الصحة النفسية أهم مقومات استقرار الحياه الزوجية

_______
بقلم
د.سيد حسن السيد
الخبير الدولي للاتيكيت
واداب السلوك الاسلامي
_______

اذا كان الحوار هو لغه الاتصال والتواصل واذا انعدم الحوار
أو تدنى تعذر التواصل الاجتماعى
والسياسى الذى يتم من خلاله
مناقشه مانواجهه من مشكلات مع
محاوله إيجاد حلول ايجابيه لها
وحيث أننا الان نعيش بكل فخر واعتزاز فى ظل جمهوريتنا الجديده التى اصبحنا نمارس فيها الحياه
الديمقراطيه بشقيها الاجتماعى
والسياسى بفضل قيادتنا الرشيدة
والحكيمه التى وجهت الدعوه
للجميع لإجراء حوار وطنى مع كل القوى للتعبير بحريه عن الاراء
المتعلقه بصالح الوطن
فان غايه مانتمناه عند إجراء هذا
الحوار الوطنى أن يتم على سبيل
المناظره كأسمى صوره من صور
الحوار اى بتبادل الآراء ووجهات
النظر بعلم ودرايه بمواطن الأمور
وبحريه وتجرد وحيادية وموضوعيه وفكر مستنير وأساس علمى سليم للوصول إلى الحق والصواب وعلى أن يتم مناقشه القضايا العامه والموضوعات الحيوية التى تهم جميع فئات الشعب هذا ونأمل أن يكون قانون الاحوال الشخصيه الجديد من الموضوعات التى يتعين مناقشتها بوعى وإدراك دون تحيز أو تمييز وذلك لحسم الجدال المثار حوله فيما يتعلق بالطلاق و اثاره السلبيه

أن تضافر الجهود المبذولة من الدوله
كالتشريعات القانونيه التى يتم صدورها مع ما تقدمه منظمات المجتمع المدنى من توعيه وإرشاد وتوجيه وتأهيل من قبل المتخصصين يعد ضروره حتميه للحفاظ على الكيان الاسرى حيث أن الاسره الصالحه المتماسكه والمستقره تعتبر اللبنه الاساسيه الداعمه لبناء المجتمعات ذات الأصول العريقه والشعوب المتحضره

واذا كانت أحكام الفقه ومبادئ الشريعه الاسلاميه تعتبر من أهم مصادر قانون الاحوال الشخصيه وفقا لما جاء بالقرآن الكريم والسنه النبويه الشريفه فأن الفهم الخاطئ لتلك الأحكام والمبادئ هو الذى أدى إلى اثاره هذا الجدل الذى روجت له الدرامه التلفزيونيه من خلال إحدى المسلسلات الرمضانيه التى تم مشاهدتها هذا العام
الامر الذي جعل لجنه الفتوى بالازهر الشريف القيام بتوجيه انتقاد شديد لهذا المسلسل .

اذا كانت الوقايه خير من العلاج
فأن دراسه اسباب حدوث المرض
لتجنب الاصابه به افضل من علاج أعراضه بعد انتشاره وتفشيه

ان من السلوكيات الخاطئه التى تصدر أحيانا من أحد الزوجين وتتسبب فى سوء العلاقه الزوجيه و التى قد تصل إلى حد الطلاق تكون نتيجه النشوز سواء كان هذا النشوز من جانب الزوجه أوالزوج

ومن الأسباب الآخري للطلاق قيام احدى الزوجات بمحاوله انتزاع قوامه الزوج نتيجه فهمها الخاطئ لمبدأ المساواه بين الرجل والمرأه
أو قيام أحد الازواج باساءه استخدام حقه فى القوامه لعدم درايته بمفهومها الصحيح وتلك الأمور قد ورد ذكرها بالقرآن الكريم والسنه النبويه الشريفه وتم تحديد أساليب مواجهتها وطرق معالجتها بحكمه دون تشدد أو تعنت أوتعسف أو تعدى على حقوق الطرف الاخر وذلك من أجل استقرار الحياه الزوجيه

ومن الاسباب الأخري التى يمكن أن تؤدى احيانا إلى الطلاق التفاوت الكبير بين الزوجين فى المستوى الاجتماعى أو الثقافي اوالاقتصادى أن لم يتم مواجهته ومحاوله معالجته بكياسه وعقلانيه دون كبر أو تعالى
أوانتقاد جارح للمشاعر والاحاسيس

هذا وقد أكدت الدراسات العلميه التى أجريت بالمراكز البحثيه أن من اهم العوامل التى قد تتسبب فى حدوث الطلاق الصحه النفسيه الغير جيده بالنسبه للزوج أو الزوجه وهذا العامل بالغ الاهميه ولا يجب تجاهله بل يلزم التغلب عليه بمساعده المتخصصين من أجل المحافظه على الكيان الاسرى حيث أن الصحه النفسيه تعنى الحاله النفسيه للشخص الذي يتمتع بمستوى عاطفى وسلوكى جيد وذلك وفقا لمفهوم علم النفس.

اذا كان الاختلاف بين البشر في
السمات الشخصيه وطريقه التفكير
والميول والرغبات لمن الأمور الطبيعيه نظرا لاختلاف العوامل الوراثية والاجتماعية والثقافيه التي تؤثر علي تكوين الشخصيه الا ان هذا الاختلاف لا يجب أن يكون سببا في حدوث الخلافات والنزاعات ولاسيما بين الزوجين حيث أن العلاقه بينهما يجب ان يتخللها الموده والرحمه حتي تستقر حياتهما الاسريه ويشعران بالسعاده الزوجيه في جو من السكينه والوئام وتلك
هي الحكمه من الزواج امتثالا لما
أمر به الله عز وجل بقوله تعالي:
” ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم
ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم موده ورحمه”
ومن اهم مكونات شخصيه الانسان السمات والدوافع والميول والعواطف
والعقائد والعادات والمشاعر والاحاسيس وفي الأصل ان تكون الشخصيه طبيعيه وسويه واذا حدث
خلل في أي من مكوناتها يحدث ما
يسمي بالاضطراب في الشخصيه
وينتج عن ذلك أنماط من شخصيات
كثيرا مانراها يوميا ونعاشرها ونتعامل معها ونزاملها ومنها ما يشغل مناصب مرموقة اومكانه اجتماعيه رفيعه ونصادقها ومنها ماقد يحتل مراكز عليا ونعمل تحت رئاستها ويصعب علينا تفسير بعض تصرفاتها التي تبدو غريبه أو غير طبيعيه أو مثيره للدهشه ثم نكتشف بعد ذلك انها من الشخصيات المضطربة نفسيا ومن امثلتها:
الشخصيه( الاعتمادية) التي تعجز عن اتخاذ أي قرار ولا تتحمل المسئوليه وهناك الشخصيه ( الهستيريه) وهي المتقلبه المزاج
وحاده الطباع وسريعه الغضب وهي
انانيه ولديها رغبه في الاستحواذ علي كل شيئ كما يوجد ايضا الشخصيه ( النرجسيه) وهي المغروره
والمتكبره وشديده الاعجاب بنفسها
مع احتكارها للآخرين واستغلالهم لخدمه مصالحها.وهناك ايضا الشخصيه الاضطهاديه ( البارونيديه) وهي التي تشك في كل الناس وتتوقع منهم الاذي ويمكن أن تتحول الي عدوانية وهؤلاء يجب تفهم
طبيعه مرضهم سواء كانوا من الازواج اوالزوجات الأمر الذي يتطلب
ضروره عرضهم علي الأطباء النفسيين لمعالجتهم و لمعرفه الأسلوب الامثل للتعامل معهم منعا من حدوث التصادمات والمشاجرات التي تؤدي الي فشل الحياه الزوجيه اذا لم يتم تدارك ذلك أو التهاون في العلاج أو محاوله اخفاء اصابتهم بأي من هذه الامراض علي سبيل الخجل
نتيجه فقدان الثقافه النفسيه
ولما كانت الصحه النفسيه بالنسبه
للزوجين تعتبر من أهم مقومات استقرار الحياه الزوجيه فأن الأمر يتطلب عند تفاقم المشكلات والخلافات الزوجيه والتي قد تصل الي حد الطلاق ضروره اللجوء الي الاطباء النفسيين والمتخصصين في العلاقات الزوجيه للمحافظه علي
الكيان الاسري
ومن الدراسات والأبحاث التي تمت في هذا المجال التي قام بها
( د.جون جوتمان)
وهو استاذ علم النفس والمتخصص
في العلاقات الزوجيه بجامعه
واشنطون والذي يعد من أهم سبعه معالجين نفسيين علي مستوي العالم حيث يؤكد د.جون جوتمان :
( ان هناك اربعه سلوكيات خاطئه
شبه مؤكده تتسبب في حدوث الطلاق بين الزوجين وهي:
(الاحتكار – الانتقاد الدائم -الدفاع المستمر عن النفس -المماطلة)
.وينصح د.جون جوتمان:
(بانه يجب علي كل زوجين
ضرورة الحرص علي الاحتفاظ بمساحه من العلاقات الوديه الصحيه
حتي في أثناء شجارهما ومن الملاحظ أن الزوجين اللذان يحافظان
علي ذلك في جو من المرح لا خوف علي علاقتهما من الفشل اما الزوجان اللذان لا يضعان حدا فاصلا للمشاجرات ولايحاولان استعاده ذكرياتهم السعيده السابقه
ويصلان بمشاجراتهما الي طريق مسدود بتعنتهم وعنادهم ومكابرتهم
مع تبادل الشتائم بينهما فأن حياتهما
الزوجيه لاتستمر )

أن الله جل شأنه وعلاه حينما شرع الزواج بين الرجل والمرأه جعله رباط مقدس وميثاق غليظ واذا كان الله تعالى قد كفل لكل من الطرفين حقوق زوجيه يلزم الحصول عليها فأن هناك ايضا واجبات زوجيه يجب ان تؤدى من أجل استقرار الحياه الزوجيه للمحافظه على الكيان الاسرى .

كم من أزواج يطلقون زوجاتهم كما
لو كانوا يطلقون الرصاص على
جدران كانت سترا وحمايه لهم

وكم من زوجات يخلعن أزواجهن
وكانهن يخلعن ضرورس العقل السليمه من افواههن

ولو بحثنا عن الأسباب الحقيقيه لحدوث مثل هذا النوع من الطلاق لوجدنا انها غالبا ماتكون مرتبطه بعيوب فى ذات شخصيه الزوج أو الزوجه وليست بسبب سوء المعامله أو التقصير فى أداء الواجبات أو عدم الحصول على الحقوق الزوجيه أونتيجه صدور اى تصرفات مشينه تستدعى الطلاق ومن الأمثلة الداله على ذلك :
الأزواج الذين لايعترفون بأن الزواج ميثاق غليظ و لايقدسون الحياه الزوجيه ولايطيقون تحمل مسئوليه الزواج لذلك نجدهم يكررون حالات الطلاق مستغلين حقهم الشرعى فى ذلك بكل سهوله ويسر

ومن الازواج من يعتبرون الزواج مجرد متعه حللها الشرع كوسيله لإشباع الرغبه الجنسيه ممن يشتهونه من النساء وبعد أن يشبعون شهواتهم لمده معينه ويشعرون بالملل يطلقون زوجاتهم دون اى مبررات

وهناك نوع من الازواج الغير شرفاء يتخذون الزواج وسيله للنصب والاحتيال على النساء الثريات لابتزازهن ماديا وهؤلاء سرعان مايتم اكتشاف أمرهم ويجبرون على تطليق زوجاتهم أو يخلعون

اما عن النماذج الخاصه بالزوجات :
فمن الزوجات من تعودن على الطلاق لمرات عديده لانهن مستقلات ماديا ولسن فى حاجه لمن يكون قواما عليهن .

كما أن هناك نوع من النساء المستغلات وهؤلاء يعتبرن الزواج وسيله لأداء المصالح والمنافع وبعد حصولهن على مايرغبن من ازواجهن يطلبن منهم الطلاق أو الخلع

ومن النساء من عاشت قبل الزواج متأثره بحضاره العرى والتبرج ولم تستجب لمن يلفت نظرها وينصحها وحينما تتزوج لاتقبل من الزوج اجبارها على ارتداء الحجاب فتطلب منه الطلاق

ومن الزوجات من يعشقن التغيير حبا فى التجديد فيخلعن ازواجهن ثم يتزوجن من رجال أخرين وكأنهن يغيرن موديلات ملابسهن دون مبالاه لما قد يترتب على ذلك من عواقب وخيمه

ومن اسباب الطلاق التى ترجع لسوء التنشئه الاجتماعيه هناك نوع من الأزواج اوالزوجات ذاقوا مراره اليتم فى الصغر رغم وجود ابويهم علي قيد الحياه ولكنهما تخلا عن مسئولياتهما تجاههم مما جعل هؤلاء يشعرون بالخواء العاطفى لفقدانهم للحب والعطف والحنان داخل الاسره ونظرا لان فاقد الشيئ لا يعطيه لذلك نجد أن بعض هؤلاء الازواج اوالزوجات قد تجمدت إحاسيسهم وتبلدت مشاعرهم العاطفية مع عدم قدرتهم على التضحيه والعطاء ونتيجه لتفاقم المشكلات فيما بينهم نجدهم يفشلون فى حياتهم الزوجيه لذلك يلجأون الى الطلاق

لقد شرع الله الطلاق والخلع فى حاله استحاله المعاشره بالمعروف بشرط أن يتم الانفصال بين الطرفين بإحسان دون كيد أو ضغينه أو اساءه أو نيه مبيته لتوقيع اى اذي اوضرر مثلما يحدث نتيجه تبادل الاتهامات الكيديه و تحرير محاضر الشرطه ومن الأمور التى يجب أن
تؤخذ فى الحسبان ان الزواج رباط مقدس وميثاق غليظ لا يجب فسخه بدون اسباب او لمجرد ارضاء للأهواء والنزوات أو اشباع للرغبات بل يجب أن يكون هناك مبررات واقعيه مقنعه
حددها القانون ولاتخالف الشرع
وهذا هو الطلاق الذى حلله واباحه الله جل شأنه وعلاه بدون إساءه استخدام هذا الحق .

قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم :” أيما امرأه سألت زوجها طلاقا فى غير ما بأس محرم
عليها رائحه الجنه”
كما أن رسول الله ( صلوات الله
عليه ) حينما علم بقيام رجال يطلقون زوجاتهم على غير السنه المشروعه فانه غضب وقال :
” اتلعبون بكتاب الله وانا بين اظهركم”

اذا كان الرجل اوالمرأه حينما يرغبان فى شراء أيه سلعه حتى ولو كانت غير اساسيه يتجولان فى الاسواق
ويدققان الاختيار ويتحريان عن المنشأ والجوده والصلاحيه قبل الشراء خشيه من أن تكون السلعه رديئة الصنع أوغير صالحه ومع فارق القياس والتشبيه بالزواج
فإن من باب أولى بالنسبه للمقبلين والمقبلات على الزواج ضروره مراعاه حسن اختيار شريك الحياه بدراسه
الشخصيه بتأنى مع التحرى بدقه عن الصحه النفسيه قبل الظروف الماديه وعن المنبت الصالح قبل القوام الفارع وعن القيم الدينيه قبل الوسامه والجاذبيه وعن المثل العليا و المبادئ الأخلاقية قبل المناصب والمكانه الاجتماعيه
تلك هى اهم معايير الجوده والصلاحيه التى يجب أن تؤخذ فى الاعتبار عند اختيار شريك الحياه

واذا كان الله تعالي قال فى كتابه
العزيز:” نساؤكم حرث لكم”
وكان المقصود بالحرث هو مكان انبات الزرع فأن البذره الطيبه اذا وضعت فى ارض طيبه صالحه للزراعه وتم الاهتمام بمتابعتها بقدر كبير من العنايه والرعايه انبتت ثمارا طيبه شأنها شأن الذريه الصالحه التي يهبها الله للاب التقى والام الصالحه
كثمره لعلاقه زوجيه أصلها السكينه والطمأنينه ورابطتها الموده والمحبه وغايتها الرفق والرحمه وتلك الثمره يجب المحافظه عليها حتى لاتتعرض للضياع فى حاله التفكك الأسرى مثلما يحدث فى حاله طلاق الابوان اللذان يتخليان عن مسئوليتهما تجاه الابناء

و اذا كانت الام فى حاله الطلاق هى الأولى برعايه الصغير خلال فتره الحضانه فأن الاب هو الأولى بالولايه
وحيث ان الأبوين مشتركان فى انبات تلك الثمرة وهم الابناء فلا يجب حرمان أى منهما من حق الابوه برؤيتة للابناء فى اى وقت يشاء بالتراضى ودون اللجوء إلى المحاكم لفض المنازعات التى تنشأ فيما بين المطلقين والمطلقات نتيجه تعنتهم
وتعسفهم ويكون ضحيتها الابناء

ليت الاباء و الامهات يحرصون على على عدم حرمان أبنائهم فى الصغر من مشاعر الابوه والامومه ماديا ومعنويا حتى لا يعانون من مغبه عقوق الأبناء لهم حينما يحرمون من احاسيس البنوه عند الكبر

ولنتذكر قول رسول الله
(صلوات الله عليه):
” وكفى بالمرء اثما أن يضيع
من يعول”

و ياليت المطلقين والمطلقات يحافظون على صحه أبناءهم النفسيه بألا يجعلون الأبناء خلال فتره الحضانه وسيله للانتقام
اوالكيد اوتصفيه الحسابات أو
الضغط على سبيل الاستغلال او الابتزاز المادى او المعنوى للطرف الآخر
كما لا يجب باى حال من الأحوال محاوله تشويه الصوره الذهنيه للطرف الاخر امام الابناء لان ذلك له تبعات وعواقب وخيمه وخطيره تنعكس آثارها السلبيه على الأبناء وتعرضهم للاصابه بالعقد النفسيه عند الكبر مما قد يحولهم إلى شخصيات غير سويه أن لم يتم معالجتهم فى سن مبكره .

اذا كانت الدراسات قد أكدت ان الصحه النفسيه لكل من الزوجين تحقق استقرار الحياه الزوجيه
وتحد من الطلاق
فإن ذلك يجب أن يؤخذ فى
الاعتبار عند مناقشه مشروع قانون
الاحوال الشخصيه الجديد وبعد
الرجوع إلى المتخصصين فى
علم النفس والعلاقات الزوجيه
لإبداء الرأى والمشورة قبل
صدور هذا القانون وتنفيذ
أحكامه

د.سيد حسن السيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com