الاحتلال يجدد استهدافه لمصلى باب الرحمة وأذرعه تقر المزيد من المشاريع الاستيطانية في القدس والضفة الغربية

إعداد: علي إبراهيم

عادت اقتحامات المسجد الأقصى على أثر توقفها في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وفي عيد الفطر، وشهدت هذه الاقتحامات أداء المستوطنين طقوسًا يهودية علنية في باحات المسجد الشرقية، وفي سياق متصل بهذا الجزء من المسجد أعادت قوات الاحتلال استهدافها لمصلى باب الرحمة، فقد اقتحمته ثلاث مرات في أقل من 48 ساعة، وحطمت محتوياته، متلفة شبكتي الكهرباء والصوت، وصادرت العديد من محتوياته، وإلى جانب المصلى منعت قوات الاحتلال أذان العشاء في 24/4/2023 بذريعة احتفال المستوطنين في ساحة البراق المحتلة. أما على الصعيد الديموغرافي ترصد القراءة الأسبوعية إقرار وزارتي المالية والمواصلات في حكومة الاحتلال ميزانية ضخمة لشق طرق استيطانية جديدة وتطوير عددٍ منها في القدس والضفة الغربية المحتلتين، إضافةً إلى إقرار أذرع الاحتلال آلاف الوحدات الاستيطانية في عددٍ من مستوطنات القدس المحتلة. وعلى صعيد المقاومة، شهدت القدس المحتلة عملية دهس، وصفت بأنها رد على عودة اقتحامات الأقصى وتدنيس مصلى باب الرحمة.

التهويد الديني والثقافي والعمراني

شهد أسبوع الرصد استهدافًا جديدًا لمصلى باب الرحمة داخل المسجد الأقصى المبارك، ففي 23/4 بالتزامن مع اليوم الأخير من عيد فطر، اقتحمت عناصر من قوات الاحتلال مصلى باب الرحمة وعبث بمحتوياته، وأتلفت شبكة الكهرباء داخله، وحطمت المراوح والإنارة، إضافةً إلى قطع الصوت عن المصلى، ويأتي الاعتداء بحق المصلى على أثر التراجعات التي فرضها الفلسطينيون على الاحتلال في شهر رمضان، ومحاولة لإعادة إغلاق المصلى كجزء من محاولات تقسيم المسجد مكانيًا. وفي 24/4 أعادت قوات الاحتلال اقتحام المصلى، وأخرجت المرابطين من داخله، وأعادت تعطيل شبكتي الكهرباء والصوت، واستولت على بعض موجودات المصلى وأخرجتهم في أكياس كبيرة. وبعيد أذان العشاء من اليوم نفسه، أعادت قوات الاحتلال اقتحام المصلى، ودنسوا المصلى بأحذيتهم وتجولوا بشكلٍ استفزازي في أرجائه.

أما على صعيد الاقتحامات، فعلى أثر توقفها في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، وفي عيد الفطر، عادت الاقتحامات في 24/4، فقد اقتحم الأقصى في هذا اليوم نحو 184 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال، أدى عددٌ منهم طقوسًا يهودية علنية في باحات الأقصى الشرقية. وفي اليوم نفسه قطعت قوات الاحتلال تمديدات الكهرباء الخارجية الموصلة إلى سماعات المسجد الأقصى المتاخمة لحي المغاربة وساحة البراق المحتلّ، مانعة من رفع أذان العشاء من هذه السماعات، بذريعة احتفال الاحتلال بذكرى “استقلال” دولة الاحتلال في البراق. وفي 25/4 اقتحم الأقصى 158 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال، تجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازي، وأدوا طقوسًا يهودية علنية في باحات الأقصى الشرقية.

التهويد الديموغرافي

تتابع سلطات الاحتلال إقرار مشاريع البنية التحتية للاستيطان، ففي 19/4 كشفت وسائل إعلام إسرائيلية بأن حكومة الاحتلال قررت تخصيص أكثر من 4.18 مليار شيكل (نحو 1.14 مليار دولار أمريكي) لشق الطرق الاستيطانية وتطويرها في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وكشفت هذه المصادر بأن وزير المالية في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش قد اتفق مع وزيرة النقل ميري ريغيف على تحويل نحو ربع ميزانية “الخطة الاستراتيجية” لشق الطرق في دولة الاحتلال لشق الطرق الاستيطانية وتطويرها. ومن بين الطرق التي سيتم تطويرها، الطريق من مفترق مستوطنة “أرئيل” وحتى “تفوح”، وطريق 60 الاستيطاني، والطريق الدائري الشرقي في القدس، إضافةً إلى طرق استيطانية قرب العيسوية وقلنديا وغيرها. وتأتي هذه المخططات في سياق تطوير البنية التحتية الخاصة بالاستيطان، وفرض المزيد من العزلة على الفلسطينيين ومناطقهم.

وفي سياق المشاريع الاستيطانية، ففي 20/4 صادقت “اللجنة اللوائية” التابعة للاحتلال على مخططات بناء 2969 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات “التلة الفرنسية وبسغات زئيف وجفعات شاكيد”، وأعلنت اللجنة بأنها ستصادق على مخطط “وادي السلكون” الذي سيقام في وادي الجوز في بداية شهر أيار/مايو القادم. وبحسب مصادر مقدسية ستقام هذه الوحدات على أراضي الفلسطينيين، وستتضمن تجمعات سكنية ومرافق تجارية واقتصادية ومدارس، وتستهدف سلطات الاحتلال أن تستوعب هذه المناطق نحو 10 آلاف مستوطن.

وإلى جانب “اللجنة اللوائية” نشرت بلدية الاحتلال مخططًا لتوسيع مستوطنة جفعات هماتوس” المقامة على أراضي بيت صفاقا، وتقضي الخطة بناء 1200 وحدة استيطانية جديدة، وتسعى بلدية الاحتلال إلى قطع التواصل الجغرافي ما بين الشطر الشرقي من القدس المحتلة وبيت لحم.

المقاومة في القدس المحتلة

في 24/4 استشهد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال قرب سوق “محاني يهودا” على أثر تنفيذه عملية دهس، أدت إلى إصابة 8 مستوطنين، وصفت جراح أحدهم بالخطيرة، وأشارت مصادر مقدسية بأن العملية أتت ردًا على عودة اقتحامات الأقصى، والتدنيس الذي تعرض له مصلى باب الرحمة في الأيام الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com