العلاقات الروسية الاسرائيلية بين مد وجزر واضحين

رغم ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يهاتف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بين فينة واخرى، الا ان العلاقات الروسية الاسرائيلية عادية، فهي ليست ممتازة وفي الوقت نفسه ليست سيئة.. اذ انها بين مد وجزر.

لقد اجتمع نتنياهو مع بوتين اربع مرات، وتهاتفا مرات عديدة، ولكن هذا لا يعني ان هناك أي تحوّل أو تبدل في موقف روسيا تجاه المنطقة وقضاياها، ولا يعني ان اسرائيل تخلّت أو ستتخلى عن اميركا.. يشعر المرء أحياناً أن العلاقات قوية وجيدة، وفي بعض الاحيان فاترة. وفي هذه الايام فاترة لعدة أسباب ومن أهمها:-

  • روسيا تدعم الدولة الشرعية في سورية، وأمل اسرائيل في سقوط هذه الدولة برئاسة الدكتور بشار الاسد اصبح مستحيلاً.
  • التعاون أو التنسيق الامني الروسي الاسرائيلي لمنع حدوث أي صدام بين الطائرات الروسية والاسرائيلية في الجنوب السوري مستمر، ولكن اسرائيل مستاءة لقيام الجيش السوري قبل عدة أسابيع باطلاق صاروخين على طائرات حربية اسرائيلية حاولت اختراق الاجواء السورية، مما وضع حداً لهذه الانتهاكات والاختراقات.. وشعرت اسرائيل بأن روسيا لم تمانع التصرف العسكري السوري في هذا الحادث!
  • الرئيس الروسي يرفض تقسيم سورية، واسرائيل منزعجة لانها كانت تأمل ذلك لتحقيق عدة اهداف ومنها:-

ا. ابقاء الجولان السوري المحتل وللابد جزءاً من الدولة الاسرائيلية.

ب. امكانية اقامة دولة درزية في السويداء، واقناع الدروز بضمها الى اسرائيل، او اقناعهم باقامة علاقات قوية معها.

جـ. ضرب محور المقاومة واضعاف حزب الله العدو اللدود لاسرائيل.

  • لقد كانت هناك طموحات بتعاون عسكري روسي اسرائيلي الى حد كبير، ولكن الاتفاق الاميركي الاسرائيلي الذي وفر مساعدات بقيمة 38 مليار دولار للسنوات العشر القادمة قيّد اسرائيل، ومنعها من التعاون العسكري الكبير مع أية دولة أخرى!
  • وجهت روسيا دعوة لكل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتنياهو للقاء في موسكو برعاية الرئيس بوتين في محاولة لتحقيق اختراق ما في الجمود السياسي الحالي والعودة الى طاولة المفاوضات المباشرة، الا نتنياهو لم يرد ولم يرغب في ذلك خوفاً من أن يفرض عليه شيء، وكذلك لعدم اثارة غضب الادارة الاميركية، الحليف الرئيس لاسرائيل، وعدم اعطاء الفرصة لروسيا كي ترعى المسيرة السلمية بدلاً من اميركا، اما الرئيس عباس فقد استعد لتلبية دعوة الرئيس بوتين.
  • العلاقات الروسية الايرانية القوية، تزعج اسرائيل كثيراً، اذ ان روسيا توفر دعما سياسيا قويا لايران على الساحة الدولية، وهناك تعاون عسكري مشترك على الارض السورية. وقمة الانزعاج تمثلت بقيام الطائرات الروسية الاستراتيجية باستخدام الاراضي الايرانية لضرب الارهاب في سورية.
  • التعاون الروسي المصري الذي بدأ يتصاعد ويزداد قوة يوماً بعد يوم، وقيام مناورات عسكرية روسية مصرية مشتركة، وهذا التعاون يبعد مصر عن محور الاعتدال الذي تقوده السعودية التي هي على علاقة سرية جيدة مع اسرائيل. وهذا التعاون سيؤدي الى تعاظم النفوذ الروسي المتصاعد في منطقة الشرق الاوسط.

ولكن رغم هذه الاسباب التي تؤدي الى الفتور، فان روسيا حريصة على علاقة جيدة مع اسرائيل، ولكن ليس على حساب القوانين والمواثيق الدولية، وليس على حساب قرارات الشرعية الدولية.

واسرائيل بحاجة الى روسيا كي تبذل جهودها لمنع فتح جبهة الجولان سواء الآن أو في المستقبل، وابعاد حزب الله والمقاومين عن الحدود، لان لروسيا تأثيراً قوياً على الدولة السورية كونها حليفة قوية لها.

انطلاقاً مما ذكر، فان العلاقات الروسية الاسرائيلية تتأرجح، ولا شك ان الازمة السورية هي عامل رئيسي من عوامل التأرجح وعدم استقرارها، وكذلك ايران، ولكن هذا التأرجح لن يقود الى قطع علاقات او الى مجابهة أو صدام لان الدولتين بحاجة لبعضهما، وبحاجة لحماية المصالح والوجود والنفوذ لكل منهما في المنطقة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com