“صفقة” سقطت مشاريعها سابقاً ولن ترى النور مستقبلاً..

   يجب علينا جميعاً كفلسطينيين ألا نخاف مما تسمى “صفقة القرن” لاهم سبب وهو أنها تمثل “سخافة” القرن، وسخافة القرارات الاميركية تجاه قضيتنا الفلسطينية العادلة. فهي بحد ذاتها ليست خطة، وكذلك ليست أمراً مفروضا علينا. فهي في الواقع اعادة بعث العديد من المشاريع القديمة التي سقطت امام صمود شعبنا الفلسطيني. وقد كنا وما زلنا نصف تلك المشاريع بالمؤامرة السخيفة التي لا تنطلي على أي فلسطيني في العالم. والصفقة التي أعلنت عبر حفل كرنفال في البيت الأبيض الاميركي بحضور الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو لا تضم أي شيء جديد عن المؤامرات السابقة. وقام الطاقم الاميركي بجمع المؤامرات السابقة، واعادة صياغتها ووضعها في “كتاب” أسماه هذا الطاقم والرئيس الاميركي بأنه “صفقة القرن”.

فاذا تناولنا موضوع التوطين، فانه مثار منذ عشرات السنوات حتى انه قيل في بعض الفترات بأن هناك خطة شاملة لتوطين اللاجئين الفلسطينيين على الاراضي العراقية قرب الحدود الاردنية. وقد فشلت الخطة وتناساها الجميع. ثم أثيرت بعد اتفاقيات اوسلو بأن هناك خطة لاحتواء قضية اللاجئين عبر فتح أبواب الهجرة لهم الى دول العالم، أو بناء عشرات آلاف الوحدات السكنية في شمال الضفة وفي مناطق الاغوار! ولم ينفذ هذا المشروع بل وضع على الرف لأن اسرائيل لا تريد زيادة عدد الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية. ويجب ألا ننسى أن رسالة الضمان التي وجهها الرئيس الاميركي بوش الابن لرئيس وزراء اسرائيل وقتئذٍ ارئيل شارون ضمت عدة بنود وأهمها شطب حق العودة  للاجئين الفلسطينيين، ولا عودة الى حدود 4 حزيران 1967، ولا ازالة المستوطنات، والقدس عاصمة لدولة اسرائيل.

ويجب ألا ننسى أيضاً أن المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية أثارت موضوع تبادل اراضٍ، واكدت على عدم ازالة المستوطنات. وقد أثير وقتها موضوع تخلي اسرائيل عن منطقة المثلث، وقامت الدنيا في تلك الفترة، ومن ثم أجل هذا الموضوع ليثار من جديد في “صفقة” القرن.

وقد عرض قبل عشرات السنوات موضوع توسيع قطاع غزة من خلال اجبار مصر على اعطاء ما يقارب 600 كيلومتر  مربع من اراضي سيناء لضمها الى القطاع، مقابل منح مصر ارض صغيرة في النقب. وقد تم رفض هذا الاقتراح، وقد سقطت مع سقوط الرئيس محمد مرسي.

أما إذا تناولنا موضوع أن تكون العاصمة الفلسطينية في ضواحي القدس، فقد كان هناك الاقتراح بذلك سمي وقتها باقتراح يوسي بيلين. وتم التعليق على ذلك وقتها بأنهم يريدون أن تكون العاصمة “أبو ديس الشريف”! وقد نفت ورفضت القيادة الفلسطينية هذا التوجه الاسرائيلي أو الاقتراح الخطير.

وهناك العديد مما جاء في “صفقة القرن” تم تناوله وطرحه في السابق، ولكن الجديد في الأمر أن الادارة الاميركية التي كانت لا تعلن موقفها تجاه مثل هذه المشريع، فهي اليوم وبكل وقاحة تعترف وتتبنى هذه “المشاريع” التي هي مخالفة لكل القوانين الشرعية، وكذلك لقرارات الشرعية الدولية.

انطلاقاً مما ذكر فان ما جاء في صفقة القرن كان قد سقط في السابق، ولذلك فانه سيسقط في هذه المرة وفي المستقبل لان شعبنا الفلسطيني يرفض رفضاً قاطعاً الاستسلام، أو التنازل عن حقوقه المشروعة. وهذا ما أثبتته الايام الغابرة وستخبر به العالم في المستقبل!

القدس 4/2/2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com