خلق حواء من ضلع ادم ايه من ايات الله

_________________

بقلم
د.سيد حسن السيد
الخبير الدولى للاتيكيت
واداب السلوك الاسلامى
________________

اذا كان الله جل شأنه وعلاه لم يخلقنا عبثا وقد قال فى كتابه العزيز :
” ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم موده ورحمه ”
وقال عز وجل :” هو الذى خلقكم من
نفس واحده وجعل منها زوجها ليسكن إليها ” والمقصود بالنفس الواحده هو ادم ( عليه السلام).
فان ذلك لدليل على عظمه الخالق وقدرته الالهيه حيث أن الله تعالى بعدما خلق ادم من طين خلق له من يشبع فيه غريزه حب الاجتماع ويؤنس وحدته ويلازمه ويشاركه فى مسيره حياته وهى زوجته حواء وكان الله العلى القدير بمقدوره أن يخلق حواء من طين ايضا وبنفس الكيفيه التى خلق منها ادم وفى هذه الحاله ستكون العلاقه بين الزوجين علاقه نديه ولكن الله بحكمته الالهيه أراد أن تكون العلاقه بينهما علاقه
تكامليه لذلك خلق الله تعالى حواء من جنس ادم ذاته و من جزء حى من جسده وبالتحديد من ضلع موجود بقفصه الصدرى وذلك حتى تصبح حواء جزءا منه تشعر به ويشعر بها ويسكن اليها ويستقر ويطمئن ويستريح بقربها منه
ولما كانت اضلاع القفص الصدرى الموجوده فى جسد الانسان بالجهه اليسرى قد خلقها الله من أجل حمايه القلب منبع العاطفه والاحاسيس الذى ينبض بالحياه فان الله تعالى خلق حواء من احد هذه الأضلاع التى تحمى القلب حتى تكون حواء لديها القدره على الاحتواء و تكون عاطفتها قويه وفياضه ومشاعرها رقيقه مع زوجها واحاسيسها مرهفه وحنونه على ابناؤها كى تشبع غريزه امومتها

واذا كان خلق ادم قد سبق خلق حواء
فأن ذلك لم يكن مدعاه لتفضيل الرجل على المرأه حيث أن الله قد هيأ المراه كزوجه للقيام بمهام لايستطيع الرجل القيام بها كالحمل والولاده هذا إلى جانب دورها الفعال والمؤثر فى المجتمع كما أن الله قد هيأ الرجل كزوج بقدرات عقليه وصفات جسديه ونفسيه وخصائص اجتماعيه تختلف عن المرأه وذلك حتى يتمكن من قياده المؤسسه الزوجية بحيث يكون هو القوام على هذه المؤسسه اى الاسره قال تعالى : ” الرجال قوامون على النساء”
اذ أن القوامه على المرأه كانت بسبب
الجانب الفطرى الذي فطر الله الرجل عليه من حيث تغلب العقل على العاطفه الى جانب ما لديه من قوه بدنيه ونفسيه وجلد و تحمل وشقاء فضلا عن المسئوليه التى يتحملها الرجل من حيث الانفاق المادى على المرأه و توليه شئونها لذلك فإن قوامه الرجل لاتعنى الكبر والتعالى والظلم والتجنى على المراه بل تعنى الرحمه والرافه والعنايه بها ورعايتها وحمايتها وصون كرامتها لذلك شرع الله الزواج بين الرجل والمرأه ليكون ميثاق غليظ ورباط مقدس و معاشرة بالمعروف مدى الحياه من خلال مؤسسه زوجيه راسمالها الموده والرحمه وغايتها السكينه والأمن والأمان وشعارها التقوى والايمان على ان تقوم تلك المؤسسه بعملها من خلال تطبيق تشريعات واحكام مستمده من كتاب الله و السنه النبويه الشريفه والتى يجب أن تكون معلومة لكل من الزوجين حيث أن زواجهما اذا بني على طاعه الله تولى الله التوفيق
بينهما اما إذا بنى على معصيه تولى
الشيطان والعياذ بالله تفريقهما

لقد تجلت قدره الله وعظمته فى
خلقه للانسان فى احسن صوره
حينما خلق جسده بجميع اجهزته
الحيويه الداخليه والخارجيه ثم بث
فيه الروح لتشغيل تلك الاجهزه ثم
خلق له النفس وهى القوه المحركه
التى تقوده اما إلى الخير والحق او الشر والباطل.
قال تعالى ” ونفس وماسواها فالهمها
فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقدخاب من دساها”
والمقصود بالتزكيه هى طهاره النفس اما الدس فهو اغراقها فى المعاصى لذلك اقسم الله عزوجل بأن المفلح من زكى نفسه والخاسر من دساها

و النفس تخضع للتغيير والتبديل من حال لآخر عملا بقول الله تعالى :
” أن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ”
كما أن النفس الانسانيه تمر بمراحل تتصف بثلاث صفات :

الصفه الاولى ( اللوامه) و هى النفس التى تفعل الخير وتحبه وتعمل المعصيه وتكرهها وتعيش و بداخلها صراع بين الخير والشر لانهاتحاسب نفسها

والصفه الثانيه ( الاماره بالسوء) وهى النفس التى تميل إلى السوء وحب العصيان والغفله عن العباده والطاعه وأحيانا تتمادى حتى تقع فى الخسران الابدى

اما الصفه الثالثه ( المطمئنة )وهى النفس الراضيه المستسلمه لخالقها برضا وقناعة و لاتفعل الا الاعمال الصالحه وتلك هى النفس الورعه المخلصه التى تسمو عن الدنيا وشهوتها الزائله وتنشغل بالاخره الباقيه لذلك استحقت الذكر والتمجيد من رب العباد حينما قال تعالى :” ياايتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضيه مرضيه وادخلى فى عبادى وادخلى جنتى”

اذا كان أمير المؤمنين عمربن الخطاب( رضى الله عنه) قال:( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا)
فما أحوج الازواج والزوجات اذا كثرت المشاحنات وتفاقمت الخلافات الزوجيه بينهم إلى الرجوع
إلى النفس ومحاسبتها ومعرفه تقصيرها فقد يكون اصل الخلاف
سببه ذنب أو معصيه وتجاوز للحدود
الالهيه التى نص عليها الشرع ثم انعكس ذلك على العلاقه مع شريك الحياه والحل يكمن فى التوبة إلى الله تعالى وطلب العفو والمغفره من الله عز وجل ثم المسامحه مع هذا الشريك.

قال تعالى :” ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”
وبمناسبه الاحتفال بذكرى ميلاد
خاتم المرسلين نبينا الكريم الصادق الامين المبعوث رحمه للعالمين فلنقتدى به ونعمل بوصاياه

فعن معامله الزوج لزوجته:-
_____________
قال ( صلوات الله عليه ) :
” استوصوا بالنساء خيرا فأن المرأه خلقت من ضلع وان اعوج شيئ فى الضلع أعلاه فأن ذهبت تقيمه كسرته وان تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء”
وقال ( صلى الله عليه وسلم):” رفقا بالقوارير”
وقال( عليه الصلاه والسلام):
” انما النساء شقائق الرجال ما اكرمهن الا كريم وما اهانهن الا لئيم”

وعن معامله الزوجه لزوجها:-
_____________
قال رسول الله ( عليه الصلاه والسلام) :” خير النساء امرأه اذا نظرت إليها سرتك واذا امرتها اطاعتك واذا غبت عنها حفظتك فى
نفسها ومالك “

وقال رسول الله ( صلوات الله عليه ):” لاتؤذى امرأه زوجها فى الدنيا الاقالت زوجته من الحور العين
لاتؤذيه قاتلك الله فإنما هو دخيل
عندك يوشك أن يفارقك الينا ”

وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):” لو أمرت شيئا يسجد لشيئ
لامرت المرأه أن تسجد لزوجها والذى نفسى بيده لاتؤدى المرأه حق ربها
حتى تؤدى حق زوجها”

ولنتذكر دعاء تزكيه النفس لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
وياليتنا نردده جميعا:
“اللهم انى أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسى تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انى أعوذ بك من علم لاينفع ومن قلب لايخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوه لايستجاب لها”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com