السفير قسيسيّة يلتقي وزير خارجيّة الكرسي الرسولي رئيس الأساقفة ريتشارد غالاغر

القدس – ابو انطون سنيورة- المركز الكاثوليكي للدراسات والأعلام -الفاتيكان – ألتقى ظهر الاثنين السفير عيسى قسيسيّة، سفير دولة فلسطين لدى الكرسي الرسولي، مع وزير خارجيّة دولة الفاتيكان رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر وبحضور مدير عام وزارة الخارجيّة المنسينيور ماركو فورميكا، حيث نقل السفير قسيسيّة تحيّات سيادة الرّئيس محمود عباس لقداسة البابا فرنسيس، وتقدير القيادة الفلسطينيّة لمواقف الكرسي الرسولي المبدئيّة والثابتة تجاه القضيّة الفلسطينيّة.

هذا وكان الفاتيكان قد عبّر عن رفضه التام لسياسات إسرائيل الاحاديّة الجانب ومنها الضم للأراضي الفلسطينيّة، وفي هذا السياق فقد استدعى الفاتيكان سفيري دولة إسرائيل والولايات المتحدة للاحتجاج على ذلك وللتأكيد على الشرعيّة الدوليّة وعلى أساس قرارات مجلس الامن بما فيها حل الدولتين على أساس حدود الـ1967.

كما تناول الحديث التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط وتأثيرها على القضيّة الفلسطينيّة باعتبارها القضيّة المركزيّة لحل الصراع في المنطقة والوصول الى سلام عادل وشامل مبني على أساس الشرعيّة الدوليّة وحل قضايا الوضع النهائي للوصول الى حل الدولتين، هذا واعتبر المطران غالاغر أنّ محاولات تهميش او عزل القضيّة الفلسطينيّة لن يؤتي بالحل المنشود، بل سيزيد الوضع تعقيداً في منطقة الشرق الأوسط.

وعرض السفير قسيسيّة بالحقائق والأرقام بأنّ إسرائيل مستمرّة في بناء الاستيطان والتوسع في عمق دولة فلسطين وعلى أساس تنفيذ سياسة الامر الواقع ونحو انهاء حل الدولتين. وقدّم قسيسيّة للوزير خطاب سيادة الرئيس في الدورة الأخيرة للجمعيّة العامة للأمم المتحدة حيث وضع سيادته الرؤية الفلسطينيّة للوصول الى الحل الشامل وتحت الرعاية الدوليّة.

وناقش الجانبان رؤية الفاتيكان لمستقبل المدينة المقدّسة باعتبارها مركزاً روحيّاً للديانات السماويّة الثلاث رافضين سياسات احاديّة الجانب واكّدا على اهميّة الوضع القائم التاريخي والقانوني (Status Quo) للمدينة المقدّسة والحفاظ على طابعها الفسيفسائي. ولمواجهة قوى التّطرف، فقد اكّد الطّرفان على الاهميّة القصوى للعمل المشترك من أجل تعميق حوار الأديان والتعايش المشترك على أساس احترام الآخر، ومستندين الى القرارات الدوليّة، بما فيها البناء على وثيقة “اعلان القدس” التي وقّع عليها قداسة البابا فرنسيس في المغرب بتاريخ 30 آذار 2019 مع جلالة الملك محمد السادس، والتأكيد على دور جلالة الملك عبدالله الثاني في رعاية الأماكن المقدّسة في مدينة القدس باعتباره الوصي على هذه الأماكن المقدسة فيها، وذلك من خلال المجلس البابوي لحوار الأديان.

وفي ختام اللقاء، اكّد الطرفان على اهميّة حل بعض البنود العالقة في الاتفاقيّة الثنائيّة الشاملة بين دولة فلسطين والكرسي الرسولي لصالح الكنيسة الكاثوليكيّة، وامكانيّة دعوة الطرفين في المستقبل القريب للعمل المشترك نحو تعزيز الاتفاقيّة، والتي بموجبها اعترف الكرسي الرسولي بدولة فلسطين على حدود الـ1967.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com