السلام الأعرج والناقص لن يستمر او يدوم ولن يؤدي الى الامن والتنمية والإستقرار في المنطقة ..!.. بقلم د. عبدالرحيم جاموس

واهم من يظن او يعتقد ان السلام والأمن والإستقرار في المنطقة العربية والشرق اوسطية عامة ، ممكن ان يتم ويستمر دون حل القضية الفلسطينية حلا عادلا يؤدي إلى تنفيذ حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للاراضي العربية والفلسطينية و دون تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حق تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .
ان كافة اتفاقات السلام والتطبيع العربية الإسرائيلية الثنائية التي سبق أن وقعت من قبل بعض الدول العربية والمستعمرة الإسرائيلية لم تؤدي إلى السلام الحقيقي الكامل و المنشود والمبني على اسس الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي العام الثابتة والراسخة والتي تحظى بتأييد الغالبية العظمى من شعوب و دول العالم وخاصة شعوب ودول العالمين العربي والإسلامي ودول عدم الإنحياز وغيرها…
لقد كانت كافة الإتفاقات التطبيعية الإبراهيمية المزعومة اتفاقات عرجاء لتجاوزها القضية الفلسطينية فلم تثمر امنا ولا استقرارا ولا تنمية ولا سلاما حقيقيا بين تلك الدول والشعوب مع المستعمرة الإسرائيلية ..
ان جوهر الصراع القائم في المنطقه يقوم على اساس إيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية الذي يحقق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .
ان مثل هذة الإتفاقات العرجاء لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة ثباته وصموده ونضاله بشتى الوسائل السياسية والقانونية والمدنية وغيرها حيث أمكن حتى يفرض الحل العادل لقضيته وينتزع حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف من اي جهة كانت ..
إن جميع الإتفاقات الموقعة سابقا وغيرها مما هو في طريقه للتوقيع حتى لوشملت كافة الدول العربية والإسلامية فإنها لن تأتي بالأمن والسلام ، لأن الشعب الفلسطيني هو وحده القادر على فرض السلام الحقيقي حين يتمتع بحقوقه الشرعية كاملة ، فهو فقط الذي بيده الورقة الرابحة وليس بيد غيره وهو الذي يمكن ان يمنح الكيان الصهيوني الأمن والسلام اذا تم التسليم له بحقوقه المشروعة والثابتة وغير القابلة للتصرف فقط لاغير ..
فهو القادر على صنع سلام حقيقي وليس غيره .
فهل تستطيع المفاوضات والجهود الديبلوماسية الجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة
من اجل التوصل إلى إتفاق تطبيع وسلام بين المملكة العربية السعودية والمستعمرة ان تتجاوز حدود اتفاقات التطبيع والسلام الثنائية التي سبق أن وقعت مع الدول العربية بدءًا من اتفاق كامب ديفيد مع مصر و وادي عربة مع الاردن واسلو مع م. ت.ف وانتهاء بإتفاقات التطبيع مع كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان ..
وذلك بأن تشتمل على حل القضية الفلسطينية حلا عادلا كما أشرنا أعلاه..
ام ستكون مجرد نسخة محسنة من اتفاقات التطبيع الثنائية التي سبقتها اليها بعض الدول العربية وتبقى في دائرة السلام الأعرج والناقص و غير المكتمل والذي لا يمكن له أن يأتي بالأمن والسلام الحقيقيين للمنطقة و الذي من شأنه ان يؤدي الى السلام و الإستقرار والأمن والتنمية والإزدهار في المنطقة ..
حسب تصريحات وتسريبات أطراف التفاوض تشير في معظمها إلى أن القضية الفلسطينية سوف تكون جزء اساسي في الإتفاق الشامل المزمع التوصل إليه، وهذا ما نتمناه لوضع حدا لحالة الإستقطابات والمحاور الإقليمية المختلفة التي استغلت الصراع العربي الإسرائيلي لأجنداتها الخاصة ، دون فرض تسوية عادلة ومقبولة إلى غاية الآن ، اعتقد ان المملكة العربية السعودية بما تمثله من ثقل اقتصادي و سياسي وديبلوماسي ومعنوي عربي واسلامي ودولي
قادرة على فرض المطالب العربية والفلسطينية وهي بالفعل تمسك بالورقة الرابحة في هذا الشان فهي صاحبة مبادرة السلام العربية وهي التي تتصدر موقع الريادة والقيادة العربية اليوم وهي رئيسة القمة العربية والحامعة العربية حاليا وهي المؤهلة فعلا بكل الإمكانيات لفرض مطالبها والمكالب العربية والفلسطينية ، ولكن يبقى السؤال قائما اذا حصل التفاهم والتوافق السعودي الأمريكي بهذا الشأن فإنه سيكون اهم إتفاق دولي منذ نهاية الحرب البارده كما وصفه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في حديثه مؤخرا مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية ..
وهذا كله يعتمد على مدى قدرة الولايات المتحدة الأمريكية في الضغط على الإئتلاف الحاكم في المستعمرة الإسرائيلية للإستجابة إلى الشروط العربية السعودية التي اعلنتها على لسان المسؤولين السعوديين وخاصة سمو وزير الخارجية فيصل بن فرحان وما صرح به ايضا سعادة السفير السعودي نايف السديري اثناء زيارته لفلسطين خلال مراسم تقديم أوراق اعتماده سفيرا فوق العادة لدى دولة فلسطين وقنصلا عاما للمملكة العربية السعودية في القدس…
اذا الأيام والشهور القادمة وجولات المباحثات الجارية والمستمره وبدون توقف وما ستتوصل إليه كما صرح به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقابلته المشار اليها انها ستكون اهم اتفاق دولي منذ نهاية الحرب الباردة ..لنرى إلى أين ستصل هذة الجهود الديبلوماسية السعودية المكثفة مع الأطراف الأخرى المعنية كما صرح بذلك سموه .
نأمل فعلا أن تتجاوز ما سبقها من اتفاقات وتنقل المنطقة من السلام الأعرج والمنقوص وغير الدائم إلى السلام الكامل والعادل والدائم والذي يقود إلى الأمن والسلام والإستقرار والتنمية والإزدهار لعموم دول المنطقة بما فيها دولة فلسطين المستقلةوعاصمتهاالقدس .
د. عبدالرحيم جاموس
الرياض 2/10/2023 م
Pcommety@hotmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com