فلسطين أولا وأخيرا.. بقلم إبراهيم الطهراوي

ما يحدث بين بعض الفلسطينيين داخل غرف منصة Clubhouse أمر يندى له الجبين، قد يصل في بعض الأحيان حد الاشتباك اللفظي، بكلمات نابية، وتعمد بالإساءة للأعراض، وقذف، وتسخير وتخوين، أمر في غاية الغرابة، دخيل على ثقافتنا الوطنية، وقيم مجتمعنا الخلاقة.

فبدل من استغلال حلقات النقاش عبر هذه المنصة في شرح أبعاد قضيتهم الوطنية، وكسب مزيد من المتضامنين العرب، والاجانب، مع القضايا الوطنية، وإقناعهم بالوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني، وفضح جرائم الاحتلال، انبرى البعض إلى إبراز سلاح التشهير، والتخوين، فلا تكاد غرفة تخلو من بعض مدعي الحرص والوطنية ممن لا هدف لهم سوى التشكيك في كل ما هو جميل من تاريخنا الوطني الحافل بالبطولات، والملئ بالتضحيات.

خلال اليومين الماضيين دخلت عدد من غرف الدردشة بعض هذه الغرف ذات طابع حزبي معين، منها ما يخص فتح، ومنها ما يخص حماس، وأخرى يديرها اليسار.
والبعض الآخر مختلط حزبيا “كوكتيل”، الملاحظ أن بعض هذه الغرف المدارة بطريقة حزبية تستحضر كل مساوئ الخصوم السياسيين، فلا تبقي ولا تذر، وكان كل هم هؤلاء المتحزبين هو شيطنة وشطب جزء من تاريخ النضال الوطني، متعمدا وقاصدا الإساءة.

وتناسى هؤلاء أن طمس الصفحات الجميلة الناصعة هو أولا خيانة لدماء الشهداء وعذابات الأسرى وانات الجرحى، وان هذا يسهم بشكل كبير في قتل الروح الوطنية لدى اجيال بأكملها تتوق للحرية والانعتاق من الاحتلال، نقاشات عقيمة جدلية يستحيل معها القدرة على التمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ.
ولعل تعمد البعض في اختيار عناوين مستفزة وطنيا كمواضيع للمناقشة هو أمر في غاية الغرابة، يستدعينا للوقوف والتفكر في الأهداف الكامنة وراء هذا الاختيار المسئ، وكأن الغرض هو ضرب منظومة القيم الوطنية، وتمزيق النسيج الوطني، وصولا إلى مرحلة تنعدم فيها الثقة بكل مكونات شعبنا السياسية والاجتماعية.

للاسف كان ينبغي استغلال هذه المنصة الاستغلال الأمثل لصالح قضايانا الوطنية، بفضح جرائم، والتي كان ٱخرها جريمة اعدام ثلاث فلسطينيين في مدينة نابلس بدم بارد، لا أعلم إن هناك تعمد للتغاضي عما يمارسه الاحتلال من قتل، واعتقال، وهدم، وابعاد، وقصف، باعتباره صاحب التناقض المركزي مع وجودنا كشعب فلسطيني، وتحويل هذا التناقض إلى تناقض ثانوي هامشي، وأن التناقض الرئيس هو بين الفرقاء في الساحة الفلسطينية، لم اعد قادر على تفهم أن تقوم جماعة بعينها تدعي الحرص على مصالحنا الوطنية بشيطنة وشطب تاريخ خصمها، فهل هناك أصابع خفية للإحتلال؟؟

أعتقد ومن باب الانتماء للوطن لفلسطين بات مطلوب من كل فلسطيني أيا كان انتماءه السياسي أن يتجرد من حزبيته، وأن يقدم أوراق اعتماد بينه وبين ضميره بأن يصبح سفيرا لفلسطين، ليس فقط عبر هذه المنصة بما تحواه من عرب وعجم، بل أن يمارس دوره كسفير أينما حل، علينا أن نحول منصاتنا الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من منصات حزبية إلى الاجتماعي إلى سفارات تطوف أرجاء المعمورة لكسب التعاطف العالمي لصالح قضايانا الوطنية وحقنا في العودة والحرية والاستقلال في دولة مستقلة خالية من الاحتلال، فهل نستطيع فعل ذلك؟
أجزم أننا قادرون بالفعل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com