انعكاسات عملية الشاحنة على “نتنياهو” / د. خالد معالي

انعكست عملية الشاحنة في القدس المحتلة سريعا؛ على مجمل المشهد العام في دولة الاحتلال؛ التي عمها الغضب، وعلى القوى الفلسطينية؛ التي خرج بعضها يوزع الحلوى فرحا؛ وصارت حديث الساعة، وسارع الكتاب والمحللين الفلسطينيين وغيرهم، لدراسة انعكاساتها وتداعياتها على مختلف الصعد؛ وخاصة على رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو”.

“نتنياهو” سارع لزيارة مكان العملية؛ كونه أول الخاسرين منها؛ وكونه مضغوط في قضايا فساد كبيرة، وما زال مضغوط من قرار مجلس الأمن 2334، وحبل المشنقة يلتف حول عنقه؛ وجاءت عملية الشاحنة ومقتل أربعة جنود وثمانية في حالة الخطر الشديد؛ لتزيد الطين بلة؛ حيث أثبتت فشله في تحقيق الأمن.

“نتنياهو” يسير من فشل لفشل، ونحو فشل آخر على ما يبدو؛ بعدم قدرته على السيطرة والتحكم؛ في منع تقديم لائحة اتهام ضده، وهو ما يعني تقديم استقالته، وإجراء انتخابات مبكرة؛ بحسب قوانين دولة الاحتلال.

   الكاتبة والمحللة في دولة الاحتلال “عميره هس” كتبت في  صحيفة “هآرتس ” العبرية صباح عملية الشاحنة؛ تقول:نظرية الردع “الإسرائيلية” أثبتت فشلها مرّة أخرى أمام منفذ عملية الدهس قي مدينة القدس.

وفي فشل  آخر ل “نتنياهو”؛ مراسل القناة الثانية “الإسرائيلية” من موقع عملية الدهس في القدس المحتلة قال:عدد من الجنود كانوا مسلحون في موقع العملية إلا أنهم اختاروا الفرار من موقع عملية الدهس بدلاً من إطلاق النار على سائق الشاحنة.

 فيما قالت صحيفة” هآرتس ” ان “الردع الإسرائيلي”  لم يكون مُجدي مع منفذ عملية الدهس في القدس، فهو كان يعلم بكل العقوبات الجماعية التي ستفرض على عائلته ومع ذلك قرر ونفذ العملية.

“نتنياهو” يخسر جمهوره؛ ويعتبروه كاذبا، ففي استطلاع للرأي العام “الإسرائيلي” حول درجة ثقة “الإسرائيليين” في أقوال “نتنياهو”  حول الاتهامات بالفساد ضده أجابوا على سؤال :هل أنت مع إدعاءات رئيس الحكومة بأن التحقيق ضده هو ملاحقة سياسية؟52% من “الإسرائيليين” قالوا أنهم لا يتفقون مع إدعاءات” نتنياهو”.34% قالوا أنهم يتفقوا مع إدعاءات “نتنياهو”.14% لا رأي لهم.

وكعادة المتغطرس المغرور ادعى “نتنياهو” منذ بدء التحقيقات الجنائية ضده؛  أن ما يجري هو ملاحقة سياسية لإسقاطه من السلطة، ويردد دائما مقولة، لن يكون أي شيء، لأنه لا يوجد شيء؛ وهو نفس زعمه من انه لا يوجد احتلال فوق الأرض الفلسطينية، وأنها ارض الأجداد والآباء.

ضربت العملية نظرية الأمن في العمق؛ كونها وقعت في قلب القدس المحتلة؛ الأكثر حراسة ومراقبة، وفي منطقة توصف بأنها الأكثر أمنا واستقرارا، وأفشلت كل التدابير الأمنية التي كان يتباهى بها قادة جيش الاحتلال؛ وأوجدت حالة من الضغط والإرباك في صفوف قادة وضباط جيش الاحتلال.

بالمحصلة؛ على “نتنياهو” أن يعقل، وما نظنه كذلك؛ بان يوفر خسائره وهدر طاقاته، ويفهم دروس التاريخ جيدا، فيوقف الاستيطان، ويوقف احتلاله للأرض الفلسطينية، ويعطي الفلسطينيين حقهم بإقامة دولتهم، كبقية شعوب الأرض، ولكن هيهات…هيهات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com