بريطانيا… تاريخ من العداء.. أ.إبراهيم غازي قويدر

لقد كانت بريطانيا وما زالت  أكثر  الدول الأوروبية التي وقفت إلى جانب اليهودية ، وأيدت اتجاهاتها وساعدت على تحقيق أهدافها ولقد بات واضحاً مدى التساوق والدعم  البريطاني المستمر لسياسات الاحتلال المستمرة منذ انسحاب بريطانيا واستقدامها الاحتلال الإسرائيلي لأراضي فلسطين.

هذا الدعم ما هو إلا  استكمالاً لعملية التآمر على القضية الفلسطينية لحساب الجانب الصهيوني، فبريطانيا لها تاريخ أسود في هذا الباب  فهي أول من أتى بالصهيونية إلى فلسطين، وهي أول من خطط لإنشاء دولة يهودية على أرض فلسطين ومنحهم  بغير وجه حق دولة لهم على أرضنا،  ولطالما كانت مواقف بريطانيا في جميع المحافل الدولية داعمة للاحتلال وللسياسة الإسرائيلية، ولم تستطيع أي حكومة من الحكومات البريطانية المتلاحقة أن تغسل عار فترة انتدابها واستقدامها لليهود على أرض فلسطين، بل استمرت في دعم وتأييد الاحتلال وسياسته العنصرية ضد الفلسطينيين ، وقد كان عدائها واضحاً لفلسطين وأهلها في سياستها الخارجية المتمثلة بتأييد إجراءات الاحتلال الإجرامية بحق الفلسطينيين من (تهويد ومصادرة للأراضي واعتقال وقتل وتنكيل) بالمجتمع الفلسطيني على مر التاريخ،  ونقض أي قرار لصالح الفلسطينيين على المستوى الدولي.

 ومن الثابت أن بريطانيا وحكوماتها المتلاحقة كانت من أشد الداعمين لمشاريع التطبيع مع الاحتلال وتوطينه كدولة شرعية من مجموع دول الشرق الأوسط، وتجريم ومحاربة كل جهة أو جماعة تعارض ذلك.

 إن الدور البريطاني ما زال ينفث سمومه تجاه القضية الفلسطينية ومكوناتها السياسية وتشكيلاتها المقاومِة التي تنادي بالتحرير والحرية فخرج علينا بقرار حظر حركة حماس واعتبارها وكل من يتعامل معها كياناً إرهابيًا.

هذا القرار ما هو إلا تواطئاً مع الاحتلال وامتداداً للظلم التاريخي الذي مارسته بريطانيا ضد الشعب الفلسطيني، وضرباً بعرض الحائط لقوانين ومواثيق الأمم المتحدة التي تكفل حق الشعوب في مقاومة الاحتلال وانتزاع حريتها واستقلالها.

 حركة حماس هي مكوناً رئيساً من  مكونات الشعب الفلسطيني وهي ركناً أساسياً من أركان مقاومته الشرعية التي تسعى لنيل الحرية ودحر الاحتلال عن أرضها كما كفلته القوانين والمواثيق الدولية، وان قرار حظرها لا يتعدى كونه حبراً على ورق بالنسبة للشعب الفلسطيني.

لن تنال بريطانيا من هذا القرار إلا عار يضاف إلى عارها، وعلى الأمم المتحدة  والدول العربية والأحرار في العالم الذين ينادون بالحرية وحقوق الإنسان  أن يقفوا جميعاً  موقفاً رافضاً لهذا القرار الظالم،  كما من الضروري أن يكون لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي دوراً واضحاً وصريحاً من هذا القرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com