليس “أبو معاذ” ليس الهدف منها تحفيزهم فقط؛ إنما الهدف الأهم بالنسبة لنا هو المساهمة الإعلامية الموجهة في إزالة كل تلك الأسباب التي أدت في الماضي إلى إضعاف مستوى أداء العمل الحكومي في غزة وقدرة القائمين عليه على التطوير .. ويعود ذلك لعدة أسباب خرج بعضها آنذاك عن إرادة المسئولين السابقين عن العمل الحكومي، فيما ارتبط بعضها الآخر بأسباب يتحملها بالكامل أولئك المسئولين الذين وعلى سبيل المثال وليس الحصر لم يسعوا للانفتاح على المجتمع بكافة شرائحه بالشكل المطلوب كما تسعى قيادة العمل الحكومي الحالي من خلال تواجدها وتفاعلها الدائم مع هذه الشرائح ومحاولة الاستفادة من كل ما يصدر عنها من (ملاحظات ، انتقادات ، مقترحات ، أفكار) الخ ..

 ما هو المطلوب من قيادة حركة حماس في غزة لإنجاح حكومة غزة الحالية⁉️ :

✒إن المطلوب من قيادة حماس هو منح المسئولين عن هذه الحكومة الفرصة اللازمة لإنجاح مهمتهم التي يجب أن ترتكز على أسس ومعايير إدارية و مهنية صحيحة تبتعد عن العقلية الحزبية الضيقة والتأثيرات السلبية لبعض المتنفذين في الحزب؛ وهذا ما يعني منح المستويات الإدارية المختلفة العاملة في هذه الحكومة كافة الصلاحيات التي تؤهلها للقيام بعملها بشكل صحيح ..

فهل توصلت حركة حماس إلى هذه  القناعة أم أنها ستواصل إشرافها على هذا الملف بنفس الطريقة التي أدت إلى وصول الشارع لقناعة بأن حماس فشلت في ملف الحكم فشلا ذريعاً بالمقارنة مع نجاحها الكبير كحركة مقاومة ..

هل ستحرر حماس ملف الحكومة من سطوة بعض المتنفذين الحركيين عليه وتترك المجال للمسئولين الذين منحتهم الثقة لكي يقوموا بإدارة هذا الملف الحكومي بقليل من التركيز الإداري والمهني .. وعلى عكس ما كان يحدث مع المسئولين السابقين عن العمل الحكومي في غزة !! ..

✒تحديات كبيرة تواجه حركة حماس وحكومتها في هذا الملف والذي يجب أن تتحرك سياساته باتجاه استيعاب طاقات فلسطينية شابة مميزة تملك من المواصفات ما يؤهلها للقيام بأدوار إبداعية من خلال ضمها للعمل الحكومي .. ولا يجب أن يكون الظرف الاقتصادي الصعب سببا في تأخير مثل هذه الخطوات المهمة وخاصة أمام (حالة حكومة غزة) حتى لو بدأ الأمر باستخدام نظام العقود المرتبطة ببعض التخصصات الحساسة .. وهو نفس الأمر الذي يجب أن ينطبق على فئة المستشارين من أصحاب الكفاءة والخبرة الذين يجب الاستعانة بهم ..

المثقف الفلسطيني وواجب دعم حكومة غزة :

✒على المثقف الفلسطيني الذي يلمس تفاعلا واضحا من قبل حكومة غزة مع ما يقدمه من ملاحظات وأفكار ومقترحات أن يساهم بشكل مسئول ومتجرد يبتعد فيه عن الحزبية التي أرهقت كل شيء في هذا الوطن أو حتى بسبب أي بعد شخصي؛ عليه أن يساهم بصفته المؤثرة في المجتمع في دعم فرص نجاح هذا التوجه الحكومي الإيجابي ..

✒إن مساندة هذا المثقف للجهات الحكومية التنفيذية سيكون بمثابة اللوحة الفلسطينية الجميلة التي توضح بتشكيلاتها الفنية حجم الترابط الذي يجمع بين أبناء الشعب الواحد بكافة شرائحهم عندما يرتبط الأمر بحرص الجميع على تحقيق أهداف سامية لها علاقة بالصالح الفلسطيني العام ..

✒وعلى هذا المثقف مواصلة دوره في عملية تقديم الأفكار وتوجيه الملاحظات والانتقاد البناء للعمل الحكومي .. فاتجاه بوصلة علاقة المثقف الفلسطيني بالحكومة والقائمين عليها يجب أن تبقى  محكومة بمستوى جودة الأداء الحكومي والقدرة على التطوير في هذا الملف وصولا لعلاقة أكثر استقرارا بإذن الله ..

?الخلاصة: عمل كبير وكبير جدا مطلوب من حكومة غزة القيام به بهدف الارتقاء بعمل هذه الحكومة ولا يجب أن تبقى الذريعة الاقتصادية رغم أهميتها سببا في التعطيل والتأجيل فأساليب الدعم المعنوي كثيرة ومتعددة لكننا للأسف لا نستخدمها ولا نحسن استخدامها عندما نقوم بذلك .. وعلينا في المقابل كشعب غزي دعم فرص إنجاح عمل هذه الحكومة وقدرتها على التطوير لأن الفائدة ستعم على الجميع بعون الله وقدرته ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com