الإهمال صفة مكتسبة لها استعداد وراثي.. بقلم/ د.سيد حسن السيد

اذا كان الاهمال واللامبالاه لمن  السمات السيئه التي تدل علي الاستهتار، حيث انها لوتأصلت في  شخصيه  الفرد لادانته و احطت من قدره وقللت من شأنه  بين الناس وافقدته ثقه واحترام كل من يتعامل معه  كما أن الاهمال واللامبالاه كظواهر مجتمعيه سلبيه  تعتبر لمن الافات الاجتماعيه التي اذا أصابت الشعوب حولتها الي دول متخلفه ومتأخره حضاريا لأنها تضعف من قوه اي مجتمع وتجعله عرضه للانهيار  حيث ان الاهمال واللامبالاه   يعد من  أخطر الكوارث التي يمكن أن تواجهها المجتمعات لذلك

فأن النظام  سر تقدم الدول المتحضره ونهضتها و احترام وتقدير شعوبها  لان حضارات الشعوب تقاس بمدي ارتقاء سلوك مواطنيها الذي لا يتحقق  الا من خلال اتباعهم للنظام في كل أمور حياتهم مع عدم تصرفهم بعشوائيه فضلا عن ضروره إتقانهم للعمل بكل اخلاص وتفاني

دون إهمال أو تراخي

وا ذا كان سر نجاح الغرب وتقدمه

هو العمل الجاد المتقن والمنظم والمنضبط والتفوق في الاداره وتقديره للكفاءات العلميه ودعمه للبحث العلمي

فإن الإسلام بتعاليمه السمحاء ومبادئه القويمه قد امرنا بالأخذ بأسباب التقدم العلمي والتقني مع ضروره اتباع النظام والانضباط وعدم الاهمال واللامبالاه  وقد ثبت أن التقدم في العلوم الطبيعيه الذي حدث في أوربا  منذ القرون الوسطي كان نتيجه لاتباع الغرب للمنهج العلمي التجريبي الذي وضعه العالم العربي العلامه( الحسن ابن الهيثم) وفقا  لقواعد واسس الشريعه الاسلاميه الوارد ذكرها بالقرآن الكريم والسنة النبويه الشريفه.

اين نحن  ؟ مما نشاهده ونلمسه يوميا من تصرفات عشوائيه نتيجه للاهمال وعدم اللامبالاه

ومن مظاهر عدم المبالاه  مخالفات البناء بدون تراخيص علي الأراضي الزراعيه وكذلك المخالفات المرورية لتجاوز السرعات اثناء القياده وحوادث السيارات والقطارات ومخالفات الاشغالات التي تعوق حركه المارين بالطريق كعمليات الحفر والهدم وعمل المطبات العشوائية بالشوارع بلا ضوابط الامر الذي يتطلب تفعيل تطبيق القوانين الرادعه مع تشديدالعقوبات علي المخالفين

ومن مظاهر الاهمال الذي يسيئ للمظهر الحضاري  انتشار الملوثات البيئية والسمعيه والبصريه التي تحدث بسبب السلوكيات الخاطئةالتي تصدر من البعض في المدن والأحياء الراقيه  وداخل المباني السكنيه وفي الأماكن العامه

وذلك يتطلب ضروره تدخل المسئولين بوزاره البيئه لمنع تفشى

تلك الملوثات من خلال عمل حملات

توعيه مع  تشديد العقوبات الرادعه   وتفعيل تطبيق القانون علي جميع المخالفين

ومن مظاهر اللامبالاه ايضا الروتين الوظيفي والإجراءات المطوله

التي تؤدي الي تعطيل مصالح الجمهور في الجهات والمصالح الخدميه لذلك يتعين علي المسئولين

ضروره تعديل القوانين واللوائح

للقضاء علي البيروقراطية والفساد

الاداري مع ضروره تعميم تطبيق  سبل التكنولوجيا الحديثه في جميع

الجهات والمصالح الخدميه

مع ضروره الاهتمام بتدريب العاملين

لتنميه مهاراتهم ولاسيما المسئولين عن صنع القرار الشاغلين للمناصب

القياديه.

اما بخصوص الأعمال الدرامية الهابطة  التي نشاهدها علي شاشات التلفزيون التي تجسد مشاهد التحرش اللفظي والجسدي مع استخدام العبارات السوقية الغريبه وكذلك المشاهد التي تصور حالات التسيب والاهمال واللامبالاه والمتمثله في  الشخص الفوضوي المستهتر الذي يتهرب من واجباته في صوره بطوليه امام المشاهدين لذلك يجب علي المسئولين عن الرقابه الاعلاميه سرعه التدخل لمنع عرض تلك الأعمال اللاخلاقيه.لما لها

من تأثير سلبي علي سلوك الاطفال

والمراهقين من الجنسين

أن الاهمال وعدم المبالاه سلوك بشري خاطئ وهذا السلوك  قابل للتغيير أو التعديل بشرط أن يعترف كل شخص  أين كان موقعه أو منصبه  بهذا الخطأ أن اخطأ ثم يحاول تغيير هذا الخطأ  بممارسة السلوك السليم حتي يتحول الاهمال واللامبالاه الي نظام وانضباط وحتي يمكن تحويل  الفشل الي نجاح والتخلف والاضمحلال الي تقدم وازدهار .

ولنتذكر جيدا قول الله تعالي : “ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم”

ما أحوجنا الي التمسك بتعاليم الدين

التي تؤكد لنا ضروره الثقه بالنفس   والإيمان بالقدرات الذاتيه والرغبه في الإنجاز والتركيز علي المميزات وعدم الكسل اوالتراخي مع مراعاه النظام والانضباط السلوكي والتحلي بمكارم الأخلاق مع تطبيق سياسه الثواب والعقاب دون تسلط  أو محاباه

ومن العوامل التي تؤدي الي تحقيق الانضباط في كل أمور حياتنا:-

التفكير السليم الواضح والمنطقي مع وضع أهداف طموحه قابله للتنفيذ كما ان العمل يجب أن يكون جاد ومتقن ومنظم اما التعلم فيتعين أن يكون مستمر من خلال التدريب مع تنميه الثقافه واكتساب المعرفه والاصرار علي النجاح كما يجب ترشيد الإنفاق والحد من الاسراف مع مراعاه التوفير والادخار  والاستثمار الجيد للأموال والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعيه والبشريه

كما يجب ضروره الالتزام بالعادات الصحيه السليمه وفي ظل ظروف

تفشي وباء الكورونا فأن الأمر يتطلب

عدم الاهمال أو اللامبالاه أثناء تنفيذ التدابير الاحترازيه مع ضروره الالتزام بالضوابط الإجرائية للقرارات

السياديه الصادره في هذا الشأن

حقا ان النظام والانضباط لمن الأمور

الضرورية لتحقيق النجاح في كافه

أوجه الحياه وهو سر احترام وتقدير الشعوب وتقدم الامم

اذا كان علماء النفس قد اكدوا أن الاهمال وعدم المبالاه لمن  الصفات المكتسبه التي لها استعداد وراثي عن طريق الجينات الوراثيه مثل باقي مكونات الشخصيه وهي تنمو مع الفرد منذ ولادته ويكتسبها من الوالدين والمجتمع خلال تنشئته الاجتماعيه. فأن أطفالنا أحوج مايكونون في حاجه الي تعويدهم

من الصغر علي اتباع النظام  مع مراعاتهم للانضباط في أي مكان يذهبون إليه أو يتواجدون فيه

سواءا كان البيت أو المدرسه أو الشارع أو الأماكن العامه حتي يصبح

لدينا جيل صاعد منضبط  يستطيع أن يبني بسواعده مجتمع منظم  ومتحضر جدير بالتقدير والاحترام

  الخبير الدولي للاتيكيت

 وآداب السلوك الإسلامي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com