يارا لم ترحل.. لكنها حصلت على الخلود الأبدي

 
 
يارا عباس اسم لامع لصحفية جريئة مقاومة مناضلة صادقة ومخلصة في أدائها الاعلامي. نتابع رسائلها وتقاريرها من مواقع الأحداث في كل مكان من سورية، وكانت ناجحة وبامتياز في أداء رسالتها الصحفية الشريفة.
 
عرفنا يارا من خلال الاخبارية السورية، وكنا ننتظر تقاريرها وخاصة تلك التي كانت تعدها وترسلها وتبثها من وسط الميدان، كانت ترافق الجيش العربي السوري في معاركه ضد الارهابيين، وكانت تتسم بالشجاعة الكبيرة إذ كانت تتنقل من موقع عسكري إلى آخر تحت وابل رصاص الارهابيين، وكان جل همها نقل الخبر الصادق، وبث الحقيقة، لاسكات الأصوات الاعلامية المضللة التي كانت تنقل فقط الأكاذيب لتورطها في المؤامرة التي تواجهها سورية منذ أكثر من 26 شهراً.
 
يارا هي شهيدة الاعلام المقاوم في كل العالم العربي، وليس في سورية فحسب، هي شهيدة المصداقية والحقيقة، شهيدة الصحافة الوطنية المقاومة الممانعة، شهيدة العمل الشريف الأمين، وشهيدة الاعلام الوطني للأمة العربية.
 
لقد حاولوا اسكات صوت الاعلام الصادق عبر قرارات جائرة ضد الاعلام السوري، من خلال منع بث الفضائيات السورية من أقمار عربية، لأن هذا الاعلام الوطني كشف زيف القنوات الناطقة باللغة العربية.. وعرّاها في مواقفها المتآمرة ليس على سورية وحدها، بل على الأمة العربية كلها.. ولكن الصوت العروبي الوطني بقي مدوياً مواصلاً رسالته في كشف الحقيقة، وفي تسليط الضوء على مكامن المؤامرة الكونية التي تتعرض لها سورية. وبقي العاملون فيه يؤدون رسالتهم من دون خوف أو تردد رغم فداحة الأخطار المحدقة بهم، وكانت يارا مستهدفة لأنها جزء من اعلام صادق يكشف الأكاذيب ويقدم الحقائق.
 
لم تمت يارا بل هي ما زالت حيّة في أذهاننا وقلوبنا لأن أعمالها ورسائلها وتقاريرها الصادقة، واخلاصها المتفاني في خدمة الوطن، كلها عوامل ساهمت وتساهم في تخليد اسمها وللأبد. لقد استشهدت يارا ورحلت جسداً فقط، ولكن صورتها ستبقى خالدة وحية في عيون واذهان عشرات الملايين الذين يشاهدون الاخبارية السورية.
 
لقد انضمت يارا الى قافلة الشهداء من الاعلاميين الشرفاء الذين رحلوا وهم يؤدون واجبهم الوطني، وما زالوا احياء في قلوب الملايين.. ونالت وساماً رفيعاً وهو وسام الشهادة، هذا الوسام الخالد الذي لا يعلو عليه أي وسام آخر في العالم.
 
حتماً ستنام يارا قريرة العين.. ومرتاحة، لأنها أدت واجبها، واستطاعت عبر جرأتها وادائها المميزين أن تنعم بالخلود الأبدي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com