نهاية الحكاية.. لم أعد أعرف نفسي.. عبير المدهون

هي قصة واقعية تعيشها معظم النساء المهاجرات إلى أوروبا بحث عن الحرية لينتهي بهن الحال الى نهاية مأساوية…….

وقفت أمام المرآة ونظرت إلى وجهي فلم أعرفني.. من هذه عجباً لا اعرفها !!؟؟ سنة كاملة أضعت فيها اتجاهي،، تعطلت بوصلتي وسط أمواج بحر هدار كدت أن أفقد فيه مركبي وشراعي ، تغيرت لدرجة لم اعد فيها انا ،،،افكاري مشاعري وحتى قلبي لم يعد لي،تغيرت نظرتي للحياة فلم يعد يعجبني فيها شيء، تمردت على كل الظروف لم يعد يعنيني شيء كما في السابق وسمعت صوتاً في رأسي يقول ؛ نفسي نفسي ،،

لم يعد يعنيني شيء؛ لا بيتي ولا أبنائي ولا حياتي برمتها، وكأني كنت احاول ترك هذا العالم خلفي في محاولة عبثية، لخلق عالم جديد احيط به كياني، بدأت انظر لنفسي بشكل جديد انا جميلة وما زلت شابة ، هناك امامي حياة افضل واجمل سوف اعيش ما تبقى لي من الحياة كما ارسمها وكما اشتهيها انا لنفسي،،ومنذ اليوم لن انصاع لأوامر غيري ولن اترك المجال لأحد ليأخذ عني أي قرار ، حياتي لي وحدي سوف اسعد نفسي بالطريقة التي اجدها مناسبة كفى .

ويكفي ما مضى من عمري دون سعادة، تمردت على كل الظروف واقنعت روحي أني أسير في الاتجاه الصحيح أخيرا ،انا حرة،، اليس هذا ما كنت اسعى اليه؟ انها الحرية أخيرًا، سكنت وحدي رتبت اموري وأشيائي وغرفتي زرعت الازهار على نافذتي ، اشتريت سيارة قديمة وصغيرة. تخلصت من اللون الأسود الذي يطغى على ملابسي وحل مكانه الزهري والأبيض والاحمر غيرت شكلي وقصة شعري ولونه، بدأت أرى نفسي بشكل جديد راقت لي عبارات الاعجاب والكلام المنمق زادني هذا الامر غروراً ، استلمت عملاً جديداً ومرت الايام والشهور ولكن رغم كل ذلك لم اكن سعيدة فهذه ليست انا وكل يوم اقف امام المرأة واسألني من انت انا لا اعرفك اصبحت لا التزم بصلاتي كما في السابق،،مرت الأيام بطيئة حزينة كئيبة هادئة اشتقت لصوت اطفالي اشتقت لفوضى منزلي كل شيء كرهته في الماضي وجدت نفسي اشتاق له .
المسؤلية التي كنت اهرب منها ملابسي القديمة، كل ركن في منزلي ،،،
لم استطع الصمود فهذه الحياة ليست لي وهذه ليست انا ، وبدأت هذه المرة ابحث عن روحي وأسأل الله ان يردني اليه رداً جميل عدت لصلاتي ودعائي وجدت روحي الضائعه ولجمت نفسي المتمردة ، ورضيت بواقعي هدأت عاصفة روحي وعاد النبض الى قلبي من جديد،هدأت العاصفة وعاد مركبي الى بر الأمان اعدت اغراضي الى الحقيبة ووجدت نفسي اتوجه الى منزلي واطرق الباب بقوة افتحوا الباب لقد عدت لا استطع العيش بعيد عنكم، انتم فرحتي وحياتي،
لم يفتح لي احد صرخت بأعلى صوتي انا هنا قد عدت ارجوكم افتحوا الباب ،
فتح جاري النافذة وصرخ لقد رحلوا من هنا هاجر الاب واخذ اطفاله معه،، لم اصدق ما سمعت !!صرخت بقوة سقط ارضاً وبدأت ابكي وأصرخ ندماً وحزنّ وأطرق الباب بشدة افتحوا ارجوكم …
وإذا بيد صغيرة تمتد الى وجهي أمي استيقظي انت تحلمين فتحت عيوني في فزع احتضنتها وبكيت كثيراً الحمدلله انه كان حلماً ولم يكن واقعاً ،،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com