مؤشرات نتائج الانتخابات الاسرائيلية..

 انتهت الانتخابات الاسرائيلية، وتم فرز 99 من الأصوات، ولم يبق سوى القليل، وسيتم فرزها لاحقا، وقد لا تؤثر على النتيجة العامة النهائية وهي أن حزب الليكود برئاسة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو حصل على أكثر الأصوات (36 مقعداً) في حين أن منافسه حزب “أزرق أبيض” بزعامة الجنرال بيني غانتس حصل على 36 مقعداً. وهذه النتائج شبه النهائية تؤكد أن معسكر اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو حصل على ما مجموعه 58 مقعداً في حين ان معسكر الاحزاب المعارضة لنتنياهو حصلت على 62 مقعدا مما يؤكد أن تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة سيكون صعباً أمام أي من قادة الحزبين الكبيرين. وهذه الانتخابات أدت الى مفاجأة سارة لأن القائمة العربية المشتركة حصلت على 15 مقعداً، وأصبحت الحزب الثالث في البرلمان (الكنيست) الاسرائيلي. 

من يشكل حكومة جديدة لا يهمنا كثيراً لأن الحزبين الكبيرين لا يختلفان في المواقف الاساسية تجاه قضيتنا، ولا بدّ من الانتظار لمن يهمه الامر في معرفة من سيكون رئيس وزراء اسرائيل القادم. 

أما ما يهمنا هو قراءة عامة ومهمة وحيادية وهادئة لنتائج هذه الانتخابات. فهناك مؤشرات لا بدّ من ذكرها:

في البداية يجب القول أن المجتمع الاسرائيلي يميل نحو اليمين المتطرف، واذا حاولنا قراءة أفكار أعضاء الكنيست الحاليين، فغالبيتهم يمينيون ومتطرفون، ولا يرغبون في انهاء الاحتلال الاسرائيلي لأراضينا العربية المحتلة.

أما المؤشر الثاني والخطير يكمن في أن المجتمع الاسرائيلي لا يعاقب من هو فاسد أو من تُقدم ضده لوائح اتهام بالفساد، بل انه يؤيده ويدعمه، فبالتالي فان هذا المجتمع يؤيد الفساد ويؤيد تجاوز القوانين، وتجاوز كل ما هو منطق من خلال دعمه لحزب الليكود الذي يتزعمه من هو متهم بالفساد، والذي يسعى الى البقاء في الحكم مهما كلف الامر. وهذا الموقف للمجتمع الاسرائيلي يشجع بطريقة غير مباشرة على الفساد لان المسؤول لن يعاقب بل سيدعمه هذا المجتمع ما دام هو زعيما يملك شخصية قوية! 

أما المؤشر الثالث لهذه الانتخابات فيلخص بأن لا مساواة في دخل المجتمع الاسرائيلي. وفوز القائمة العربية المشتركة بـ 15 مقعدا، يشير الى ان الفلسطينيين في داخل دولة اسرائيل في خطر، وبالتالي تعاضدوا وتكاتفوا، وصوتوا لصالح كتلة تمثلهم، تحافظ على وجودهم وتسعى الى تحقيق عدالة ومساواة لهم. وان النظرية القائمة على اعتبار اسرائيل دولة ديمقراطية فهي خاطئة لان هناك تمييزا عنصريا ضد “العرب” وضد قوميات اخرى متواجدة منذ آلاف السنين على هذه الارض!

وانطلاقاً من المؤشرات التي ذكرت سابقا، ومن المواقف المتطرفة، فان المراقب والمتابع للوضع في منطقة الشرق الاوسط سيصل الى نتيجة واحدة، وهي ان حالة الجمود السياسي ستبقى، واستفزازات المستوطنين ضد أبناء شعبنا ستتواصل مع استمرار سياسة الاستيطان والتوسع. وهذا يعني ان المرحلة القادمة صعبة لا تبشر بالخير. وان على شعبنا الصمود ووضع الخطة الوطنية الفعّالة لمواصلة الصمود والحفاظ على الوجود العربي الفلسطيني في هذه الديار المقدسة، ورفض الاستسلام مهما كانت أعباء الضغوطات والمعاناة في الفترة القادمة.

القدس 5/3/2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com