نبض الحياة.. تفاخر باراك بجرائم القتل.. عمر حلمي الغول

فلسفة القتل واستباحة الدم الفلسطيني تعتبر ركيزة أساسية من ركائز المشروع الكولونيالي الصهيوني الاجلائي الاحلالي. وترتكز على الشعار الناظم للحركة الصهيونية القائل “ارض بلا شعب، لشعب بلا ارض”، وهو الشعار الذي اباح للعصابات الصهيونية ومن ثم الدولة الإسرائيلية الاستعمارية ترجمة هذا الشعار في كل منحى من مناحي الحياة، وفي المقدمة منها التطهير العرقي للأرض الفلسطينية من شعبها العربي الفلسطيني كي تتحقق.
والشعار اذا دققنا جيدا نجد انه مرتبط ارتباطا عميقا بفلسفة راعي البقر الأميركي، الذي اباد مئة مليون هندي احمر، أصحاب الأرض الأصليين لاقامة دولته علي القارة الأميركية، وهو ما حصل. لكن ما تم تنفيذه مع الهنود الحمر لم يكن متاحا للعصابات الصهيونية في فلسطين لاختلاف شروط الواقع، ووعي الشعب العربي الفلسطيني للمخطط الاستعماري، رغم ان جزءا كبيرا من الشعب وقع عشية النكبة في العام 1948 وبعدها مع قيام دولة إسرائيل ضحية عمليات الإرهاب المتمثلة بالمذابح والمجازر والترهيب والطرد والتشريد وحرب الاشاعات، مما دفع مئات الاف من الفلسطينيين للجوء للأطراف الجنوبية والشرقية من فلسطين ودول الشتات العربي.
غير ان جزءا من أبناء الشعب واصل البقاء في ارضه ومدينته وقريته، وحتى من طردوا من قراهم لجأوا لقرى ومدن داخل حدود الدولة التي اقامتها الحركة الصهيونية، وتناموا وباتوا رقما أساسيا في معادلة الديمغرافيا السياسية الإسرائيلية، ولم يتخلوا للحظة عن هويتهم وتاريخهم وموروثهم الوطني والقومي الفلسطيني العربي. والذي يعتبره استراتيجيوا الفكر السياسي الصهيوني “الخطر الأكبر على وجود الدولة الإسرائيلية” او كما اطلق عليه ايهود باراك، رئيس الوزراء الأسبق في لقاء مع صحيفة “يديعوت احرونوت” في 18 فبراير 2022 “الفيل الفلسطيني في الغرفة الإسرائيلية”.
ولهذا عملت القيادات الإسرائيلية المتعاقبة خلال العقود السبعة الماضية على خطين متوازيين لتحقيق شعارها الأساس الأول اسرلة أبناء الشعب العربي الفلسطيني من خلال عملية غسل دماغ واسعة على مختلف الصعد والمستويات. بيد ان عنصريتهم وفاشيتهم اعمتهم واربكتهم في تنفيذ هذا الجانب. وبالمقابل لم يتخلَ الفلسطينيين عن هويتهم قيد انملة، لا العكس صحيح تعمق ارتباطهم بشخصيتهم وثقافتهم ولغتهم وتاريخهم؛ الثاني توسيع وزيادة عمليات التطهير العرقي ضد أبناء الشعب الفلسطيني عبر عمليات القتل، وتضييق الخناق على حياتهم، وحرمانهم من حقوقهم السياسية والاجتماعية وفي طليعتها حرمانهم من مخططات هيكيلية تتناسب مع نموهم الديمغرافي الطبيعي بهدف دفعهم للترانسفير من الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة، والتي تعمقت بعد هبة القدس في مايو 2021 في اعقاب امتدادها ليافا وحيفا وعكا واللد والرملة والنقب والناصرة وشفا عمرو ولكل بقعة من فلسطين التاريخية.
وبالارتباط مع ما تقدم، قال ايهود باراك، زعيم حزب العمل الأسبق، ووزير الحرب وقاتل القائد أبو جهاد الوزير والمشارك في عمليات اغتيال الكمالين وأبو يوسف النجار في اللقاء مع الصحيفة الإسرائيلية “يديعوت احرونوت” انه “لا يشعر بالذنب حيال استشهاد 13 فلسطينيا برصاص أجهزة الامن والشرطة الإسرائيلية في هبة أكتوبر 2000 اثناء رئاسته للحكومة الإسرائيلية. وأضاف القاتل باراك قائلا عن هبة الجماهير الفلسطينية في ال48 المساندة لاشقائهم في الضفة والقطاع في الانتفاضة الثانية 28 سبتمبر 2000 ” هذه كانت حديقة حيوانات، وجرت اعمال شغب في جميع انحاء “يهودوا والسامرة” الضفة الفلسطينية. رافضا حتى تقرير لجنة التحقيق الإسرائيلية برئاسة القاضي، ثيودور أور، التي كان من ابرز الاستنتاجات التي تضمنها ” ان العنصرية ضد الفلسطينيين متجذرة في صفوف الشرطة الإسرائيلية.” وللأسف التقرير جاء قاصرا، كونه حصر العنصرية في جهاز الشرطة، وتناسى ان الدولة الإسرائيلية بكل مركباتها من الفها الى يائها، هي دولة عنصرية وفاشية، ولا تقبل القسمة على وجود “الاغيار” الفلسطينيين، أصحاب الأرض والتاريخ. لان وجودهم يهدد كل مرتكزات المشروع الاستعماري الغربي الصهيوني من جذوره.
ولم يخجل ذلك الباراك من استخدام مفاهيم عنصرية وقحة ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني حين يصف كفاحهم التحرري بانه “حديقة حيوانات”، وذلك لتبرير غطرسته وهمجيته ووحشيته اللا ادمية ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني، لا بل يتفاخر بجرائمه. لأنه ينهل من مستنقع الإرهاب والفاشية والتطهير العرقي.
وجرائم باراك القاتل هي جزء لا يتجزأ من مجموع الجرائم والمذابح الإسرائيلية ضد الشعب العربي الفلسطيني، والتي كان اخرها اول امس بقتل الشاب سند من النقب، وسلسلة عمليات القتل التي طالت من بداية العام الحالي قرابة ال25 فلسطينيا في الضفة وداخل الداخل. ولن تتوقف عمليات القتل الإسرائيلية الا بانتصار راية السلام والعدالة النسبية السياسية والقانونية، وانتفاء فلسفة القتل وإرهاب الدولة الإسرائيلية المنظم وخيار الابرتهايد، الذي يغطي الدولة الاستعمارية من رأسها حتى اخمص قدميها.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com