أذرع الاحتلال تتحضر لتنظيم مسيرة أعلام استيطانية عشية ذكرى “خراب المعبد”

و"منظمات المعبد" تحشد أنصارها لتنفيذ اقتحامات حاشدة للمسجد الأقصى

إعداد: علي إبراهيم

تستمر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بشكلٍ شبه يومي، وتشهد هذه الاقتحامات أداء المستوطنين للصلوات اليهوديّة العلنية في ساحات الأقصى الشرقية، بحماية قوات الاحتلال. ومع اقتراب ذكرى “خراب المعبد” في 27/7/2023 بدأت أذرع الاحتلال بحشد المستوطنين للمشاركة فيها، فقد أعلنت منظمات الاحتلال المتطرفة عن مسيرة أعلام ليليّة في 26/7/2023، ستجوب أزقة البلدة القديمة وتنتهي في ساحة حائط البراق، بمشاركة وزراء في حكومة الاحتلال وأعضاء في “الكنيست” الإسرائيلي، وفي سياق حشد أعداد أكبر من المقتحمين أعلنت واحدة من “منظمات المعبد” عن توفير مرشدين للمقتحمين، إضافةً إلى توزيع مرطبات ومظلات للمشاركين في الاقتحام. أما على الصعيد الديموغرافي تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ورصدت النشرة الأسبوعية مشروعًا استيطانيًا جديدًا لتوسعة مستوطنة “جفعات هاماتوس”، ويشمل المخطط بناء 3500 وحدة استيطانية جديدة، و1300 غرفة فندقية، إضافةً إلى مراكز سياحيّة ودينيّة. وتسلط النشرة الأسبوعية الضوء على تقريرٍ لهيئة شؤون الأسرى والمحررين يتناول تصعيد الاعتداء النفسي والجسدي بحق الأسرى الفلسطينيين، وخاصة القاصرين منهم، إذ تعتدي عليهم قوات الاحتلال جسديًا ونفسيًا، وتنتزع منهم الاعترافات، وتجبرهم على التوقيع على أوراق من دون معرفة ما تتضمنه. أما على صعيد التفاعل، تتناول النشرة استمرار اختتام مؤسسة “قدسنا الوقفية” مشروع ترميم 17 منزلًا في مدينة القدس المحتلة.

التهويد الديني والثقافي والعمراني

تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى المبارك، ففي 20/7 اقتحم الأقصى 321 مستوطنًا، بحماية عناصر الاحتلال، وشارك في الاقتحام 32 عنصرًا من مخابرات لاحتلال. وفي 23/7 اقتحم الأقصى 266 مستوطنًا، من بينهم 22 طالبًا من معاهد الاحتلال التلمودية، وأدى المقتحمون صلواتٍ يهوديّة علنية بحماية قوات الاحتلال، وشهد هذا اليوم اقتحام عشرات السياح، الذين تجولوا في ساحات المسجد، وتلقوا شروحاتٍ عن “المعبد”. وفي 24/7 اقتحم الأقصى 245 مستوطنًا، تجولوا في ساحات المسجد بشكلٍ استفزازي، وأدى عددٌ منهم صلوات علنية قرب مصلى باب الرحمة. وفي 25/7 اقتحم الأقصى 236 مستوطنًا، نفذوا جولاتٍ استفزازية بحماية قوات الاحتلال.

ومع اقتراب ذكرى “خراب المعبد” في 27/7/2023 تحشد أذرع الاحتلال أنصارها لتنفيذ جملة اعتداءات بحق المسجد الأقصى والقدس، خاصة أن هذه الذكرى تتزامن مع الذكرى السادسة لنصر هبة “باب الأسباط”. وفي سياق التحضر للذكرى أعلنت “منظمات المعبد” في 20/7 عن مسيرة أعلام تهويديّة في القدس المحتلة، من المزمع تنظيمها عشية ذكرى “خراب المعبد”، مساء يوم الأربعاء في 26/7/2023، ستمر في أزقة البلدة القديمة، وأمام أبواب المسجد الأقصى، على أن تنتهي في ساحة البراق المحتلّ، وبحسب المعطيات العبرية سيشارك فيها وزراء في حكومة الاحتلال وأعضاء في “الكنيست” الإسرائيلي. وفي سياق سعي “منظمات المعبد” حشد أكبر عددٍ ممكن من المستوطنين في اقتحام الأقصى ففي 25/7 نظمت مؤتمرًا في مستوطنة “طلمون” شمال غرب رام الله، وشارك في المؤتمر كل من الحاخام يوسف إلباوم، الموجه الروحي لـ “مدرسة جبل المعبد” الدينية، والحاخام إلياهو ويبر رئيس تلك المدرسة، إلى جانب عددٍ من قيادات المنظمات المتطرفة، ويهدف المؤتمر إلى حشد المستوطنين للمشاركة في اقتحام الأقصى بالتزامن مع ذكرى “خراب المعبد”، وتُشير المصادر الفلسطينية إلى أن عدد المقتحمين في عام 2022 بلغ نحو 2200 مستوطنًا، وتخطط أذرع الاحتلال لتجاوز هذا الرقم. ولم يقف عمل هذه الأذرع عند المؤتمر فقط، ففي 25/7 دعت منظمة “جبل المعبد في أيدينا” أنصارها إلى المشاركة الكثيفة في اقتحام الأقصى، وخاطبتهم تحت عنوان “لنتوقف عن البكاء ونبدأ بالبناء”، وأعلنت المنظمة أنها ستوفر عشرات المرشدين لمرافقة المقتحمين في هذا اليوم، إضافةً إلى توزيع المظلات والمرطبات عند مدخل باب المغاربة، في محاولة لحث المستوطنين على اقتحام الأقصى على الرغم من الحرارة العالية.

التهويد الديموغرافي

لا تتوقف أذرع الاحتلال عن استهداف منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 23/7 أفرع المستوطنون محتويات منزل عائلة صب لبن، وألقوا بها في الشارع، وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال. وفي 25/7 أجبرت بلدية الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله في بلدة حنينا، بذريعة البناء من دون ترخيص، على الرغم من أن بلدية الاحتلال فرضت عليه سابقًا مخالفة بناء بقيمة 35 ألف شيكل (نحو 9500 دولار أمريكي). وفي اليوم نفسه أجبرت بلدية الاحتلال مقدسيًا في حي الأشقرية على هدم منزله قسرًا، ما أدى إلى تشريد 5 فلسطينيين. وبحسب أصحاب المنزل هددت أطقم بلدية الاحتلال أصحاب المنزل بغرامة 75 ألف شيكل (نحو 20 ألف دولار أمريكي) بدل تكاليف الهدم، في حال هدمته جرافات الاحتلال.

أما على صعيد المشاريع الاستيطانية، ففي 25/7 كشف مصادر عبرية بأن لجنة “التخطيط والبناء اللوائية” أقرت مخططًا استيطانيًا جديدًا جنوب القدس المحتلة، وبحسب منظمة “عير عميم” الإسرائيلية سيتم توسيع مستوطنة “جفعات هاماتوس” شرقًا باتجاه مستوطنة “هار حوما”، وتشمل الخطة بناء 3500 وحدة استيطانية جديدة، و1300 غرفة فندقية، إضافةً إلى مراكز سياحيّة وكنس ومعاهد دينية على المنحدرات الشرقية لمستوطنة “جفعات هامتوس”، ويهدف المشروع إلى توسيع المستوطنة، وفرض المزيد من السيطرة الاستيطانية على المحيط الجنوبي للشطر الشرقي من القدس المحتلة.

قضايا

تُمعن أذرع الاحتلال في استهداف الأسرى المقدسيين، ففي 22/7 كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن قوات الاحتلال تصعد من اعتداءاتها النفسية والجسدية بحق الأسرى الفلسطينيين، وخاصة أثناء اعتقالهم من منازلهم، وتضمن تقرير الهيئة شهادات عددٍ من الأسرى المقدسيين، الذين تعرضوا للضرب المبرح أثناء اعتقالهم، ونقلهم إلى مراكز التحقيق، وقد شملت الاعتداء اللفظي والجسدي، واحتجاز الأسرى مكبلي الأيدي والأرجل ساعاتٍ طويلة. وسلط التقرير الضوء على معاناة الأسرى من القاصرين والفتيان، إذ تعتقلهم سلطات الاحتلال في وقتٍ متأخر من الليل، ويتم الاعتداء عليهم جسديًا ونفسيًا، لتنتزع منهم سلطات الاحتلال الاعترافات التي تريدها، والتي تصل إلى إجبارهم على التوقيع على أوراق من دون معرفة ما تتضمنه.

التفاعل مع القدس

في 19/7 اختتمت مؤسسة “قدسنا الوقفية” مشروع ترميم 17 منزلًا في مدينة القدس المحتلة، ضمن برنامج المساعدات الإنسانية “مشروع تحسين ظروف السكن” التي تنفذه المؤسسة لعام 2022-2023. وأعلنت المؤسسة، استهدف المنازل التي تعاني من ظروف صعبة وغير صالحة للسكن وخاصة في البلدة القديمة وسلوان ووادي الجوز والشيخ جراح، وبحسب المؤسسة فإن هدف المشروع دعم صمود مدينة القدس وتعزيز وجود أهلها داخل المدينة من خلال ترميم منازلهم القديمة، إضافةً إلى تمكين الأسر المقدسية الفقيرة التي تعيش في ظروف سكنية سيئة وغير صحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com