لقاء نتنياهو بطلاب صف أول بطمرة الزعبية يثير عاصفة

الجليل – البيادر السياسي: – قام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، بزيارة مدرسة عربية بقرية طمرة الزعبية في الجليل، في اليوم الأول لافتتاح العام الدراسي.

والتقى نتنياهو بالتلاميذ حيث بدأ حديثه بالعبرية “شالوم كيتاه أليف” (مرحبا صف أول) – إلا أن أحدا لم يرد عليه، ثم استطرد في حديثه حول مستقبلهم مدعيا أنه يريد أن يراهم “أطباء وعلماء وكتابا وأن يحققوا طموحاته”، مضيفا “وأن تكونوا موالين لإسرائيل وتندمجوا في الدولة – لأنها دولتكم”.

وكان طاقم التدريس وزّع الأعلام الإسرائيلية على التلاميذ الصغار الذين لوحظ أنهم لم يفهموا الضجة التي كانت حولهم، ما أدى إلى إثارة زوبعة على شبكات التواصل الاجتماعي حيث رفض الغالبية العظمى محاولة تشويه هوية الطلاب وطمس قوميتهم الفلسطينية، من خلال رئيس الحكومة الإسرائيلي الذي كان حذر ناخبيه في الانتخابات الأخيرة من “هرولة العرب إلى الصناديق”، ويقوم هو وحكومته اليمينية المتطرفة بسن قوانين عنصرية تمس بالمواطن العربي الفلسطيني في الداخل.

وكانت طمرة الزعبية تحولت منذ مساء يوم الأربعاء إلى ثكنة عسكرية عشية زيارة نتنياهو ووزير تعليمه زعيم “البيت اليهودي” المتطرف نفتالي بينت إلى القرية.

ونتنياهو، الذي تحدث بالعبرية وتُرجمت أقواله، طالب التلاميذ الأطفال بأن ينصتوا إلى ذويهم ومعلميهم وأضاف: “أريدكم أن تتعلموا الكتابة والقراءة والعبرية والعربية والانجليزية والرياضيات والعلوم. وأريدكم أن تتعلموا التاريخ، تاريخ الشعب اليهودي وتاريخ جمهوركم. أريدكم أن تتعلموا الحقيقة التي تقول إن علينا العيش معا. وأريدكم أن تكونوا مواطنين مخلصين ومندمجين في دولة إسرائيل. فهذه دولتكم”.

أما بينيت فزعم بقوله “نرى بكل أولاد إسرائيل، يهودا وعربا وحريديم ودروز كأنهم أولادنا. وللمرة الأولى سيتعلم تلاميذ كل القطاعات العبرية من روضة الأطفال لأننا نريد أن يعرف جميع التلاميذ التحدث”.

وكتب الناشط زكريا محارب، وهو عضو “أبناء البلد”، على صفحته على الفيسبوك: “نتنياهو اليوم في المدرسة العربية بقرية طمرة الزعبية طلب من أولاد صف أول أن يتعلموا التاريخ. آمل أن يقوم المعلمون والأهالي بتنفيذ الطلب ويعملوا على تعليم الأولاد تاريخ نكبة الشعب الفلسطيني في الـ 48. يعلموهم ويدرسوهم بصورة جيدة معنى التهجير والنزوح والتطهير العرقي والمجازر اللي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، يعلموهم أسماء المخيمات الفلسطينية، مخيم، يدرسوهم أسماء القرى والمدن اللي دمرتها العصابات الصهيونية وأقامت عليها المستعمرات”.

وقال القيادي في حزب “كفاح”، أيمن الحاج يحيى: “رئيس حكومة الاحتلال مستمر في هجوم الأسرلة ومسح هويتنا. وقدر الأحرار والشرفاء أن يتصدوا لهذه الهجمة مهما كان الثمن ويفشلوها كما أفشل التي قبلها الذين كانوا قبلنا. قبلنا دفعوا ثمن التصدي للعملاء والخونة وللاحتلال وفي وقتنا أيضا هناك الشرفاء الأحرار الجاهزون لدفع الثمن مهما كان..نعرف أن الدولة ستدعم عملائها بكل أنواع الدعم المادي والأمني والبوليسي وسيقف الأحرار أمامهم مجردين من كل مقومات الصمود إلا إرادة فولاذية وإيمان عميق بأن الحق يعلو ولا يعلى عليه”.

وتابع قائلا: “سيصمت الجبناء وسيقفز الانتهازيون على الفرصة وستستشرس الدولة ومؤسساتها ولن تكون مواجهة ناعمة لكن في النهاية لن يبقى في الواد الا حجارته.الخزي والعار للخونة والعملاء”.

أما الصحافية توجان منصور فاكتفت بالتعليق على صورة الأطفال مع الأعلام الإسرائيلية بالقول: “عاشت طمرة حرة مستقلة ومخربة عقول ولادها، وعاشت أباء الأطفال في الصورة بعز ونعيم”.

وقال المحامي فؤاد سلطاني، ورئيس منتدى لجان الآباء فقال معلقًا أيضا: “هل يوجد تشويه أخلاق أكثر من أن نجعل الطلاب والطالبات الصغار يستقبلون بالأعلام الصهيونية مجرما الحرب رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو ووزير المعارف بينيت. هكذا أستُقبلا نتنياهو وبينيت اليوم في إحدى مدارس طمره الزعبية. لا نلوم الصغار، فهذا ما قام به طاقم المدرسة، وهذا للأسف ما وافق عليه الأهل ويا للعار”.

وكتب عنان سهيل: “كم منا حين قرأ خبر زيارة نتنياهو إلى طمرة الزعبية تذكر فيلم إيلي سليمان “الزمن الباقي”، والذي يتناول صهر الفلسطيني في المؤسسة الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com