يوم المعاق العالمي.. بقلم/ شاكر فريد حسن

يصادف في الثالث من كانون الأول من كل عام، اليوم العالمي لذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة. ويهدف هذا اليوم، الذي خصصته الأمم المتحدة منذ العام 1992، لزيادة الفهم لقضايا ذوي الإعاقة وضمان حقوقهم، ودمجهم في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

وفي كثير من دول العالم، العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة لا يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة، وهم أكثر عرضة للبطالة وبالتالي عرضة للفقر والفاقة.

وكما جاء في أمثالنا العربية” كل ذي عاهة جبار”، وانطلاقا من ذلك فإن الكثيرين من ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة رفضوا أن ينطفئ الضوء والاختباء في زوايا الغرف المظلمة، أو تحت أسرتهم، فواجهوا العالم بكل قوة وثبات ليؤكدوا حقهم في العلم والتفوق ومواجهة الحياة، وتحقيق النجاحات في المختلفة، رافعين شعار” لأننا معاقون فنحن ناجحون “، فلم يعرف اليأس طريقهم ولم يعرقل طموحهم أي عائق، وهزموا الإعاقة بالإبداع وحولوها إلى طاقة في تحقيق الانجازات.

وعلى مر العصور والحقب التاريخية عرفنا الكثير من ذوي الإعاقة الذين ساهموا في رفد حياتنا ودنيانا بإبداعاتهم في شتى المجالات، في الشعر والقصة والرواية والنقد الأدبي والبحث العلمي والفن التشكيلي وغير ذلك.

وفي أدبنا العربي وثقافتنا العربية عرفنا كمًا هائلًا من المثقفين والمبدعين عانوا من الإعاقة وسجلوا في التاريخ صفحات لا تمحى، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر شاعر المعرة وفيلسوف العرب، صاحب اللزوميات ورهين المحبسين أبو العلاء المعري، والشاعر بشار بن برد، الذي ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين، وصاحب المقولة المشهورة ” الأذن تعشق أحيانًا قبل العين أحيانًا “، وعميد الأدب العربي صاحب المنجزات الادبية والدراسات العميقة الدكتور طه حسين، والأديب المصري الكبير مصطفى صادق الرافعي الذي لقب بمعجزة الأدب العربي، وكذلك شاعر اليمن الكبير عبد اللـه البردوني الذي أصيب بالعمى نتيجة مرض الجدري، وصدر له عشرة دواوين شعرية وسواهم.

وفي النهاية يمكن القول، ان نظرات الشفقة والعطف تجاه ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة أصبحت من سجلات الماضي، وهم في الوقت الراهن والحاضر أصبحوا عناصر فعالة في المجتمع ويشاركون في عملية التنمية ويحققون نجاحات كبيرة في مختلف مجالات الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com