المطلوب اجراءات عملية وفعّالة..

المحللون السياسيون والمسؤولون والخبراء من خلال ظهورهم على شاشات التلفزة يطالبون السلطة الوطنية باتخاذ اجراءات حاسمة وحازمة ضد اسرائيل وضد اميركا احتجاجاً على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل.

من حق هؤلاء أن يدلوا بآرائهم، وان يؤيدوا النضال الشعبي الفلسطيني، ولكن هل مواجهة قرار ترامب مقتصرة على أبناء الشعب الفلسطيني الذين لم يُقصروا في نضالهم، ولم يشكوا من ثقل معاناتهم اليومية، وهم أهل للدفاع عن وطنهم وخاصة عن أعزّ بقعة من أراضيهم الغالية التي لا تقدر بثمن!

لماذا يجب أن يتفرج القادة العرب على شعبنا الفلسطيني يناضل، وهم لا يتخذون أي قرار يهز أركان الادارة الاميركية ويجبرها على التراجع عن هذا القرار.

قبل عام 1967، كانت الدول العربية تقطع علاقاتها مع أي دولة تتخذ قراراً يمس القضية الفلسطينية، وكان هذا الاجراء كفيلاً لاجبار الدولة على التراجع عن قرارها، أما اليوم فاننا نرى أن مواجهة قرار ترامب تتم بصورة خجولة، وبطرق لا مفعول لها، ولا تؤثر على إدارة ترامب نفسها.

لقد حان الوقت كي يتحمل القادة العرب والمسلمون مسؤولياتهم من خلال وقف التطبيع، ومن خلال سحب أو استدعاء السفراء، سواء من اميركا أو اسرائيل. وعليهم أن يدعموا شعبنا الفلسطيني بصورة فعّالة وعملية، لأن شعبنا ليس بحاجة فقط الى بيانات دعم وتأييد، ولكنه بحاجة الى مواقف جادة تدعم صمود أبناء القدس، ونضال شعبنا الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي البغيض!

لقد مللنا من البيانات والخطابات العاطفية الرنانة الجميلة، فنحن نريد اجراءات نشعر بأن هناك من يقف الى جانبنا ويدعمنا في مواجهة قرار يأتي ضمن مخطط تصفية القضية الفلسطينية.

نريد فعلا على ارض الواقع، ونريد اجراءات عملية تجبر كل من يعتدي على شعبنا على التراجع عن عدوانه، وتجبر العالم على تطبيق العدالة لقضيتنا، لأن غياب العدالة سيؤدي الى عدم استقرار، ليس في المنطقة وحدها فقط، بل في كل أرجاء العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com