استغلال الأعياد اليهودية لتصعيد الاعتداء على الأقصى

لا تتوقف محاولات أذرع الاحتلال على رفع أعداد مقتحمي المسجد الأقصى، والاعتداءات التي ترافقها، في سياق محاولاتها الحثيثة لتجاوز عقبة الوجود المؤقت للمستوطنين داخل الأقصى في أوقات الاقتحام شبه اليومية، لكي يتحول بفعل هذه الاعتداءات والمخططات إلى وجودٍ دائم في جزءٍ من ساحات المسجد، وفي سياق سعيها إلى تحقيق هذا الوجود، تحرص على رفع كثافة الوجود اليهودي وحجمه عامًا بعد آخر، عبر مجموعةٍ من الأدوات، أبرزها اقتحام المسجد بشكلٍ شبه يومي، وتكثيف هذه الاقتحامات بالتزامن مع “الأعياد والمناسبات اليهودية”.

وشكل عام 2019 محطة صعدت خلالها سلطات الاحتلال حدة اعتداءاتها بحق الأقصى، وخاصة عندما تتزامن الأعياد اليهوديّة مع الأعياد الإسلاميّة، في محاولةٍ لضرب المواسم الإسلامية، وترسيخ أولوية الوجود اليهودي في المسجد، وهي أولوية تنطلق من “الأحقية الدينية” المدعاة لدى المستوطنين، وفائض القوة الذي تفرضه سلطات الاحتلال على أرض الواقع. وقد تضمنت هذه الأولوية استيعاب الوجود البشري اليهودي داخل الأقصى، وما يرافقه من تقديم للدروس والجولات والشروحات التوراتية والتلمودية، وأداء الطقوس الدينية والتلاوات التوراتية، في سياق تجاوز التقسيم الزماني والمكاني، والمضي نحو تأسيس “المعبد” معنويًا بشكل عملي، عبر أداء كل الصلوات التي تتصل بـ”المعبد” داخل المسجد الأقصى.

ونتناول في هذه المادة أبرز الأعياد اليهودية وأصولها لدى اليهود، إلى جانب الاعتداءات التي تقوم بها أذرع الاحتلال داخل الأقصى، وصولًا إلى موسم الأعياد اليهودية القادم في شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/نوفمبر 2023، وما هي أبرز الاعتداءات المتوقعة في هذا الموسم، الذي تتحضر له أذرع الاحتلال ليكون أكثر مواسم الأعياد حشدًا للمقتحمين، خاصة مع المحطات الكثيرة التي شهدها عامي 2022 و2023، والدعم الكبير الذي تلقته هذه الأذرع من قبل مستويات الاحتلال المختلفة، وخاصة المستويين الأمني والسياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com