كيف نحمي أطفالنا من التحرش الجنسي؟.. بقلم/ د. سيد حسن السيد

إذا كانت الذئاب لمن الحيوانات الشرسة التي تنقض علي فريستها وتفتك بها لتلتهمها وهي تقبل علي ذلك بوحشيه بحكم انتمائها لعالم الحيوانات المفترسة
فإن هناك أيضا فئة من البشر قد تجردوا من إنسانيتهم بتحرشهم بالأطفال الصغار وهؤلاء يطلق عليهم
الذئاب البشرية لأنهم يغتالون براءة الأطفال مستغلين ضعفهم وقله حيلتهم من أجل إشباع شهواتهم الجنسية الدنيئة

إن التحرش الجنسي بالأطفال لمن الظواهر السلبية القبيحة والآفات الاجتماعية الخطيرة ذات العواقب الوخيمة التي ينعكس آثارها النفسية السيئة علي الأطفال أنفسهم وأسرهم والمجتمع ككل حيث أن التحرش فيه أذى كبير ويعد انحدار سلوكي وتدهور أخلاقي وهو من الآثام والمعاصي والمنكرات التي حرمها الشرع,

قال تعالي:” والذين يؤذون المؤمنين
والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد
احتملوا بهتانا وأثما مبينا”

وحيث أن التحرش لمن الفواحش
قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم):” أن الله يبغض الفاحش
البذئ”
لعل المتحرشون يتعظون

فضلا عن أن التحرش يعتبر لمن السلوكيات الخاطئة غير السوية التي يجرمها القانون لمنافاته للآداب العامة
وللتصدي لمواجهه ظاهره التحرش الجنسي لذا يجب تشديد العقوبات الرادعة علي مرتكبيه مع ضرورة قيام من يتم التحرش به أو من يري واقعه تحرش الإبلاغ عن ذلك دون حرج أو تردد حتى يتم توقيع العقوبة علي المتحرشين مثلما حدث في الآونة الأخيرة في واقعه التحرش الجنسي لطفله المعادي التي تم رصدها من خلال كاميرات المراقبة الموجودة بأحدي العمارات وتناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي الأمر الذي أدي إلي قيام الجهات الأمنية بتتبع الجاني للتحقيق معه تمهيدا لتوقيع العقوبة عليه علي سبيل الردع.
ولحماية الأطفال من التحرش الجنسي فان للآباء والأمهات دورا فعالا ومؤثرا في توعيه أبناؤهم
وإرشادهم لتجنب التعرض للتحرش
الجنسي وذلك علي النحو التالي:-
– ضرورة التأكد من عدم مخالطه
أبناءهم لأشخاص منحرفين أو
قرناء سوء
– التنبيه علي الأطفال بعدم
السماح للغرباء بتقبيلهم أو لمسهم
أو اصطحابهم إلي مكان
– توعيه الأطفال بأنه في حاله
تعرضهم لأي تهديد من أحد الأشخاص أن يتم الاستغاثة بصوت
مرتفع مع طلب النجدة من الغير
لإنقاذهم
– أثناء تواجد الأطفال خارج المنزل
يلزم متابعتهم مع ضرورة تحذيرهم
من السير أو البقاء بمفردهم في الأماكن الخالية من السكان أو في
الشوارع المظلمة.
– يجب تعويد الأطفال علي مصارحة
الوالدين بكل ما يحدث لهم أثناء
تعاملهم مع الغير وكذلك ما يصدر
منهم كردود أفعال لتصرفات الآخرين
معهم.
– من آداب السلوك الإسلامي ضرورة
التفريق بين الأبناء في المضاجع وأثناء الاستحمام كما يجب تعويدهم علي غض البصر عن رؤية العورات منذ الصغر.
– يجب مراعاة أحكام ألرقابه علي
الأطفال علي أن يتم متابعتهم بأسلوب غير مباشر أثناء تواجدهم بمفردهم داخل الحجرات المغلقة ولاسيما أثناء استخدامهم للنت مع ضرورة التدخل لتعديل أي سلوكيات خاطئة قد تصدر منهم لمنع تعرضهم للانحراف علي أن يكون النصح والإرشاد بلين دون تعنيف

ولمنع تفشي ظاهره التحرش الجنسي بالأطفال علي سبيل التوعية ليتنا نتذكر قول رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) :” وكفي بالمرء أثما أن يضيع من يعول”

د. سيد حسن السيد
الخبير الدولي للاتيكيت
وآداب السلوك الإسلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com