المطران عطا الله حنا : ” نرفض مظاهر العنصرية والتطرف والكراهية ايا كان شكلها وايا كان لونها ” 

القدس – تحدث سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في ندوة على الزووم بمشاركة عدد من الاباء ورعاة الكنائس الارثوذكسية في الولايات المتحدة وقد كان عنوان هذا اللقاء رسالة رجاء في زمن الوباء .
وقد كان سيادة المطران المتحدث الرئيسي في اعمال هذه الندوة الافتراضية حيث خاطب المشاركين من القدس .
وجه سيادته التحية لكافة الاباء وهم من ابرشيات ارثوذكسية متعددة في امريكا ناقلا اليهم بركة القبر المقدس وسائر الاماكن المقدسة في فلسطين وسائلا الله بأن يزول هذا الوباء قريبا لكي نبتهج مجددا باستقبالكم في المدينة المقدسة .
منذ عامين تقريبا توقف الحجيج الى الاراضي المقدسة بسبب الوباء وكنا دوما نفتقد لوجودكم ولزياراتكم ولحضوركم في الاماكن المقدسة المرتبطة بايماننا وتاريخنا وتراثنا .
نحن على يقين بأن هنالك انفراجا اتيا لا محالة والوباء في حالة انحسار ولا يمكن ان يبقى هذا الوباء الذي كانت له بداية وستكون له ايضا نهاية .
ما نتمناه هو ان تكون فترة الوباء والحجر والاجراءات التي اتخذت فترة تقرب من الله وتوبة حقيقية وعودة الى الايمان القويم والى الرجاء والمحبة التي ينادي بها ايماننا، الكثيرون يشعرون باليأس والالم والاحباط ورسالتنا ككنيسة يجب ان تكون لكل ابناءنا لا تيأسوا فإن الله لن يتركنا وسوف يفتقدنا في الوقت الذي يشاء وبالطريقة التي يريد فهو يعرف مصلحتنا اكثر منا وهو حريص علينا وعلى خلاصنا اكثر منا فليكن اتكالنا على الله مع صلواتنا وادعيتنا وتوبتنا وممارستنا للاسرار المقدسة بكل خشوع وايمان لكي تكون مصدر قوة وتعزية لنا ومصدر رجاء في زمن الوباء .
أما نحن في فلسطين فمعاناتنا هي ليست من وباء الكورونا فحسب بل هنالك اوبئة اخرى لا تقل خطورة عن الكورونا وهي اوبئة العنصرية والكراهية والتطرف والبغضاء واذا ما كان العلماء قد عملوا ويعملون على ايجاد علاج للكورونا فمسؤولية ايجاد علاج لاوبئة التطرف والكراهية والعنصرية تقع على كاهلنا جميعا وعلى كاهل كل انسان ملتزم بالقيم الانسانية والاخلاقية والروحية النبيلة .
نؤكد لكم بأننا نرفض العنف والقتل والتطرف والعنصرية والطائفية وندعو دائما للتسامح والاخوة والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان .
في فلسطين هنالك احتلال يستهدفنا كفلسطينيين ويستهدف مقدساتنا واوقافنا كما انه يستهدف شعبنا في كافة تفاصيل حياته واتمنى من كنائسكم الا تنسوا فلسطين التي هي قضيتنا جميعا فلا يجوز ان يتم تجاهل القضية الفلسطينية وتجاهل ما يحدث في مدينة القدس تحت وطئة اية ضغوطات او ابتزازات ايا كان شكلها وايا كان لونها .
من واجبكم جميعا ان تدافعوا عن القدس مدينة ايماننا ومدينة السلام والمدينة المستهدفة في كافة تفاصيلها ومن واجبكم ان تدافعوا عن الشعب الفلسطيني المظلوم فهذه القضية ليست قضية سياسية فحسب بل هي قضية لها ابعاد انسانية واخلاقية وحضارية.
المسيحيون في بلادنا ليسوا حيادين فيما يتعلق بالشأن الوطني فنحن نفتخر بمسيحيتنا كما اننا نفتخر بانتماءنا لفلسطين ارض الميلاد والتجسد والفداء وبعد ايام سوف تبتدأ الاستعدادات لاستقبال الميلاد المجيد فتذكروا ان الميلاد تم في بلادنا وتذكروا ان فلسطين هي الارض المقدسة التي من واجبنا ان ندافع عنها وعن شعبها المظلوم .
نرفض العنصرية والكراهية والتطرف ايا كان شكلها وايا كان لونها ونرفض ان يستهدف اي شعب او اي انسان بسبب انتماءه الديني او خلفيته العرقية او الثقافية او لون بشرته فيجب احترام كل انسان في هذا العالم وصون حريته وكرامته لان الانسان مخلوق على صورة الله ومثاله ولا يجوز ان تمتهن كرامته وحريته بأي شكل من الاشكال .
ما يحدث في فلسطين هو امتهان لكرامتنا وحريتنا وفلسطين هي جرح نازف منذ سنوات طويلة فكونوا ايها الاحباء كما كان المخلص دوما معزيا ومقويا لكل انسان متألم ومعذب في هذا العالم .
صلوا من اجل فلسطين ومن اجل مدينة القدس بشكل خاص ونادوا بأن تتحقق العدالة المغيبة في بلادنا لكي يسود السلام الحقيقي وينعم شعبنا الفلسطيني بالحرية التي يستحقها والتي في سبيلها قدم الكثير من التضحيات الجسام .
قدم سيادته للمشاركين تقريرا تفصيليا عن احوال مدينة القدس خاصة وفلسطين عامة كما تحدث عن الحضور المسيحي وما يتعرض له المسيحيون من تحديات واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com