قصة قصيرة.. رجل وعصفورة ..

قالت كنت عصفورةً حرة سعيدة ، أعشق الطيران أتنقل بين الأغصان وأستنشق عبير الورود والريحان، أطير بين البيوت وأحط على الاشجار .
وهو كان يراقبني من بعيد وكلما غردت يستمع بهدوء إلى التغريد ،شعرت بقربه بالراحة وبالامان واسمعته أجمل الالحان. وضع لي على حافة النافذة وعاء فيه بعض الحبوب بمختلف الأشكال والألوان ، اقترب وأكل وكلي راحة وإطمئنان .ويوماً وجدت الطعام داخل قفص مفتوح البيبان وداخله مرجوحة مزينة بالزهر والريحان .وفيه ماء بارد يسعد العطشان .
وقال :ادخلي أنتي في أمان ترددت ولكن غرني بكلماتٍ حِسان .وما أن دخلت حتى أغلق الباب! وقال :انت لي وأنا وحدي من يستحق أن يسمع صوتك الشجي الرنان ،انا وحدي من يخاف عليك وأنت في سجني في أمان .صدقت كلامه ومنحته ثقتي ومر الوقت وكنت سعيدةً بهذا الاهتمام ولكن مع الوقت أصبحت شيء عادي مهمل اغرد في حزن وهو مشغول وبعيد عني ولا يعطيني أي اهتمام .انظر إلى بعيد احسد الطيور التي تطير وتغرد في فرح وهيام .
التزمت الصمت ورفضت الطعام ،فقال لي اصبحتي مملة وعديمة الفائدة كئيبة !؟أين صوتك ؟الذي كان يملاء المكان ..
وفي يوم دخل إلى المنزل ومعه صديقة!؟
فقالت له :ما هذه العصفورة الكئيبة ؟
اطلقها من القفص فصوتها انين وشكلها لا يسر الناظرين !
اتركها تموت بعيداً واقتربت من النافذة وفتحت باب القفص لي .
كنت غير مصدق ! وانطلقت خارج القفص مسرعةً ،فتحررت روحي وانطلقتُ في فرح اغرد أجمل الالحان، وتعلمت درساً ان لا اثق في احد فقد كان ذئباً في ثياب انسان .وأن البدايات جميلة من حب واهتمام .
تعلمت أنه ليس كل ما يلمع ذهب وان الحرية اغلى من اي شيء في هذا الزمان ….

عبير المدهون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com