ارتماء “أمير المؤمنين” محمد السادس في أحضان الصهاينة / بقلم: راني ناصر

أبدع ملك المغرب الملقب ب”أمير المؤمنين” محمد السادس في خيانته للقضية الفلسطينية بعد ان طبع مع دولة الاحتلال في ديسمبر 2020 وعقد اتفاقيات معها في شتى المجالات الاقتصادية والعسكرية والتعليمية والسياحية والرياضية وغيرها، وأعطى العدو التاريخي الأول للامتين العربية والإسلامية موطئ قدم جديد في شمال أفريقيا لتهديد أمن الجزائر الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية، والرافض لكل أنواع التطبيع مع دولة الاحتلال.

 فكيف يمكن ان يكون “اميرا المؤمنين” رئيسا للجنة القدس مع أنه أمعن في خيانتها؟ فعلى الرغم من اقتحامات المستوطنين المتكررة لباحات المسجد الأقصى وتدنيسه، ورغبتهم في هدمه لإقامة هيكلهم المزعوم، والبطش والتنكيل والقتل والتهجير الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من قبل الصهاينة في القدس، والضفة الغربية، والداخل المحتل، وغزة؛ فبدل أن يساعد “امير المؤمنين” الفلسطينيين ليدافعوا عن المدينة التي يراس لجنتها؛ أقام علاقات دبلوماسية كاملة مع دولة الاحتلال ليس مقابل اعتراف إدارة ترامب بسيادة المغرب على الصحراء  الغربية فقط، وانما مقابل غنائم اقتصادية ايضا، وهو ما كشفت عنه صحيفة “نيويورك تايمز”  بان المستثمر اليهودي المغربي ياريف باز، والذي يمارس اعمال تجاريه في الكيان المحتل والمغرب، والمقرب من جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي الأسبق ترامب ساهم بشكل كبير وفعال في انضمام المغرب إلى قطار التطبيع والخيانة، وذكرت الصحيفة “ أن الباز أبلغ الحكومة المغربية أن إدارة ترامب مستعدة للمساعدة في تسهيل ما يصل إلى 3 مليارات دولار من الاستثمارات، معظمها مخصص للبنوك المغربية والفنادق وشركة الطاقة المتجددة التي يملكها الملك”.

كما زواد الملك المغربي في علاقاته مع دولة الاحتلال على جميع المطبعين العرب؛ فوفق تصريح من وزارة السياحة المغربية ففي 2022 من المتوقع أن يزور 300 ألف سائح إسرائيلي البلاد، وان تنظم الشركات المعنية أكثر من 56 رحلة جوية أسبوعيا بين تل ابيب ومراكش ، والتحق عددا من الطلاب المغاربة من جامعة “محمد السادس” بجامعة “بن غورين” في النقب المحتل خلال الفصل الدراسي الصيفي لهذا العام لخلق جيل عربي جديد مؤيد للتطبيع والخيانة، ورفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين من 150 مليون دولار إلى نصف مليار دولار سنويا، وأن يتعاون الاتحادين الرياضيين المغربي والإسرائيلي لتطوير علاقاتهما وخبراتهما.

أما على المستوى العسكري، فقد ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن المغرب أقدم على شراء الأسلحة الإسرائيلية منذ عدة سنوات؛ فقد قام النظام المغربي بشراء طائرات “هيرون” و “هاروب” المسيرة في 2014، وعقد صفقات بأكثر من 3 مليارات دولار أمريكي لتزويد الدول العربية من بينها المغرب بالأسلحة والمعدات العسكرية منذ توقيع “اتفاقيات أبراهام” عام 2020 ، وتوسع التعاون مع دولة الاحتلال ليشمل مجال التجسس كشراء برنامج “بيغاسوس” للتجسس على صحافيين ونشطاء حقوق انسان في المغرب.

كما يسعى “أمير المؤمنين” بتطبيعه مع دولة الاحتلال إلى إقامة خط عسكري مغربي صهيوني موجه ضد الجزائر التي تدعم جبهة ” بوليساريو” التي تطالب باستقلال الإقليم، وبسط  نفوذه على الإقليم لسلب مقدراته وثرواته، وتوسيع مساحة الهيمنة الصهيونية على المنطقة المغاربة؛ ويسعى الصهاينة في المقابل إلى زيادة التوتر بين الجزائر والمغرب لتزويد المغرب وجارتها اسبانيا بالغاز الطبيعي ليكون بديلًا عن الغاز الجزائري، واستهداف الجزائر باي وسيلة لكونها تشكل عقبة امام تغلغل دولة الاحتلال في القارة الافريقية؛ فقد صرح الوزير الصهيوني يائير لابيد من الدار البيضاء في شهر اغسطس 2021  أن “إسرائيل تعبر عن قلقها من دور الجزائر، التي أصبحت قريبة من إيران، والتي تقف وراء الحملة الأخيرة لمنع إسرائيل من الحصول على صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي”.

لا يمثل “امير المؤمنين” الشعب المغربي العظيم المعروف بتعاطفه ودعمه للقضية الفلسطينية، والرافض للوجود الصهيوني على ارضه؛ فدعم المغارية لفلسطين بدء منذ القدم؛ ففي عام 1187 روى المغاربة بدمائهم الزكية تراب فلسطين بعد ان شكلوا ربع الجيش الذي قاده صلاح الدين الايوبي في معركة حطين التي انتصر فيها وحرر فلسطين من الاحتلال الصليبي.

لن يجني “امير المؤمنين” أي شيء بارتمائه في أحضان دولة الاحتلال التي تخطط وتعمل جاهدة لتفتيت الدول العربية إلى دويلات متناحرة لضمان تفوقها وسيادتها على المنطقة. ولهذا كان من الأفضل له أن يتعظ بالقادة العرب الذين سبقوه في التطبيع مع دولة الاحتلال ولم يجنوا سوى الخيبة وتحويل دولهم إلى دول متسولة ومنزوعة السيادة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com