بغداد/ بقلم الشاعر عمر بلقاضي
***
بغدادُ طوّقها الهولُ الذي صنعتْ … ما عاد يذكرها أمنٌ ولا سمَرُ
هامت أزقّتها بالكُرْه مرغمةً … فالحبُّ في جنبات النّهر ينتحِرُ
الحزنُ آيتُها أضحى يُسربلها … يُكسَى بلوثته الجدرانُ والشّجرُ
بغداد سيّدة الأفراحِ شاحبة ٌ… البؤس يسكنها والهمُّ والكدَرُ
نهرا الحياة بها جفَّا فقد ظمئتْ … لكنَّ سيلا من الأوداج ينهمرُ
صوتُ الرّصاص غدا في صمتها نغَماً … في كلِّ حينٍ لها جُرحٌ ومُحتضَرُ
أين الهناء الذي قد كان يملؤها … فقد تفاقم فيها الخوفُ والحذَرُ
بغداد عودي إلى عهد الوئام ففي … ودِّ الجوانح ما يُجلَى به الضَّررُ
لولا التّدابرُ ما حلَّ الخرابُ وما … عاث البغاة بأرض العزِّ وانتصروا
يا قوم عودوا إلى أمن الإخاء هُدًى … ذو العقلِ يفطنُ في البلوى ويَعتبرُ