أنقذوا غزة قبل فوات الأوان..اللواء/ محمود

ليس بزمن بعيد هكذا كانت تعيش وياليتها تعود غزة وشعبها المدينة الصغيرة بارضها والكبيرة في فعلها بكرامة وشهامة ونخوة وضيافة أهلها تتعالى دائما على الجراح والالم والوجع على حساب معاناتها وظلمها من حصار الاعداء وضغوطات محيطها وعقوبات ذوي القربى لهذا فهي تشبه تماما قصة سيدنا يوسف مع اخوته وما فعلوه للخلاص منه وما اكثر امثال اخوة يوسف في زماننا ولكن ارادة وقدرة الله جعلته عزيز مصر وامين خزائنها بعد سنوات من العذاب والصبر والجلد والغيرة والحسد لمجاهدة ومحاربة النفس والهوى والاتهامات زورا وبهتانا التي قادته الى السجن الطويل وهو نبي الله الذي اكرمه ليصبح السيد والعزيز والامين على خزائن البلاد والعباد ؛ غزة واهلها الرجال والنساء الشباب والصبايا الاطفال وكبار السن الرجال اصحاب المواقف الصعبة اهل الوفاء والانتماء والنضال والصمود والصبر والجلد والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني والاصل والاصول والاخلاق وهم رجال صدق قول وفعل للوعود والعهود والامانات الاطهار الانقياء الطيبين البسطاء الكرماء وما من احد جاء اليها وسكن فيها ومر منها وعليها الا شاهد وشهيد على القصص والحكايات والروايات والحواديث والبطولات الفردية والجماعية منذ نشأتها وتاريخها الممتد على مر الازمان من بحرها وبرها وسمائها ومدنها وقراها ومخيماتها واحيائها وشوارعها وازقتها وشجرها وحجرها وترابها رغم مساحتها الضيقة ٣٦٥ كيلو متر مربع وتشكل ١ % من المساحة الاجمالية لارض فلسطين التاريخية على ماذا يا سادة تختلفون وعن ماذا تبحثون وتتقاتلون وتتكالبون على كرسي حكم اصبح مساحته وحجمه اكبر من بقعة الارض التي تحكمونها وتسيطرون عليها ؛ والاخطر الضفة الغربية والقدس الشرقية وتمثل ٢١ % وتشكل ٥٨٤٤ كيلو متر مربع من ارض فلسطين التاريخية ويحدها من الشمال والغرب والجنوب اسرائيل ومن الشرق الاردن وكلها مستباحة ومقام عليها المستوطنات من دولة الاحتلال الصهيوني وتدوسها بصاطيره ليل نهار ؛ علما مساحة فلسطين التاريخية كلها ٢٧ كيلو متر مربع ودولة اسرائيل مقامة على اكثر من ٨٠ % منها والباقي يخضع لسيطرة الاحتلال والمنسق العسكري الصهيوني كاملا برا وبحرا وجوا ؛ عودة لقطاع غزة عنوان كرامة وعزة الوطن يحده من الغرب البحر الابيض ومن الجنوب جمهورية مصر العربية ومن الشمال والشرق دولة الاحتلال الصهيوني اسرأئيل ؛ عدد السكان وصل الان تقريبا الى ٢ مليون ونصف المليون يعيشون على نفس المساحة وغالبية سكانه وعائلاته يعرفون بعضهم البعض وكأنهم ابناء عائلة واحدة وهم مزيج وخليط اجتماعي متنوع مترابط اما بالجيرة منذ عشرات السنين واقلهم يسكنها منذ ٧٥ عام وتربطهم صلة القرابة او العشيرة او العائلة او النسب او المصاهرة او العلاقات الاجتماعية والنضالية التاريخية وتحكمهم عادات وتقاليد واعراف مستمدة من اخلاق ومبادئ وقيم الفطرة الدينية الاسلامية السليمة والبسيطة المتسامحة التي كان يخضع الجميع فيها لكبار العائلة والعشيرة والمدينة والمخيم والقرية والحي الى حد وصل ان مخاتير العائلات لها الكلمة الاولى والاخيرة وهي سيف وقانون يحتكم ويخضع له المجتمع سواء بالمحبة او التراضي او التسامح او بما تفرضه جهة التحكيم من حكم شرعي او عرفي نافذ ويلتزم فيه وعليه الجميع بكلمة واحدة من الرجال دون جيوش وقوات وحكومات ووزارات واجهزة امنية وعسكرية وشرطية وقوى وطنية واسلامية واجنحتها واذرعها ومجموعاتها المدنية والعسكرية التي تغطي عين الشمس ولو عدنا لذاك الزمن وليس ببعيد لم تجد ١ % من كل هذه النكبات والكوارث والمشاكل والانتكاسات والمصائب والمعاناة والبطالة الدائمة للاجيال كلها والهجرة للشباب البائس وجرائم القتل والسرقة والفساد والمخدرات والانحلال والانتحار والفقر والجوع والمرض والبلطجة وعدم احترام الصغير للكبير وحرمة الجيران الى حد وصل الابن لا يحترم ابيه والاخ لا يحترم اخيه وهذا التفكك الاسري والمجتمعي ونسبة الطلاق التي فاقت الخيال وتفشي الجهل والامراض الجسدية والنفسية والمعنوية والمادية نزولا يستحيل الصعود والنهوض والخروج منه في زماننا هذا كله بسبب فقدان رهبة وهيبة وقيمة وقامة الرجال الحكماء الكبار الذي ضاع معهم وبعدهم كل شئ جميل وطاهر ونقي من تاريخ مقدس للشهداء والجرحى والاسرى والمناضلين والشعب ، هذا كله فعل وصناعة اصحاب المناصب والمواقع القيادية العليا والفخامة والمعالي والسادة السياسين وصمت وتحييد النخب والمثقفين والوطنين وعشرات الالاف من الشباب خريجين وخريجات وانتزاع حقوقهم والدفاع عن احلامهم وحاضرهم ومستقبلهم وسنوات اعمارهم التي ضاعت ومن المستحيل اعادتها لتراكم الاجيال منذ ١٨ عام ونقول لكم دون استثناء !! ان الله ذكر القلب في صور وايات القران الكريم ١٣٢ مرة في مواضع مختلفة ؛ يوم لا ينفع مال ولا بنون ، الا من اتى الله بقلب سليم ؛ وهو دليل القبول والصلاح والفلاح في الدنيا والاخرة ؛ وقال تعالى ؛ افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمي الابصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ؛ واخطر ما في المحتمع وعلى المجتمع المنافقين قال الله فيهم ؛ المنافقين والمرجفون في قلوبهم مرض ، ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا يعني عقابهم اكبر من الكفار لانهم سبب فساد وافساد المجتمع كله ؛ واخيرا هل هناك رجال او رجل ياتي الله بقلب سليم شجاع قوي ينقذ غزة واهلها من هذا الانهيار الحتمي والسريع قبل فوات الاوان !!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com