تقدير موقف: ضجيج بين مصر والفصائل وإسرائيل يتصاعد بلا توقف.. معتز خليل

يعقد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اجتماعات مع مسؤولي المخابرات المصرية في القاهرة.

وبحسب مصادر مصرية، فإن الهدف الرئيسي من اللقاءات هو محاولة تهدئة الأوضاع في عموم الضفة الغربية، وحث حركة حماس وإقناعها بأهمية هذه التهدئة.

وتشير المعلومات المتوفرة لدينا إلى أن الجهود المصرية تتوافق مع إرادة الجمهور الفلسطيني الذي يريد أن يعيش حياة طبيعية دون أي تصعيد عسكري ، خاصةً مع قرب حلول شهر رمضان المبارك.

اللافت أن كل هذا يتزامن مع إعلان جهاز المخابرات العامة “الشاباك”، اليوم الخميس، اعتقاله أشخاصًا من الداخل المحتل بتهمة تزويدهم نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي بأسلحة وذخيرة.

وأعلن الشاباك في بيان له، أنه اعتقل خلال شهر ديسمبر (كانون أول) الماضي، شابين شقيقين من سكان تل السبع في الداخل المحتل بتهمة تزويد نشطاء من الجهاد الإسلامي في جنين بأسلحة وذخائر.

ووفق الشاباك، فإن المعتقلين، آدم ومحمد أبو طه ويحملان الهوية الزرقاء، كانا يتواصلان مع مجدي عمارنة من يعبد في جنين وتم اعتقاله التهريب الأسلحة والذخيرة إلى جنين وبيعها لنشطاء الجهاد الإسلامي.

وأشار إلى أنه تم تقديم لائحة اتهام بحقه المعتقلين.

ما الذي يجري؟

يواصل جهاز للشاباك الإسرائيلي اعتقال كثير من النشطاء الفلسطينيين ، و”الإعلان” عن هذا الاعتقال خلال الساعات الماضية، وهو أمر لافت لعدة أسباب منها:

1-       تزامن الإعلان مع انطلاق مباحثات حركتي الجهاد والإسلامي وحماس مع كبار المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية.

2-       خلال الساعات الماضية نشرت بعض من المنصات ومواقع التواصل الاجتماعي التابعة لقطر تحديداً مزاعم تشير إلى أن هناك حالة من الاستياء لدى القاهرة، بسبب التصعيد الإسرائيلي، الذي يصفه المسؤولون المصريون “بغير المبرر” .

3-       تشير المعلومات المتوفرة لدينا إلى أن توقيت إلقاء القبض على بعض من النشطاء الفلسطينيين يأتي في الوقت الذي بدأ فيه المسؤولون في جهاز المخابرات العامة، الوساطة الجديدة التي تأتي بتنسيق مصر أميركي، في أعقاب زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى القاهرة والأراضي الفلسطينية.

4-       تشير المعلومات المتوفرة لدينا أيضًا إلى أن القاهرة ترى أن الحكومة الإسرائيلية تصعّب مهمتها في التوصل إلى تهدئة تقطع الطريق أمام مواجهة عسكرية جديدة.

5-       تشير المعلومات المتوفرة لدينا إلى أن مصر أبلغت المسؤولين في “إسرائيل” بمسؤوليتهم عن تعقيد المشهد، وعدم قدرة القاهرة على الوفاء بتعهداتها في الحفاظ على التهدئة في حال استمر نهج الحكومة الإسرائيلية الحالي.

6-       وحسب المعلومات أيضًا فإن القاهرة أجرت اتصالات مع بعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين في أعقاب اقتحام مخيم عقبة جبر في أريحا الإثنين الماضي، وهو الاقتحام الذي أسفر عن استشهاد 5 من عناصر حركة حماس، واعتقال أحد قياديي الحركة.

تقدير استراتيجي

بات من الواضح أن توقيت الإعلان الإسرائيلي عن عمليات إلقاء القبض على المقاومين الفلسطينيين لا يراعي على الإطلاق الجهود الأمنية المصرية، خاصة وأن أخذنا مثال على ذلك بالشبكة التي تزعم “إسرائيل” أنها تعاونت مع حركة الجهاد الإسلامي وتم الإعلان عن إلقاء القبض عليها اليوم الخميس.

 ويشير تحليل مضمون هذه القضية إلى اعتقال “إسرائيل” بعض من أفرادها في ديسمبر الماضي بتهمة تزويد نشطاء من الجهاد الإسلامي في جنين بأسلحة وذخائر، وبالتالي فإن توقيت الإعلان الذي يتزامن مع تواصل اجتماعات الفصائل بالقاهرة يثير الكثير من التساؤلات وجدية التعاون الذي تبديه “إسرائيل” مع مصر في هذا الصدد .

عمومًا فإن الشواهد تشير إلى أن الأيام المقبلة ستكون حبلى بالكثير من التطورات السياسية والعسكرية الدقيقة، خاصة مع التصعيد المستمر بفلسطين على كافة الجبهات خلال الفترة الأخيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com