زيْفُ وحيْفُ الغرب/ بقلم الشاعر عبد الله ضراب الجزائري
***
نظرة عابرة في التاريخ القديم أو الواقع الأليم تفنّد ادعاءات الغرب وتبجُّحه بحقوق الإنسان وقيم الإيمان ، فكم زوَّر وعتَّم ، وقيَّد وكمَّم ، وأزهق وهدَّم ، ولوَّث وسمَّم ، وكم عاث وأخنى وأجرم ، وحتى صورة العدالة المزعومة على أراضيه لا تنفكُّ عن عصبية مقيتة وعنصرية مميته
وشتَّان بين ادعاءات الغرب الفارغه وحقائق الإسلام الدّامغة ، فالإسلام حنى على كلِّ النَّاس على اختلاف البلدان والأجناس ، فحرَّر وأكرم ، وعلّم وألهم ، وسما بالأخلاق والقيم إلى المعارج والقمم ، النَّاس عنده إخوة وسواسية ، لا يُنتقص فيهم إلى من كان ظالما أو عاصيا
لكن أين هي ألان الأمة الإسلامية المتماسكة الواعية ، التى تجسِّد في واقع الأمم قيم الإسلام الرَّاقية لتنقذ النَّاس ( كلَّ النَّاس ) من الزَّيف والحيف ومفاسد الغرب الطاغية ؟؟؟
واليكم هذه القصيدة التى تكشف زيف الغرب وحيفه
***
كفى خِداعاً ، كفى غِشاًّ ، كفى كذِباَ … دمَّرتم السودَ والأفغانَ والعربَا
كفى نفاقاً ، سماتُ الشرِّ بيِّنة ٌ … زرعتم الزُّور والآفات والنِّكبَ
شتَّانَ بين الشِّعارات التي هتفتْ … بها الحناجر تنويما وما ارتُكِبَ
سلوا الضّحايا على وجه البسيطة مَنْ … باسم الحضارة بثَّ القهرَ والكُرَبَ
أين العدالة ؟ كم غُرَّ الضَّعيفُ بها … ما أفرز الغرَبُ إلاَّ الظُّلم والرَّهَبَ
أين الحقوقُ ؟ فما نادى بأمثلها … الا ليأمنَ في إتيان ما غصَبَ
دفع المظالم إرهابٌ بشِرعته … به يُحاصرُ من للعرضِ قد غَضِبَ
الغربُ يؤذي عباد الله مدَّعيا … بثَّ المحبَّة باسم الرَّب واعجباَ
لا يعبد الله بل يُدلي به كذِباً … لا يعرف الدِّين ، لم يتبع له سَببَا
إنَّ القضيَّة أطماعٌ ومصلحة ٌ… فالغرب يعبد ربَّ المال والذَّهبَ
أضحى يُجِلُّ بني صهيون مُنتعَلاً … سبُّوا المسيح وأمَّ ( الرَّبِّ ) ما شَجَبَ
بل راح سيِّدهم يشتدُّ مُعتذرا … قد مرَّغ الخدَّ عند القوم والرُّكبَ
هو التَّسامح لو تابوا أو اعتذروا … عن قولهم في المسيح البُهْتَ والكَذِبَ
لكن أصرُّوا وحتى اليوم ما ندموا … وما أزالوا عن العذراء ما نُسبَ
قوموا اسألوهم أمام النَّاس عن نسبٍ … لابن البتول وما قد قيل أو كُتِبَ
غَرْبٌ يحبُّ عدوَّ الرَّب في سفَهٍ … غَرْبٌ يُفاقِمُ فينا السُّخْطَ والغضَبَ
قالوا اليهود (لنجل الرَّب) قد صَلبوا … لذلك اتَّخذوا صُلبانهم نُصُبا
ثمَّ استخفُّوا بذاك الرَّب إذ عبَدوا … بالجهل والذلِّ فوق الأرض من صَلَبَ
قد أفسدوا بالهوى والجهل دينَهُمُو … ضلُّوا فذلُّوا وبثُّوا الحُزْنَ والوصَبَ
الغربُ ظهرٌ لصهيون الفساد فكمْ … قد ولَّدَ البُؤسَ بين النَّاس أو جَلَبَ
جنسٌ تهاوت به الأهواء في دنَسٍ … من حُمْقه يعبد الأهواء والإربَ
كالعير يُزجى بأعداء برابرة … للظلم والإثم والإفساد قد رُكبَ
* * ** * *
يا غربُ إنَّ لنا ديناً نلوذ به … فاجعل وجودَك إن عِفت الهدى خَرِبَا
إناَّ نهيم به حبًّا ونعشقُه … ناتي فضائله رغم الضَّنا رَغَبَا
نشقى لنُسعدهُ ، نفنى لنُبقيه … ولا نخورُ إذا سيفُ الدِّفاع نَبَا
دينًا نعِزُّ به قد صاح قائلُه … بالحقِّ يصدعُ في سمْع الورى حِقَبَا
دينا يُحرِّرنا من ظُلْمةٍ ضربت … فوق الوجود بِكُمْ ، باضت به رَهَبَا
زرعتم الرُّعبَ والآفات في صَلَفٍ … لوَّثتمُ العقلَ والآفاقَ والكُتُبَ
ألهبتمُ الشُّرْهَ نارا في مَواطننا … فما تركتم لنا تِبرًا ولا حَطَباً
أعملتمُ الغِلَّ سيفا في مآثرنا … فما رعيتم لنا عِرضاً ولا حسَباَ
زرعتمُ الكُرْهَ في دعوى دَمَقْرَطَةٍ … صيغتْ لِتنتج في أوطاننا شَغَبَا
أفسدتم الحُكْمَ ما يرتادُ سُدَّتَهُ … إلا سفيهٌ يُجيد الغشَّ والكذبَ
تهوِّنون الرِّجال الشمَّ من حسَدٍ … وترفعون على الهامات من رَسبَ
لا تشكرون لإنسٍ في الحياة يداً … إلا لنذْلٍ أهان الدِّين واغْترَبَ
رميتم الجيلَ في الآثام من حنَقٍ … فصار كالقفْرِ مِن نَبْتِ الهدى جَدِباَ
قد كان يعبدُ ربَّا واحدا فغدا … في الأرض يَعبدُ من سُكر الهوى نُصُبَا
خطفتمو فكرَه ختْلاً بمصيدةٍ … حبكتموها لكي نبقى لكم ذَنَبَا
حُزتمْ حِمانا بظلمٍ طالنا أمدا … فما جلبتم سوى الآفات والسَّغَبَ
نشرتم الفِسقَ فوق الأرض من عَمَهٍ … فسامَها العُهْرُ خِزيَ الإثمِ والعطَبَ
(حرَّرتم) النِّسوة اللائي خُدعن بكم … صيَّرتموهن من فرْط الخنا لُعَبَا
قد سِبْنَ لا شرفٌ يُرعى ولا نسبٌ … مثل الكَنيف مُشاعٌ للذي رغبَ
ديستْ مفاتنُ من صارت بِشِرعَتِكم … ما بين زانيةٍ تَرضى ومُغتصبَهْ
أين الحقوقُ وبنت الغَرْبِ هائمةٌ … تشقى فلا حسباً أبقت ولا أدباَ
تُرمى فما وجدت في الأهل مُنتشلا … فحْلاً تلوذُ به من ضعفها هَرَبا
* * *=* * *
لا لست أحسبُ شأنَ الغرب مَكْرمةً … إني أراه على وجه الورى جَرَبَا
هيِّئْ فؤادك في الدنيا لقارعةٍ … يا من تميلُ إلى غرب الخنى رغَبَا
فتِّحْ عيونَك شمس الحقِّ باهرةٌ …عانق كتابَك شأنُ الغَرْبِ قد غَرُبَ
لا تنتقِصْ بالجفا يا غرّ شِرعتنا … كم حرَّرت بالهدى من بالهوى رُكِبَ
اذكر رجالا لجيش الفَتْحِ كم نَشَلُو … بالرِّفق والحبِّ مِنْ يمِّ الشَّقا شُعُباَ
جيشُ الفتوحات وجهُ الله غايتُه … جيشٌ طهورٌ فما أخنى وما نَهبَ
يُناصر الحقَّ بالتَّقوى لمرحمةٍ … فيكلؤُ الخصم بالإشفاق إن غلَبَ
قد جاس في الأرض ضدَّ الظُّلم مُنتصرا … للحقِّ والعدل والأخلاق مُحتسبَا
قد علَّم النَّاس فنَّ الخير فانطلَقوا … ضدَّ الظَّلام بأنوار الهدى شُهُباَ
كفى عنادا فشمسُ الحقِّ خالدةٌ … مُذْ أشرقَ النُّور بالآيات ما حُجِبَ
العيبُ في العين لا في الشَّمس إن جُحدتْ … إشراقةُ الشَّمس حين الظُّهرِ واعجبَا
الله أقوى أم الغربُ الذي خضَعَتْ… له العروش فما ردَّت له طلبَا ؟؟؟
* * ** * *
يا غرْبُ راقب ليالى البؤسِ دانيةٌ … قد جرَّها بَطَرٌ يُزْرِي بكم ورِبَا
درب المفاسدِ مسدودٌ بكارثةٍ … يُزري الحليمُ بذي الأوزار إن غَضبَ
كم أمَّةٍ بَطِرَتْ في عيشها فذَوَتْ … أودى بها الكفرُ في الدنيا وما ارتُكِبَ
يا غربُ إنَّ الإله الحقَّ يرقبُنا … لاتُخدعنَّ فربُّ الكون ما غُلِبَ
الله يمهل أهل الشرِّ يتركهمْ … يُستدرجون إذا شطَّ الأنا قُلِبَ
فالشَّرُّ يجرفُ نحو الوهْنِ ذي سُننٌ … كم أفرزَ الكفرُ في هذا الورى نِكَبَا
***
يا من تحالفتم مع الغرب لتدمير بلدانكم وتقتيل اخوانكم هل تأكدتم لالف مرة ومرة من زيف الغرب وحيفه ام اعمتكم المصالح المادية المتوهمة ؟؟؟؟؟؟؟