وفاة قائد فرقة العاشقيين “حسين المنذر” أبو علي فنان الثورةالفلسطينية

كتب/ شريف الهركلي

بعد حياة حافلة بالعطاء الفني رحل جسداً في دمشق مساء يوم الاحد ١٧ سبتمبر ٢٠٢٣م ، وبقيت روحه تحلق في سماء الفن الفلسطيني و العربي. غابت الألحان وتاهت الأغاني بحروف أنغامها حزناً على شمس الأغنية والنغم حسين المنذر” أبو علي”، توفى بعد صراع مع المرض، في دمشق، ولد في لبنان مدينة بعلبك ، فنان لبناني وقائد ومؤسس فرقة أغاني العاشقين التي انطلقت من مخيم اليرموك و اشتهرت بتقديم الأغاني الوطنية الفلسطينية. والتي تألقت في تفجير محاجر العيون ، لتذرف دمعاً وحزناً وشوقاً للوطن الفلسطيني من على خشبات المسارح العربية والدولية وعبر أثير اذاعاتها و خاصة أذاعة “صوت العاصفة” التي كانت صوت الثورة والثوار .
وقد عزف على أوتار حنجرته الذهبية ما يزيد عن ٣٠٠ أغنية وطنية وصوت جبلي، من اشهرها أغنية ” من سجن عكا طلعت جنازة، ياطالع على جبال النار ، اشهد يا عالم علينا وعلى بيروت “. أغاني تهز القلوب وتؤرق مضاجع العدو، كان يغرق الجمهور بالبكاء ويبكي بحرقة لا ينحني يقف شامخاً متجذراً كالأشجار. كان دائماً يقول:
«أنا عربي وأعشق فلسطين. أعشقها عشقاً لا يوصف. دمي واسمي وعنواني عربي فلسطيني أحمل بداخلي كل المكوّنات العربية».
«جاءت فكرة تأسيس فرقة العاشقين مع الأغاني التي كتبها الشاعر أحمد دحبور وقُدمت خلال مسرحية المؤسسة الوطنية للجنون والتي ألّفها سميح القاسم وأخرجها المبدع السوري فواز الساجر وقُدمت على صالة تشرين وسط دمشق عام 1977».
«كانت أغنية “اللوز الأخضر” التي لحّنها حسين نازك هي النواة الأولى لفرقة أغاني العاشقين والتي قُدمت خلال مسرحية المؤسسة الوطنية للجنون… ونازك هو من أطلق على الفرقة اسم أغاني العاشقين وكان له الفضل بتجميع أعضاء الفرقة».
والذي ساهم في نجاح الفرقة وتألقها هو امتلاكها إلى ثلاثة عناصر وهي الكلمة الصادقة واللحن الرائع والصوت الجميل .
ظهر ذلك في
حفلة عدن ذائعة الصيت”كانت نقطة تحول في جماهير العاشقين على المستوى العربي والفلسطيني” حضرها قيادات منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسهم الرئيس الراحل ياسر عرفات ، ما خفي كان أعظم عن حياة فرقة العاشقين وقائدها
منذر حكايات وطن فارس الأغنية الفلسطينية والعربية ، ترك لنا الأغاني التي غناها تنوب عنه ، لكي تكمل مشواره الفني وتداعب مشاعر الشعوب، لن تغيب روحك ، مازال صدى صوتك ورنين ألحان العاشقين “سيمفونية عشق الأوطان” تدب في كل يوم مع صفير العواصف وانين العواطف الفلسطينية.
“هرم فني لا يهرم ، لكن عشق الموت له خطف جسده وترك لنا روحه تحوم في فضائنا ، على روحك السلام يا حسين منذر ” أبو علي”
إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com