ساركوزي دعم الارهاب والشعب الفرنسي يكتوي بناره

 

دان واستنكر العالم كله الاعتداء الارهابي البشع على المحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي في مدينة نيس، يوم 14 تموز 2016، والذي أودى بحياة حوالي تسعين شخصا واصابة حوالي مائتي انسان بريء من مختلف الجنسيات، ولكن الاستنكار لا يكفي، كما ان بيانات الشجب لا تقدم ولا تضع حداً للارهاب الذي تتسع دائرته في العالم ليصل الى كل مكان متجاوزاً كل الاجراءات والقيود والحواجز الأمنية، مع ان هذه البيانات تخفف الألم معنوياً، ولكنها لا تضع حداً للارهاب.

 

ومن أجل مواجهة الارهاب لا بدّ من معرفة أسبابه، ومن صَنَعه ويصنعه ويدعمه؟ والعمل على تخفيف منابع دعمه وتغذيته وتقويته، وكذلك لا بدّ من معاقبة كل من صنعه أو أسسه وحمل لواءه سواء أكان كبيراً أم صغيراً.

 

إن الارهاب الذي يعم الشرق الاوسط انطلق وأسس وشكل مع احتلال اميركا للعراق، وهذا الاحتلال جّلب معه هذا الارهاب.. وكان الى حد مُعين محاصراً، ومتواجداً داخل الحدود العراقية.. الى أن ظهر ما يسمى "الربيع العربي" الذي هو بالفعل شتاء حالك غربي في اوائل عام 2011 اذ ان "دول العالم" أيدت هذا "الربيع" المزيف بكل ما أوتيت من قوة، وخاصة في ليبيا.. تصوروا ان الرئيس الليبي معمر القذافي انحرف في مواقفه نحو الغرب، وسلم كل ما لديه من أسلحة تقليدية وغير تقليدية وسار في الركب الغربي.. وزار باريس وحل ضيفاً على الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي في العام 2010، ودعم ساركوزي في حملته الانتخابية.. وكذلك زار ليبيا رئيس وزراء ايطاليا برلسكوني الذي قبّل يد القذافي معتذراً عن احتلال ايطاليا لليبيا.. هذا الرئيس الليبي كانت له مكافأة كبيرة بأن قامت الطائرات المقاتلة الفرنسية والايطالية بقصف ليبيا دعماً للربيع أو للثورة أو بالأحرى للفوضى وللارهابيين، فقتل القذافي وتحولت ليبيا الى قاعدة للارهاب، ومنها انطلق الارهابيون الى سورية عبر تركيا.. ولم تتردد فرنسا ودول "المجتمع الدولي" بقيادة اميركا في دعم الارهاب لتدمير سورية، لكن هذه المؤامرة فشلت، وما زالت مواجهتها مستمرة. والأنكى ان فرنسا ودولاً اوروبية عديدة صدّرت ارهابيين الى سورية لانها كانت تريد تحقيق غاية ولو كانت الوسيلة قذرة ورخيصة ودنيئة.. وها هو الارهاب يرتد على اوروبا وخاصة فرنسا اذ تعرضت لعدة عمليات ارهابية..

 

من هنا يمكن القول ان الرئيس السابق نيقولا ساركوزي يتحمل مسؤولية صناعة الارهاب في ليبيا، ومسؤولية انطلاقه وانتشاره في الشرق الأوسط والعالم. وهذا يعني انه يجب ان يقدم للمحاكمة داخل فرنسا، وامام الشعب الفرنسي لانه يتحمل مسؤولية سفك دماء أبناء الشعب الفرنسي من خلال دعمه للارهاب الذي ارتد عليه وبدأ يكوي فرنسا بناره.

 

لا بدّ من قول الحقيقة وهي انه على العالم أن يعاقب من دعم ويدعم الارهاب من خلال تقديمه للمحاكمة، ويجب أيضاً معرفة أسباب وجود هذا الارهاب والعمل على ازالتها.

 

التعامل مع الارهاب من خلال بيانات لا ينفع، فالمطلوب مواجهته من خلال ازالة الارض الخصبة من تحت أقدامه، وكذلك معالجة أسباب اللجوء اليه، وكذلك معاقبة ومحاكمة كل من يدعمه.. واذا لم يتم فعل ذلك، فان دول اوروبا والعالم كله ستشهد المزيد من العمليات الارهابية البشعة، وعندها لن ينفع البكاء ولا الانفعال ولا البيانات المستنكرة!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com