من يوقف الغزو الاسرائيلي لدول الخليج؟

 في كانون الأول من عام 1994 توجه رئيس وزراء اسرائيل، اسحاق رابين، في ذلك الوقت نحو عاصمة البحرين المنامة حيث التقى اميرها. وهذه الرحلة كانت بداية الغزو الاسرائيلي لدول الخليج اذ أن رابين استغل واستثمر التوصل الى اتفاقي سلام مع منظمة التحرير والاردن ليبدأ هذا الغزو، وليشجع دول الخليج على اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل. ولكن الرئيس الخالد حافظ الاسد اتصل بالرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك فهد من اجل عقد قمة ثلاثية في الاسكندرية. وعقدت بالفعل هذه القمة في مدينة الاسكندرية بعد ثلاثة ايام من زيارة رابين للمنامة. واهم ما اتفق عليه في هذه القمة وقف التطبيع مع اسرائيل، وعدم اللهاث وراء اسرائيل اضافة بالطبع الى قرارات اخرى..

بعد 22 عاماً يطفو الغزو الاسرائيلي لدول الخليج على السطح من خلال الاعلان، ومن دون أي خجل، عن زيارة قام بها مسؤول سعودي سابق، هو اللواء المتقاعد أنور عشقي على رأس وفد رسمي الى مناطق الضفة والقدس، وعقد لقاءات مع مسؤولين اسرائيليين. أي ان العلاقات الخليجية الاسرائيلية التي كانت سرية الى حد ما اصبحت علنية وخاصة من قبل اكبر دولة في الخليج هي السعودية، التي تحتضن أهم المقدسات الاسلامية في العالم وتعتبر الدولة الأهم في منظمة التعاون الاسلامي.

يعرف الجميع ان لقطر مندوباً في اسرائيل، وكذلك هناك عدة دول عربية خليجية تقيم علاقات اقتصادية مع اسرائيل. ويعرف كثيرون ان مسؤولين اسرائيليين كبار يقومون بزيارات رسمية سرية الى بعض عواصم دول الخليج للتنسيق معها حول مواضيع شتى. ومعلوم ايضاً ان اسرائيل هي التي شجعت السعودية على القيام بعدوانها على اليمن، وتحرض قادة الخليج ضد ايران باتهام الاخيرة التدخل في شؤونها الداخلية، مع ان السعودية ودول خليجية اخرى تتدخل في دول عديدة ومسؤولة عن تدهور الوضع في العالم العربي نتيجة دعمها للارهاب، واحتضانها للتنظيمات الارهابية من خلال توفير الدعم المالي والسلاحي لها.

زيارة انور عشقي لم تكن الاولى، ولن تكون الاخيرة، بل هي بداية “اشهار” هذه العلاقة على الملأ.. فقد كنا نعرف عن لقاءات سرية بين قادة سعوديين واسرائيليين في جنوب اسرائيل، وكان الهدف منها هو تشكيل جبهة موحدة ضد ايران اضافة الى تعزيز العلاقات الاقتصادية من دون التعرض لها اعلامياً.. وهناك هدف آخر لهذا التحالف السعودي الاسرائيلي، وهو ضرب حزب الله لانه جزء من محور الممانعة الذي هو محور نكد وشر لهم. ويأتي الكشف عن هذه الاتصالات بعد ان ضعف العالم العربي وبدأ الحديث مجددا عن احياء المبادرة العربية اذ ان اسرائيل اعربت عن استعدادها لقبول المبادرة اذا تم التعديل عليها.

نستطيع القول ان اسرائيل بدأت بالفعل غزو دول الخليج من خلال مشاريع ومواقف، حتى ان عضو كنيست ارييل مرغليت التقى برؤساء وممثلي شركات عربية عديدة في جنيف. وهناك مناورات اسرائيلية اميركية مشتركة بمشاركة دول من منظمة التعاون الاسلامي.

نقول غرو الخليج، وليس اقامة علاقات معها، لان اسرائيل تريد ان تؤثر على هذه الدول وتسيّرها كما تشاء، وليس مستبعدا ان تحرّفها عن بوصلتها الاساسية ليصبح انتماؤها غير عربي.

في العام 1994 كان الرئيس حافظ الاسد حاضراً، واوقف هذا الغزو واللهات وراء التطبيع.. ولكن هل هناك اليوم من يستطيع ان يوقف هذا الغزو؟

الاعتماد فقط على الشعوب، فهي قادرة على فعل أي شيء جاد اذا ارادت ذلك؟ فهل هناك ارادة صادقة لوقف هذا الزحف نحو التطبيع؟ ام ان الاستسلام لهذا الغزو هو الأقوى في المرحلة الحالية؟

لا استسلام لهذا الغزو، ولا بدّ أن تتحرك سواعد ابناء الخليج لوقف هذا الغزو الاسرائيلي الخطير عليهم!

 

4/8/2016

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com