تعمق الانقسام والصراع على النهج والسلطة في آن واحد

 بعد انتهاء أعمال الدورة الـ 23 للمجلس الوطني الفلسطيني لا بد من التساؤل: هل تم تعميق الانقسام علماً ان الرئيس محمود عباس قال أن مقعداً مخصصاً لكل من الجبهة الشعبية، والشعبية/ القيادة العامة، والصاعقة في عضوية اللجنة التنفيذية ، موجود في حال قررت هذه الفصائل مجتمعة او فرادى العودة الى المنظمة بعد أن قاطعت المجلس الوطني ونشاطات أخرى للجنة التنفيذية. وأضاف الرئيس عباس انه يرحب بانضمام حركتي حماس والجهاد الاسلامي للمنظمة.

لقد اتهمت حركة “حماس” المجلس الوطني بأنه انقسامي وانفصالي، لذلك هل من الممكن أن تكون أي من الحركتين “حماس” أو “الجهاد الاسلامي” عضوا في المنظمة!

من الصعب ان يتم هذا الانضمام او هذا التلاحم لأن هناك خلافاً كبيراً وواضحاً بين نهجي فتح من جهة والحركتين الاسلاميتين من جهة أخرى. فما زالت منظمة التحرير متمسكة بخيار التفاوض والبحث عن “السلام”، في حين أن نهج حماس والجهاد الاسلامي يعتمد كثيراً وبصورة أساسية على خيار المقاومة، وخاصة المسلحة، وهذا ما ترفضه حركة “فتح” التي يترأسها الآن الرئيس عباس.

كما أن الحركتين ترفضان الاعتراف بدولة “اسرائيل”، وكذلك عدم اعترافها بكل القرارات السلمية الصادرة عن المجالس الوطنية الفلسطينية السابقة.

واضافة للصراع على “النهج”، الذي هو صراع أساسي وخلاف عميق وجوهري، فان هناك صراعاً على السلطة، إذ ان حركة “حماس” طالبت قبل عام 2006، أي قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة، بأن تكون نسبة مشاركتها في المجلس الوطني لا تقل عن 40 بالمائة حتى توافق على الانضمام الى المنظمة، فماذا ستكون المطالبة بعد الفوز في انتخابات عام 2006، وهل من المعقول أن تقبل بمقعد واحد في اللجنة التنفيذية اسوة بالفصائل الصغيرة، وليس أسوة بحركة “فتح” التي تهيمن على غالبية مقاعد أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة!

وبعد اقصاء حركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي” من خلال الاصرار على عقد دورة المجلس الوطني في رام الله، والاصرار ايضاً على عدم تطبيق اتفاق بيروت العام الماضي حول ضرورة تفعيل منظمة التحرير من خلال تفعيل وتنشيط مهام الاطار القيادي لمنظمة التحرير من أجل خلق وتشكيل منظمة تحرير موحدة وواحدة، ومن أجل ان تكون حقاً وحقيقة مظلة لجميع الفلسطينيين والممثل الشرعي والوحيد، تضع خطة عمل مشتركة يقرها الجميع.

في الواقع المؤلم، فان الانقسام تعمق ليس فقط بين الفصائل الاساسية، فقد بدأنا نشاهد انقسامات ايضاً داخل الفصيل الواحد، وبخاصة داخل حركة “فتح” كبرى الفصائل إذ ان الصراع على السلطة استفحل ايضاً داخل دورة المجلس الوطني، اضافة الى ان هناك علامات استفهام كبيرة ومحزنة حول اختيار أعضاء المجلس الوطني الجدد.. علماً ان المجلس الوطني يجب ان يضم خيرة ابناء شعبنا، ومن يفيدون القضية، وليس فقط من يقبل ان يصادق ويوقع على أي شيء دون ان يقرأه او يعرف فحواه!

القدس 5/5/2018

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com