التنمر ظاهرة تؤرق الإنسانية وتمزق الحالة الاجتماعية.. بقلم/ تمارا حداد

مما لاشك أن السلوك العدواني لدى بعض الأفراد أصبح حقيقة واقعية موجودة في معظم دول العالم، ما يترك آثارًا سلبية على تطور المجتمع بسبب انتشار ظاهرة التنمر بكافة أشكاله، حيث أن هذه الظاهرة السلبية تؤرق المجتمعات كونها شكل من أشكال العنف والإساءة للآخرين سواءً من خلال التنمر اللفظي أو الجسدي أو النفسي أو الالكتروني، الأمر الذي بحاجة إلى النظر في الموضوع لما له تداعيات على الفرد والمجتمعات الأمر الذي يساهم في تعزيز الفوضى المجتمعية واللا إنسانية.

التنمر حالة لردة فعل معين بالنسبة للفرد والتي تعبر عن خلل معين في تربيته او حالته النفسية من خلال استخدام الأساليب العدوانية، والتنمر استجابة انفعالية تتحول مع نمو الطفل وبخاصة في سنته الثانية إلى عدوان وتنمر متطور خلال مراحل حياته لارتباطه ارتباطاً شرطيا بإشباع الحاجات.

والتنمر هو كل سلوك ينتج عنه إيذاء لشخص آخر أو إتلاف لشيء ما، وبالتالي فالسلوك التنمري هو شكل من أشكال العدوان الموجه نحو الأفراد أو الأشياء، وهو سلوك يهدف إلى إحداث نتائج تخريبية أو مكروهة أو إلى السيطرة من خلال القوة الجسدية أو اللفظية على الآخرين، وهذا التنمر يُعرف اجتماعيًا على انه إنسان عدواني يحمل سلوكا يلحق الأذى بالآخرين سواء أكان نفسيًا كالإهانة أو جسديًا كالعراك والضرب، وهو مظهر سلوكي للتنفيس الانفعالي نحو الأصدقاء والمعارف.

يمكن تصنيف أنواع التنمر على النحو التالي:

  1. التنمر الجسمي كالضرب والعراك.
  2. التنمر اللفظي كالإهانة والشتم.
  3. التنمر على شكل نوبات غضب.
  4. التنمر غير المباشر “كاعتداء عن طريق شخص آخر”.
  5. التنمر السلبي كالعناد والمماطلة والتدخل المتعمد.
  6. التنمر الالكتروني عبر الانترنت بتشويه الأفراد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

لماذا يتنمر بعض الأفراد:

  1. تحقيق مكانة اجتماعية عند الآخرين.
  2. تعزيز الهوية النفسية حسب اعتقاده.
  3. فرض السيطرة الاجتماعية واكتساب القوة والنفوذ.
  4. تحدي الآخرين.
  5. التعبير عن حب المغامرة.

مظاهر التنمر:

  1. العناد.
  2. اعتداء الفرد على الآخرين.
  3. إحداث فوضى مجتمعية.
  4. الإهمال المتعمد لأنظمة القوانين.
  5. عدم الانتظام بأوقات العمل او مقترحات من ينصحونه.

أسباب التنمر:

أسباب بيئية:

  1. تشجيع لمن هو اكبر منه للاتجاه نحو التنمر.
  2. عدم توفر العدالة في المعاملة بشكل متساوي مع الجميع.
  3. عدم احترام وجهات النظر.
  4. عدم احترام الأبعاد المتعلقة بالجنس أو اللون أو اللغة أو الدين أو الشكل.

أسباب نفسية:

  1. صراع نفسي لا شعوري للفرد.
  2. العزلة الاجتماعية.
  3. توتر الجو العائلي.

أسباب اجتماعية:

  1. المشاكل العائلية نتيجة تشدد الأب أو إلام ، الرفض من الأسرة، كثرة الخلافات الداخلية.
  2. المستوى الثقافي للأسرة.
  3. عدم إشباع حاجات الفرد الأساسية.
  4. الحرمان الاجتماعي والقهر النفسي.

أسباب ذاتية:

  1. حب السيطرة والتسلط.
  2. ضعف الوازع الديني.
  3. معاناة الفرد من بعض الأمراض النفسية.
  4. ظروف السكن السيئة.
  5. حالة الضغط والمعاناة التي يعيشها الفرد.

طرق الوقاية:

  1. إعطاء الأولوية للتربية الأخلاقية في الأسرة والمدرسة والجامعة والعمل.
  2. العدالة في معاملة الأفراد بالتساوي.
  3. العدالة في توزيع الواجبات بين الأفراد.
  4. العدالة في تقييم الأداء بشكل عادل بالنسبة للموظفين والعاملين.
  5. العدالة في التربية بين الذكر والأنثى.
  6. العمل على خطوات تعديل السلوك التنمري للفرد مثل تعزيز النفسية باستخدام المعززات المادية والمعنوية والرمزية والمعززات النشاطية.
  7. التدريب على الطمأنينة الاجتماعية.

خلاصة:

من المهم إعداد خطة شاملة من اجل التخفيف من ظاهرة التنمر سواء في المدارس من خلال تعزيز ثقة الطالب بنفسه، ومعالجة الظاهرة من خلال تعاون المؤسسات المعنية بحل هذه الظاهرة بوضع رؤية فاعلة تبدأ من الأسرة وحتى العمل، لتحقيق مجتمع خالِ من التنمر وأشكاله التي تهدد السلم الأهلي والمجتمعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com